الموضوع: شرح الدعاء (07)
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2020, 01:08 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي شرح الدعاء (07)

من : الأخت /الملكة نور


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شرح الدعاء (07)


(اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ)([1]).

المفردات:

المنكرات: الإنكار ضد العرفان, والمنكر كل فعل تتفق في استقباحه العقول,
وتحكم بقبحه الشريعة.

الأهواء : جمع هوى، هي الزيغ، والانهماك في الشبهات والشهوات.

الأدواء: جمع داء, وهو السقم، والمرض.

الشرح:

قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق) :
أي يا اللَّه أجرني من الأخلاق السيئة التي ينكرها العباد: كالحقد, والحسد,
والبخل, والجبن, وسوء اللسان: من السب, والشتم, والقذف, والتعدي
بالجوارح: كالضرب باليد أو الرجل؛ فإن الأخلاق المنكرة سبب
لجلب كل شر، ودفع كل خير.

قوله: (والأعمال):
أي منكرات الأعمال الظاهرة, اللَّهم إني أستعيذ بك من الأعمال السيئة:
كالقتل, والزنى, وشرب الخمر, والسرقة، والبطش، والتعدي،
والظلم بغير حق، وغير ذلك.

قوله: (الأهواء):
جمع هوَى, وهو هوى النفس، وميلها إلى المستلذات, والانهماك في
الشهوات الباطلة؛ لأنه يشغل عن الطاعة، ويؤدي إلى الأشر، والبطر،
والاستعاذة كذلك من: الزيغ، والضلالات الفاسدة في الاعتقادات، والشبهات؛
فإن الشرّ كلّ الشرّ أن يكون الهوى يُصيَّر صاحبه باتباعه كالعابد له,
فلا شيء في الشرّ أزيد منه؛ لأنه يضيّع الدنيا والدين، والعياذ باللَّه
، قال تعالى:
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه}([2]).

قوله: (والأدواء):
وأعوذ بك من منكرات الأسقام, والأمراض الخطيرة، مثل: الجذام، والبرص,
والسّلّ، والسرطان، والأيدز، وغير ذلك, فهذه كلها من بوائق الدهر, وإنما
استعاذ صلى الله عليه وسلم من هذه الأربع المنكرات؛ لأن ابن آدم
لا ينفكّ منها في تقلبه في ليله ونهاره([3]).

فتضمَّنت هذه الاستعاذات المهمّة من كلّ الذنوب الظاهرة والباطنة.

([1]) أخرجه الحاكم، 1/ 532، وقال: (صحيح على شرط مسلم)، ووافقه
الذهبي، 1/532، وابن أبي شيبة، 10/ 354، برقم 30210،
والحكيم الترمذي في نوادر الأصول،
1/ 203، والطبراني في المعجم الكبير، 19/ 19 برقم 36، وبنحوه ابن
حبان، 3/ 240، وصححه الألباني في ظلال الجنة، برقم 13، وفي التعليقات
الحسان له، 3/ 945.

([2]) سورة الجاثية , الآية : 23 .

([3]) انظر: فيض القدير، 2 / 110, الفتوحات الربانية، 3/ 639,
تحفة الذاكرين، ص 422.

رد مع اقتباس