عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-04-2013, 04:01 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

[ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شدَّ مِئزرَه،
وأحيَى ليلَه، وأيقظَ أهلَه ]
رواه البخاري ومسلم.
كان يُصلِّي بالناس حتى يخشَون فواتَ السَّحور،
وكان يعتكِفُ العشرَ الأواخِرَ من رمضان ، فيُلازِمُ المسجد ، ويعمُرُ ليلَه ونهارَه بالعبادة ،
ويتحرَّى مع الصَّحب الكِرام في هذه الليالي ليلةَ القدر،
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( من قامَ ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه )
رواه البخاري ومسلم.
وإنما سُمِّيَت ليلةَ القدر لعِظَم قدرها، وعلوِّ شأنها، ولما يُقدِّرُه الله فيها من القضاء ،
ويقسِمُه من الأرزاق والآجال .
أنزلَ الله فيها القرآن وباركَها، فقال - سبحانه -:
{ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }
[ الدخان: 1- 4 ].
وأنزلَ في شأنها سورةً كاملة، بسم الله الرحمن الرحيم:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
[ القدر: 1- 5 ]
والمُوفَّقُ من تحرَّاها بقيامِ الليالِي كلِّها، واجتهدَ وصدقَ في تطلُّبها ؛
فإن اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين.
عن عائشة - رضي الله عنها :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :
( تحرَّوا ليلةَ القدر في الوِتر من العشر الأواخر من رمضان )
أخرجه البخاري ومسلم.
وعن عائشة أيضًا قالت:
كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم :
يُجاوِرُ في العشر الأواخر من رمضان، ويقول:
( تحرَّوا ليلةَ القدر في العشر الأواخر من رمضان )
رواه البخاري ومسلم.
وعن عُبادة بن الصامِت - رضي الله عنه – قال :
( خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُخبِرُنا بليلة القدر، فتلاحَ رجُلان من المُسلمين،
فقال: خرجتُ لأُخبِركم بليلةِ القدر فتلاحَى فلانٌ وفلانٌ فرُفِعت، وعسَى أن يكون خيرًا لكم،
فالتمِسُوها في التاسعة والسابعة والخامسة )
رواه البخاري
وهذا دليلٌ على شُؤم الخلاف والنِّزاع والفُرقة وما يمنعُ من الخير.
أيها المؤمنون الصائِمون :
ألِحُّوا على الله في الدعاء؛ فإنه يُحبُّ المُلِحِّين. تضرَّعوا له وارجُوه،
واطلُبُوا خيرَيْ الدنيا والآخرة لكم ولأهلِيكم ولقرابَتكم ولبلادكم
ولمن ولاَّه الله أمرَكم وللمُسلمين.
واجعَلوا حظًّا من دُعائِكم لإخوانكم المَنكُوبين،
وخُصُّوا إخوانَكم في سوريا وفلسطين وبُورما وكل جُرحٍ للمُسلمين ينزِف،
لعلَّ الله أن يُفرِّج عنهم بدعوةٍ من صادقٍ لا يُلقِي الناسُ له بالاً وهو عند الله عظيم.
ألِحُّوا فإن الله يحبُّ المُلِحِّين؛ كم صلَحَت بالدعاء أحوالٌ لم يخطُر ببالٍ أنها تصلُح.
وكم نامَ ظالمٌ وأتاهُ سهمُ الإجابة قبل أن يُصبِح.
وكم من مغالِيق تفتَّحَت وكانت في ظُنون الناس لن تُفتَح.
إن الله يحبُّ قُنوتَ المُخبِتين،
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }
[ غافر: 60 ]
وفي ثنايا آيات الصيام :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
[ البقرة: 186 ]
ألِحُّوا فإن الله يحبُّ المُلِحِّين، والتزِموا مع الله الأدب :
{ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
[ الأعراف: 55، 56 ]
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:
( قلتُ : يا رسول الله ! أرأيتَ إن علِمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقولُ فيها ؟
قال: قُولِي: اللهم إنك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي )
حديثٌ صحيحٌ أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه
بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعَنا بما فيهما من الآيات والحكمة ،
أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

رد مع اقتباس