عَنْ نَافِعٍ رضى الله عنه قَالَ
( كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضي اللهُ عَنهُ لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ
يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا
فَقَالَ :"يَا نَافِعُ لَا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ" سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ :"الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" )
رواه البخاري 4974 واللفظ له ومسلم 3841
وفي رواية للبخاري 4976....
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضي اللهُ عَنهُ :
( فَأَنَا أُومِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ )
( أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ......)
قيل : إن المراد أن المؤمن يقتصد في أكله ، وقيل : المراد المؤمن
يسمي الله تعالى عند طعامه ، فلا يشركه فيه الشيطان ، والكافر
لا يسمي فيشاركه الشيطان فيه .
وقيل : المراد بالسبعة سبع صفات : الحرص والشره ، وطول الأمل ،
والطمع ، وسوء الطبع ، والحسد ، والسمن . وقيل : المراد بالمؤمن هنا
تام الإيمان المعرض عن الشهوات المقتصر على سد خلته ، والمختار أن
معناه بعض المؤمنين يأكل في معى واحد ، وأن أكثر الكفار يأكلون
في سبعة أمعاء ، ولا يلزم أن كل واحد من السبعة مثل معى المؤمن .
قال العلماء : ومقصود الحديث التقلل من الدنيا ، والحث على الزهد فيها ،
والقناعة . مع أن قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل ، وكثرة الأكل بضده
. وأما قول ابن عمر في المسكين الذي أكل عنده كثيرا : لا يدخلن هذا
علي . فإنما قال هذا لأنه أشبه الكفار ، ومن أشبه الكفار كرهت مخالطته
لغير حاجة أو ضرورة ، ولأن القدر الذي يأكله هذا يمكن أن يسد
شرح صحيح مسلم للنووي 7/130