عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-08-2019, 11:57 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,780
افتراضي الدعاء من الكتاب و السنة (31)

من: الأخت/ غرام الغرام



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الدعاء من الكتاب و السنة (31)


وفي لفظ آخر موقوفاً على أبي هريرة:

( ترفعُ للميّت بعدَ موتِهِ درجتُه، فيقولُ: أيْ ربِّ، أيُّ شيءٍ هذا؟ فيُقالُ:

ولدُكَ استغفَرَ لَكَ ).



ولمّا كانت هبة الولد الصالح عطية عظيمة من اللَّه تعالى، ونعمة جليلة

من نعمه، كان شكرها، وحمد الرب تبارك وتعالى عليها واجباً على العبد

، كما قال تعالى:

{ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّه عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ }؛

ولأن بالشكر تدوم النعم

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

، فقد وفّى خليل الرحمن بهذه النعمة خير التمام، حيث قال:

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي

لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }

أكد الجملة بـ(إنَّ)

و(اللام) للدعاء، والإجابة، أي وهب اللَّه لي على الكبر إسماعيل،

وإسحاق؛ لأنه تعالى سميع الدعاء، وهذه هي عادة اللَّه تبارك وتعالى

مع الصادقين السائلين أن يجيبهم، ويؤتيهم سؤلهم؛ لأنه سبحانه

وتعالى مجيب لمن دعاه، كما دلّ قوله تعالى:

{ فَبَشَّرْنَاهُ }

( بالفاء التي تفيد التعقيب والترتيب والسببية، أي فبسبب دعائه ببشارته) ،

ودلّت هذه البشارة أنها جاءت عقب الدعاء مباشرة، كما دلّ على ذلك بـ(الفاء)

التي تدلّ على التعقيب دون مهلة، وهذا يدلّ على عظم شأن الدعاء،

فما استجلبت النعم، ودفعت النقم بمثله .



تضمن هذا الدعاء من الفوائد:



1- إن كل أحد وإن علا قدره من البشر مفتقر إلى اللَّه عز وجل ومفتقر

إلى من يغنيه، لقوله تعالى:

{ رَبِّ هَبْ لِي مِن َالصَّالِحِينَ } .



2- أهمية الصلاح، وأنه مطمع، ومأمل كل الأنبياء والمرسلين والصالحين،

فينبغي للعبد أن يسأله له، ولأهله، ولذريته، ولجميع المسلمين.



3- ينبغي للعبد حين سؤاله ربه الذرية أن يقيّدها بالصلاح .



4- أهمية التوسل إلى اللَّه حال الدعاء بأسمائه الحسنى، وكذلك بصفاته

الفعلية العُلا، ومنها (الهبة) المشتقة من اسمه تعالى (الوهّاب) .



5- الإكثار من الدعاء للأبناء بالصلاح؛ لأن الذرية الصالحة من آثار

العبد الصالح، كما في دعاء إبراهيم، وإسماعيل عليهما السلام:

{ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ }.



6- على العبد أن يتخيّر في دعائه أحسن الألفاظ، وأجمل المعاني،

كما دلّ قوله: { هَبْ لِي } .



7- أن الذرية الصالحة هبة محضة من اللَّه تعالى، فمن أوتيها ينبغي له

أن يحمد اللَّه تعالى عليها كثيراً .



8- أن من أعظم أسباب هبة الولد الصالح الدعاء .


9- يحسن للداعي أن يذكر بعض الأمور الحميدة التي يتمناها حال سؤاله.


10- أهمية الدعاء في حياة المؤمن؛ لما فيه من تحصيل المنافع،

واعطاء المرجو في العاجل والآجل .


رد مع اقتباس