عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-21-2013, 09:27 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وعن الأعمَش قال:
[ كان ابن مسعود - رضي الله عنه - جالِسًا بعد الصبح في حلقَةٍ، فقال:
أًنشُدُ الله قاطِعَ رَحِمٍ لمَّا قامَ عنَّا، فإنا نريدُ أن ندعُوَ ربَّنا،
وإن أبوابَ السماء مُرتَجَة دون قاطعِ رَحِمٍ ]
رواه الطبراني.
وعن أبي موسى - رضي الله عنه :
أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
( ثلاثةٌ لا يدخُلون الجنة: مُدمِنُ الخمر، وقاطِعُ الرَّحِم، ومُصدِّقٌ بالسِّحر )
رواه أحمد والطبراني والحاكم.
أيها المسلمون :
إن صِلَة الرَّحِم هي بذلُ الخير لهم، وكفُّ الشرِّ عنهم. هي عيادةُ مريضِهم،
ومُواساةُ فقيرهم، وإرشادُ ضالِّهم، وتعليمُ جاهِلِهم، وإتحافُ غنيِّهم والهديةُ له،
ودوامُ زيارتِهم، والفرحُ بنعمتهم، والتهنِئةُ بسُرورهم، والحُزنُ لمُصيبَتهم،
ومُواساتُهم في السرَّاء والضرَّاء، وتفقُّدُ أحوالهم، وحِفظُهم في غيبَتهم،
وتوقيرُ كبيرهم، ورحمةُ صغيرِهم، والصبرُ على أذاهم، وحُسنُ صُحبَتهم والنُّصحُ لهم.
وفي مراسِيل الحسن:
[ إذا تحابَّ الناسُ بالألسُنِ، وتباغَضُوا بالقلوب،
وتقاطَعُوا بالأرحام لعنَهم الله عند ذلك فأصمَّهم وأعمَى أبصارَهم ]
وإن القطيعةَ بين الأرحام في هذا الزمانِ قد كثُرَت، وساءَت القلوب،
وضعُفَت الأسبابُ، وعامةُ هذه القطيعَة على الدنيا الحقيرة، وعلى الحُظوظ الفانِية.
فطُوبَى لمن أبصرَ العواقِب، ونظرَ إلى نهاية الأمور، وأعطَى الحقَّ من نفسِه،
وأدَّى الذي عليه، ورغِبَ إلى الله في الذي له على غيرِه،
وأتَى إلى الناسِ ما يُحبُّ أن يأتُوه إليه.
وإن القطيعةَ المشؤومةَ قد تستحكِمُ وينفخُ الشيطانُ في نارِها،
فيتوارَثُها الأولادُ عن الآباء، وتقعُ الهلَكةُ، وتتسِعُ دائرةُ الشرِّ، ويكونُ البغي والعُدوان،
وتدومُ هذه القطيعةُ بين ذوِي الرَّحِم حتى يُفرِّق بينهم الموتُ على تلك الحالِ القبيحة.
وعند ذلك يحضُرُ الندَم، وتثُورُ الأحزان، وتتواصَلُ الحسَرات، وتتصاعَدُ الزَّفَرَات،
وعند ذلك لا ينفعُ النَّدَم، ولا يُداوِي الأسفُ جِراحاتُ القلوب،
ويترُكون جيفَةَ الدنيا بعدَهم، فلا لقاءَ إلا بعد البعثِ والنُّشورِ.
فيجثُو كلٌّ أمام الله الحكَم العدل فيقضِي بينَهم بحُكمِه وهو العزيزُ العليمُ.
والصبرُ والاحتِمالُ والمعروفُ والعفوُ خيرُ الأمور، وأفضلُ دواءٍ لما في الصدور؛
عن عُقبة بن عامرٍ - رضي الله عنه - قال:
( لقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذتُ بيدِه،
فقلتُ: يا رسول الله! أخبِرني بفواضِل الأعمال.
فقال: يا عُقبةَ! صِلْ من قطَعَك، وأعطِ من حرَمَك، وأعرِض عمَّن ظلَمَك )
وفي روايةٍ:
( واعفُ عمَّن ظلَمَك )
رواه أحمد والحاكِمُ.
أيها المسلمون:
إن المرأةَ قد تكونُ من أسبابِ القطيعة بنقلِها الكلام، وبثِّها المساوِئ،
ودفنِها المحاسِن، وتحريشِها للرِّجال، وقد ترى لحماقتِها أن لها في ذلك مصلَحة،
وقد تدفعُ أولادَها في الإساءَة لذوِي القُربَى، فعليها يكونُ الوِزرُ، والله لها بالمِرصَاد.
وقد تكونُ المرأةُ من أسبابِ التواصُل بين الأرحام،
وتوطِيد المودَّة بينَهم بصبرِها ونصيحَتها لزوجِها، وحثِّها على الخير،
وتربية أولادها، والله سيُثيبُها، ويُصلِح حالَها، ويُحسِنُ عاقِبَتها.
فيا أيتها المُسلِمات! اتَّقينَ اللهَ تعالى، وأصلِحن بين ذوِي القُربَى،
ولا تكُن القطيعةُ من قِبَلكنَّ؛ فإن الله لا يخفَى عليه خافيةٌ.

رد مع اقتباس