عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-15-2010, 11:45 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي


أخى المسلم ثانياً :-


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخى المسلم

-----------
المانع جلّ جلاله
هو الذى يدفع أسباب الهلاك و النقص فى الدين و البدن بأسباب أخرى
إذ هو مسبب الأسباب كلها
و المنع يتبعه العطاء حتما
فهو عز شأنه إذا منع أعطى ، و إذا أعطى منع
فان دفع عنك الفقر فقد أعطاك الغنى
و إن دفع عنك المرض فقد وهبك الصحة
و إن دفع عنك الجهل فقد منحك العلم
و المانع هو المدافع و الناصر و العاصم و المُنجى
فمن أمن به دافع عنه بقوته و حجته
و لولا دفاعه عن المؤمنين ما أستقر الأمن فى الأرض ، و لا ساد النظام بين الناس
و المانع هو الذى يمنع البلاء حفظا و عناية
و يمنع العطاء عمن يشاء إبتلاء أو حماية
أى أنه جلّ شأنه
يمنع البلاء عن عبده إذا دعاه بتمسكن و خضوع
تفضلاً عليه و لطفا به و حماية له من اليأس و القنوط
وحفظا لايمانه به جل شأنه وابقاء على يقينه بالإجابة
و يمنع العطاء عمن يشاء من عباده تمحيصا لقلبه و تطهيرا له من الذنوب
و حماية من الكبر و الرياء و الغرور و غير ذلك من الآفات التى قد تنجم عن كثرة العطاء
و الله أعلم بما يصلح لعباده فيعطى و يمنع بحسب مقتضيات حكمته
و الأنسان لا يعرف ما ينفعه و ما يضره على وجه الحقيقة
فهو جاهل كل الجهل بحاله و مآله
فربما يسأل الله شيئا فيه حتفه و هلاكه
و ربما يتعجل أمرا يكون الخير فى تأجيله
و يؤجل أمرا يكون الخير فى تعجيله

قال أبن عطاء السكندرى
-----------------------
لا يكن تأخير العطاء مع الإلحاح فى الدعاء أمرا يوجب يأسك
فهو سبحانه ضمن لك الخير فيما يختاره لك لا فيما تختاره أنت لنفسك
و فى الوقت الذى يريده هو لا فى الوقت الذى تريده أنت
و متى أعطاك أشهدك بره و متى منعك أشهدك قهره
و هو فى كل ذلك رحيم عليك لطيف بك
إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه
و قيل ايضا
لا يكمل حال المؤمن حتى يكون نظره إلى الله فى المنع أفضل من نظره إليه فى العطاء
و علامة صدقه فى ذلك أن يرضى بالمنع كما يرضى بالعطاء

قال الشاعر
-----------
قد ينعم الله بالبلوى وأن عظم و يبتلى الله بعض القوم بالنعم


قال الحق سبحانه و تعالى
( إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُواۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )

( 38 الحج )

( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُۗ

وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ

يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًاۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )

( 40 الحج )

( فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ

وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ

وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )

( 251 البقرة )

صدق الله العظيم

أخى المسلم
ينبغى على المؤمن إذا أراد السلامة لدينه و الخير لنفسه فى دنياه و آخراه
أن يسلم أمره لخالقه و مولاه فهو أرحم به من نفسه على نفسه
و هو جلّ شأنه أن منع عنه شيئا يتمناه ، أعطاه غيره أنفع له منه
فمنعه فى حقيقة الأمر هو عين العطاء
و من هنا كان الشكر واجبا له فى الشدة و الرخاء ، و المنع و العطاء
و يجب أن تعلم أن الكون كله قائم على الإعطاء و المنع و التفريق و الجمع
فقد منع الله عز و جلّ الكواكب من أن يبغى بعضها على بعض
و منع طغيان البحار بعضها على بعض
فجعل بينها حواجز غاية فى الإبداع ، لئلا يختلط المالح بالعذب
فما من ذرة فى صخرة أو فى السموات أو فى الارض
إلا و هو يعلم مكانها و مكوناتها و خصائصها
فيقوم بحفظها و صيانتها و فصلها عما يفسدها او لا يتفق مع جنسها و خاصيتها
أخى المسلم
يجب أن تعلم أن الله عز و جلّ غنى كريم ، رؤوف رحيم
يعامل عبده بما يصلح شأنه
فيمنع عنه ما يضره و لاينفعه ، و إن بدا للعبد ان ذلك ليس فى صالحه
و ذلك لقصور عقله عن إدراك ذلك
فلا ينبغى أن يجزع عند نزول المحن لأنها ليست محنا خالصة فى الحقيقة
فكل محنة فى طياتها منحة
و الراسخون فى العلم لا يرون المحن إلا منحاً
فهم من أجل ذلك شاكرون لله فى السراء و الضراء
ضارعون إليه فى الشدة و الرخاء و كان من دعائهم رضوان الله عليهم
و نختتم شرح و تفسير أسم الله الأعظم
بهذا الدعاء الجليل
إلهى
أنت المانع و منعك عند الصالحين عطاء
و أنت المعطى و عطاؤك للذاكرين نعم العطاء
أكشف عن قلوبنا حجاب الغفلة حتى نعرف الحق و نتبعه و نداوم عليه
و أعنا على أنفسنا حتى نجعل هواها فى طلب مرضاتك
و أعنا على العصاة حتى نجمع قلوبهم عليك
و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخى المسلم
نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط
و نسأل الله تعالى من فضله العظيم العفو عن تقصيرنا أجمعين
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صيغة من صيغ الصلاة على النبى
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
إن أنت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات
و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات

اللهم صلَّ على محمد نور الهدى و القائد إلى الخير و الداعى إلى الرشد
نبى الرحمة و أمام المتقين و رسول رب العالمين لا نبى بعده
كما بلغ رسالتك و نصح لعبادك و تلا آياتك
و أقام حدودك و وفى بعهدك و أنفذ حكمك
و أمر بطاعتك و نهى عن معصيتك
و والى وليك الذى تحب أن تواليه
و عادى عدوك الذى تحب أن تعاديه

و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أسألك ياربى أن ترحمنى و تغفر لى تقصيرى فهذه قدرتى التى خلقتنى عليها
و فى النهايه أذكركم و نفسى

روى أحمد فى مسنده عن أبى سعيد رضى الله تعالى عنه أنه قال

قيل لرسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )

ما أطول هذا اليوم
فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( و الذى نفسى بيده انه ليخفف على المؤمن

حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها فى الدنيا )


صدق رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رد مع اقتباس