الموضوع: درس اليوم 3741
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-22-2017, 05:08 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي درس اليوم 3741

من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ وهل يطيب العيش إلا معه تبارك وتعالى ]

يقول ابن الجوزي- رحمه الله-:
( واعجبا من عَارف بالله- عز وجل- يُخَالفه ولَو في تَلفِ نَفسهِ
هَل العَيش إلا مَعهُ ؟ هَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه ؟ أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ
في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب ، تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصَّلَ ،
أَقبِل على ما أقوله يَا ذا الذَّوق ).

بدأ الخاطرة بالتعجب من المخلوق الذي يهلك نفسه في المخالفة والعادة
أن يحرص المرء على نفسه ، كل امرئ شحيح بنفسه ، يخشى عليها
من التلف ويستعمل الرخص الشرعية في بقاء نفسه ، أي لا يتلفها ،
ورُّخِص له أن يقول كلمة الكفر لكي يحفظ نفسه .

يتعجب ابن الجوزي:
هذا الذي يقتل نفسه بالمخالفة ، كأن يحب امرأة مثلًا ويسافر إليها ويلف
الدنيا ، وبينها وبينه مسالك ومهالك ومع ذلك يستعذب ويستهون كل
صعب في سبيل أن يذهب ، مع أن العلاقة في الأساس علاقة محرمة ،
في الوقت الذي لو ندب فيه أن يهلك نفسه لله لأتي بالآيات ولا تلقوا
بأيديكم إلى التهلكة ، مع أنه يدعى أن يقتل في سبيل الله تعالى للجهاد
مثلًا ، لا يشح بنفسه ويأتي بالآيات لكي يتقي هذه المسألة ،
مع أنه لو أهلك نفسه في الله لكان رابحًا .

يقول بن الجوزي:
( إن مَوتَ الخَادم في الخِدمَةِ حَسنٌ عِند العُقَلاء)
لأنه يخدم سيده ومالكه ، وربنا سبحانه وتعالي يقول:

{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ
وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا *
وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا }

(النساء: 66-68)

اقتل نفسك أو أخرج من دارك ، لا يعملها ، لكن هنا يسيره هواه .

يقول بن الجوزي- رحمه الله-:
(وهَل العَيش إلا مَعه – تبارك وتعالي- ؟ هَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه)

؟أي أن المرء لو استعمل الأسباب الشرعية
وأطاع مالك الدنيا والآخرة لا يضيعه.

كَيْف يُدَال عَلَى الْرُّسُل ؟ يدال: أي كيف يهزمون ، كيف يخرج الأنبياء
من ديارهم ، و يقتل بعضهم ؟،والنبي –صلى الله عليه وسلم-خرج خائفًا
، خرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة ، ويختبئ في الغار وغير ذلك ،
وأولياءه يذبحون ويقتلون ويشردون ، كيف يُدال على الرسل
وعلى أتباع الرسل ؟
يقول بن القيم- رحمه الله- كلامًا معناه أنهم لو انتصروا بصفة دائمة لوقع
في نفوسهم العُجب ، ولو هُزموا بصفة دائمة لساء ظنهم بربهم ، فإذًا
يُدال عليهم وينتصرون فتكون المسألة سجال مرة هكذا ومرة هكذا ، لأنه
لو هُزم بصفة مستمرة ، فأنا أٌول إذا كان الحق معي والله- عز وجل –أنزل
الكتاب وأرسل الرسول ، والحق معي ، وهذا الحق هو محبوب الله
- عز وجل- ، ومع ذلك لم ينصره في موطن قط ، فحينئذٍ يُساء الظن ،
وأنت تعرف الإنسان كفور بطبعه وصاحب ظن أيضًا ، وقد يكون صاحب
ظن بربه- سبحانه وتعالي- .فيُدال على الرسل مرة ويُدال علي غيرهم
مرة ، حتى تنفذ سنة الله- عز وجل- التي لا تتخلف ولا تحابي أحدًا
من الخلق ، الذين يعيشون مع الله- عز وجل- يستحضرون ذكره
ويتفكرون في آلائه هم أسعد الخلق .

-وعبر سعيد بن المسيب:- رحمه الله- تعبيرًا جميلًا عن هذا فقال:
( إنا في سعادة لو علم بها ملوك الأرض لجالدونا عليها بالسيوف)
والتي هي راحة البال.

وهنا لفتة جميلة للبخاري - رحمه الله- قال تعالى:/

{ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}
(العنكبوت:45) ،

هذه الآية تلخص مقصد البخاري

{ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }

، هذه الصلاة تمثل الأحكام الشرعية ، وإتباع الأحكام الشرعية والحلال
والحرام ينهى عن الفحشاء والمنكر ، لكن الذي ينهى عن الفحشاء
والمنكر أكثر من الأحكام الشرعية الذكر لذلك الآية:

{ِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }

أكبر من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر

الْذَّكَرَ هُوَ عِبَادَةُ الْقَلْبِ:
لأن الذكر هو عبادة القلب ، وهناك حديث موضوع أنا لا أحتك به على
أساس أنه حديث ، لكن سآخذ منه جملة كأنها كلام لبعض الناس الحديث
الذي هو:" إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري ، أرزق
ويشكر سواي ، خيري للعباد نازل وشرهم إليَّ صاعد ، أتحبب إليهم
بنعمي وأنا الغني عنهم ، يتبغضون إليَّ بمعاصيهم وهم أحوج
ما يكونون إليَّ ،.

الذكر عبادة القلب ، وأهل الذكر شامة بين الناس ،
أهل الذكر الذين هم أهل الإحسان .

الانْشِغَالِ بِالْذِّكْرِ يَمْلَأُ الْقَلْبِ عَنْ كُلِّ مُرَادُ مَنْ الْخَلْقِ:فلو أن رجلا استطاع
أن يستحضر مقام الله - عز وجل - في قلبه ويأخذ الإيمان من الآيات
والأحاديث التي وصلت رب العزة- تبارك وتعالي- ، ولم يحرف أسمائه
ولا صفاته وأخذها كما أخذها النبي –صلى الله عليه وسلم- والصحابة
والمسلمون التابعون بإحسان من بعده ، تصور أن هذا الرجل إذا رأي ربه
أو علم أن ربه يراه ، فانشغل بذكر الله- تبارك وتعالي – فهذا يملأ قلبه
عن كل مراد له من الخلق .

فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيْش لِرَبِّه - تَبَارَك وَتَعَالَي –
ذَاكِرا لَه حَصَّل قُبَّة الْإِسْلَام:،
لذلك كما ذكرت قبل ذلك جعل النبي–صلى الله عليه وسلم-مكان دعاء
الكرب الثناء علي الرب- تبارك وتعالي- ، أنت مكروب وتقع في مشكلة
فانشغلت بالثناء علي الله عن طلب حاجتك تقول: يارب أنا في مشكلة
خلصني من المشكلة مثلًا ، لا انشغلت عن مصلحتك وعن حظ نفسك
بالثناء علي ربك .

فَالَدُّنْيَا إِنَّمَا يَخِف مَكُرُوبِهَا وَكَرَبُّهَا بِذِكْر الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - :
وهو- سبحانه وتعالي- مالك الدنيا والآخرة، ربما أعطاك فضللت فحجب
عنك لأن النبي–صلى الله عليه وسلم-قال لنا وقوله الصدق:

" إن الله- سبحانه تعالي- ما من داعي يدعو ربه- عز وجل-
إلا أعطاه إلا أن يدعو بإثم ، أو قطيعة رحم " ،

وقال الله – عز وجل -:

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
(غافر:60) .

أَسْتَجِبْ لَكُمْ: أي في المعروف ، لا يكون بقطيعة رحم ولا إثم ،
وهذا وعد من الله- عز وجل- أن يستجيب.

الْدُّنْيَا وَالآَخِرَة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - إِذَا قُمْت بِالْعُبُوْدِيَّة كَمَا يَنْبَغِي أَعْطَاك
مَا يُصْلِحُك لَا مَا تُرِيْد ،: وهذا ما ينبغي أن يتفطن المرء إليه ،
أعطاك ما يصلحك لا ما تريده لأن المرء قد يريد تلف نفسه

فَالَدُّنْيَا وَالْآَخِرَة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - فالذي يبذل حشاشة نفسه لربه-
سبحانه وتعالي- ويقف علي الطريق دالًا عباد الله- عز وجل- إلي الله-
سبحانه وتعالي- من الطريق السلفي الصحيح الذي كان مذهب القرون
الثلاثة الأول فإن الله- سبحانه وتعالي- لا يضيعه .

فَالَّذِي يَعْتَقِد اعْتِقَاداً عَمَلِياً وَلَيْس نَظَرِياً أَن الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة لِلَّه لَا يَشْقَي أَبَدا.

يقول بن الجوزي- رحمه الله-:
( أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب ،
تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصَلَ )


هو لا يقصد الرخصة الشرعية هنا ، أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ ، لا . الرخصة
الشرعية التي هي بخلاف العزيمة ، أي هو ما أباحه الله- سبحانه وتعالي-
مما كان أصله محرمًا وبقي علي تحريمه إلا لعلة ، أي أنا ترخصت ، لماذا
ترخصت وتركت والعزيمة ؟ لماذا أكلت الميتة والدم ؟ لأني سأموت ،
الشافعية لهم تقسيمات للرخصة يقولوا: أكل الميتة للضرورة هذه رخصة
واجبة ، بخلاف العزيمة لا ، بعض العلماء يقولوا: لا ، هي العزيمة نفسها
، أي أكل الميتة في حال الضرورة عزيمة ، إنما صارت رخصة في مقابل
الحكم الأصلي .

مَا حَكَم الْأَخْذ بِالرُّخْصَة الْشَّرْعِيَّة؟فالرخصة الشرعية مندوب إليها والذي
يفعلها يفعل شيئًا أحبه الله- سبحانه وتعالي- الدليل: كما في الحديث:

" إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه "

-فإِذَا أَرَاد الْعَبْد أَن يَنْجُو مِن هَذِه الْدُّنْيَا عَلَيْه أَن يَعْتَمِد عَلَي الْلَّه- عَز وَجَل-
بِقَلْبِه ، هو مالك الدنيا والآخرة . فإذا منعك حُسن الظن يقتضي أن أقول:
إنما منعني ليرحمني.

الْلَّه عَز وَجَل يَحْمِل هَم الْدَّاعِي إِلَيْه:
الإنسان إذا رزقه الله- سبحانه وتعالي– البصر في أي منحل من مناحل
الحياة لاسيما في الدعوة إلي الله- سبحانه وتعالي - ، لا تخرج ستجد
الدنيا مفتوحة لك ، كيف هي مفتوحة ، أنا كيف أعيش أنت تستغرب ،
أنت كيف تعيش أنت تستغرب ، لماذا ؟ الله - عز وجل - يحمل الداعي
إليه ، لا يمكن الفرد مهما يفرغ نفسه ، لا أقول فرغ نفسك وتسول
من الناس لا ، تعمل أيضًا عملًا وأهل العلم لهم مجال يتكسبون منه
تحقيق الكتب ، وتاريخ الكتب ، والمخطوطات وغير ذلك منجم ذهب
لكن يريد واحد جواهرجي هو الذي يعمل في هذا

فَالَدُّنْيَا وَالْآَخِرَة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي - فالذي يبذل حشاشة نفسه لربه-
سبحانه وتعالي- ويقف علي الطريق دالًا عباد الله- عز وجل- إلي الله-
سبحانه وتعالي- من الطريق السلفي الصحيح الذي كان مذهب القرون
الثلاثة الأول فإن الله- سبحانه وتعالي- لا يضيعه .

الشافعية لهم تقسيمات للرخصة يقولوا: أكل الميتة للضرورة هذه رخصة
واجبة ، بخلاف العزيمة لا بعض العلماء يقول: لا ، هي العزيمة نفسها ،
أي أكل الميتة في حال الضرورة عزيمة ، إنما صارت رخصة في مقابل
الحكم الأصلي .

حُكْم تَتَّبِع الرُّخَص: فالذي يترخص بمعني يتتبع الرخص
هذا مذموم عند كل العلماء وحرموه.

وَتَتَبُّع الرُّخَص سَوَاء كَانَت رَخْص الْنَفَس أَو رُخِّص الْفُقَهَاء ، مُحَرَّم
بِإِجْمَاع الْفُقَهَاء: أنظر إلي سليمان التيمي، بن عبد البر نقل الإجماع قال:
( لا أعلم فيه خلافًا ) وكل العلماء الذين يتكلمون بالإجماعات في هذه
الجزئية يقولون: لا نعلم خلافًا في هذه المسألة ، كلام سليمان التيمي
الذي أخذ منه أحمد بن حنبل وغيره ، "إذا تتبعت رخصة
كل عالم اجتمع فيك الشر كله "،.

فالإنسان الذي يترخص لنيل ما يحب بما يكره فاته أضعاف ما حصَّل
وتتبع الرخص هذه سواء كانت رخص النفس ، أو رخص الفقهاء.

رد مع اقتباس