عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-15-2010, 12:03 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

أخى المسلم

يجب أن تعلم أن اسم الله الأعظم القيوم
متضمن لكمال عناه و كمال قدرته و عزته
فأنه القائم بنفسه لا يحتاج إلى من يقيمه بوجه من الوجوه
و هذا من كمال غناه بنفسه عمن سواه
و هو المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته و هذا من كمال قدرته
و القيومية هى القيام التام على كل شئ فى ملكه
و التدبير المحكم لجميع شئون خلقه
و قيام كل شئ به خاضع لهيمنته مستجيب لأمره مسبح بحمده
فهو جل شأنه قائم بذاته مستغن عن خلقه و هم الفقراء إليه
وجودهم من وجوده و أمرهم كله منه و إليه
و حقيقة القيام على هذا الوجود بكلياته و جزئياته فى كل وقت و فى كل حالة
حقيقة هائلة حين يحاول الأنسان تصورها
و حين يسبح بخياله المحدود مع ما لا يحصيه عدد من الذرات و الخلايا و سائر الخلائق

و الأشياء و الأحداث فى هذا الكون الهائل

و يتصور بقدر ما يملك قيام الله سبحانه عليها و تعلقها فى قيامها بالله و تدبيره
إنه أمر لا يتصوره الإدراك الأنسانى
و ما يتصوره منه و هو يسير هائل يدير الرءوس و يحير العقول و تطمئن به القلوب
فلله الملكية المطلقة التى لايرد عليها قيد و لا شرط و لا فوت و لا شركة
و له القيومية الشاملة على ما كان و ما يكون و ما هو كائن
فكل ما سواه هالك و صائر إلى العدم
و كل شئ خاضع لتدبيره و قيوميته فى الدنيا و الأخرة
فليس لأحد مع تدبيره تدبير و لا إرادة
و تتجلى قيوميته فى الدنيا لأهل الخير و المعرفة بالسنن الكونية
فيؤمنون به إيمانا راسخا على النحو الذى أراده جل شأنه
و يشهدون بأنه المعبود بحق دون سواه
و أما فى الدار الأخرة فإن هذه الشهادة يدلى بها جميع الخلق من غير تفاوت فى العلم و الفهم
و ذلك حين يرون ما هم فيه من أهوال تبلغ القلوب فيها الحناجر و لا يلوى أحد على احد
قال الحسن
القيوم هو القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها لعملها
من حيث هو عالم بها لا يخفى عليه شئ منها


قال الخطابى

القيوم هو القائم الدائم بلا زوال و وزنه- فيعول- من القيام
و هو نعت المبالغة فى القيام من كل شئ

و هو الذى لا تفنيه الدهور بإنقلاب الأمور
فعلى هذا يكون بمعنى الثابت القدوس
و أيضا يقال
هو القائم على كل نفس بالرعاية لها و المدبر لجميع أمور العالم
و روى هذا القول عن أبن عباس و الضحاك


قال الأقليشى

الفرق بين القيوم و القائم
إن القائم

هو القائم هو القائم على خلقه برعايته لهم و حفظه بدليل
قوله سبحانه و تعالى



{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء

قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ

بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ

وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

الرعد33



{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ

وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

آل عمران18

أى قائم على خلقه
أما القيوم
فهو الذى يقوم بنفسه و يقوم على كل شئ بقدرته
فلا يحتاج إلى شئ لإكتفائه بنفسه
و يحتاج إليه كل شئ لإفتقار المخلوق إلى الخالق
فهذا هو الفرق بين القيوم و القائم


قال البيهقى

رأيت فى عيون التفسير لإسماعيل الضرير يرحمه الله
فى تفسير القيوم قال
إنه الذى لا ينام و كأنه أخذه من قول الله عز و جل من آية الكرسى


{ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ

لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ

إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }

البقرة 255

صدق الله العظيم


و قال البيهقى أيضا

عن سعيد بن أبى برده عن أبيه أن موسى عليه السلام
قال له قومه
أينام ربنا
قال
أتقوا الله أن كنتم مؤمنين
فأوحى الله عز و جل إلى موسى عليه السلام
إنى امسك السموات و الأرض أن تزولا و لو نمت لزالتا
و هذه الرواية ضعيفة


أخى المسلم

-----------
يجب أن تعلم أن الله سبحانه و تعالى هو القائم على كل مخلوق
بمنافعهم و أرزاقهم و حاجاتهم و سد خلاتهم
الحفظ لملكه و إن أتسع
المحصى لأنفاس العباد و آجالهم و أعمالهم إلى غير ذلك
و من عرف أن مولاه قيوم بالأمور أستراح عن كل التدبير و تعب الإشتغال
و عاش براحة التفويض فلم يضيع بكرمه
و لم يجعل فى قلبه للدنيا كبير قيمة
يحكى عن بعضهم

أنه قال
من أهتم للرزق فليس له عند الله قدر

و إنما قال ذلك
لأنه إذا علم أنه القائم بتدبير الأمور لا ينبغى له أن يهتم بالرزق و لا بغيره
و يجب عليه أن يقوم بكل ما كلفه مولاه علما و عملا و حفظا و ذكرا و سرا و جهرا
أخى المسلم
إن الله عز و جل هو الحى القيوم
و لقد تكلمنا فى السابق عن أسم الله الأعظم الحى
و نختتم أسم الله الأعظم القيوم
بهذا الدعاء الذى ورد عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم

اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد
لا إلَه إلا أنت المنان بديع السموات و الأرض
يا ذا الجلال و الأكرام
يا حى يا قيوم
انى أسألك و يسمى حاجته
و يستحب أن يكون هذا الدعاء فى السجود و فى التشهد الأخير
و عقب الصلوات الخمس و فى أوقات السحر
بحيث يرفع يديه إلى السماء و وجهه إلى الأرض و قلبه حاضر معه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس