إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- السُّبُّوح ]
يوصف الله عزَّ وجلَّ بأنه السُّبُّوح، وهذا ثابت بالسنة الصحيحة، والسُبُّوح
من أسماء الله تعالى، أثبته الحافظ ابن منده ، وشيخ الإسلام ابن تيمية
، والشيخ العثيمين .
· الدليل:
حديث عائشة رضي الله عنها؛ قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده:
( سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والروح ).
المعنى:
قال الفيروزأبادي في (القاموس المحيط):
(سُبُّوح قُدُّوس-ويفتحان- من صفاته تعالى؛ لأنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّس).
وقال ابن قتيبة:
(ومن صفاته: (سُبُّوح)، وهو حرف مبني على (فُعُّول)، من (سبَّح الله):
إذا نَزَّهه وبرَّأه من كل عيب، ومنه قيل: سبحان الله؛ أي: تَنْزيهاً لله،
وتبرئة له من ذلك).
وقال الخطابي:
(السُبُّوح: المنَزَّه عن كل عيبٍ، جاء بلفظ فُعٌّول، من قولك:
سبَّحتُ الله أي: نزهتُه) (7) .
وقال النووي في شرح الحديث المتقدم:
((قولـه: سُبُّوح قُدُّوس)): هما بضم السين والقاف وبفتحهما، والضم
أفصح وأكثر. قال الجوهري في (فصل: ذرح): كان سيبويه يقولـهما
بالفتح. وقال الجوهري في (فصل: سبح): سُبُّوح من صفات الله تعالى.
قال ثعلب: كل اسم على فَعُول؛ فهو مفتوح الأول؛ إلا السُّبُّوح والقُدُّوس؛
فإن الضم فيهما أكثر، وكذلك الذُّرُوح، وهي دويبة حمراء مُنَقَّطَة بسواد
تطير، وهي من ذوات السموم. وقال ابن فارس والزبيدي وغيرهما:
سُبُّوح هو الله عزَّ وجلَّ؛ فالمراد بالسُّبُّوح القُدُّوس المسَبَّح المقدَّس؛ فكأنه
قال: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ رب الملائكة والروح، ومعنى سُبُّوح: المبرأ من
النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية، وقُدُّوس: المطهر من كل ما
لا يليق بالخالق، وقال الهروي: قيل: القُدُّوس المبارك. قال القاضي
عياض: وقيل فيه: سُبُّوحاً قُدُّوساً على تقدير: أسبح سُبُّوحاً أو أذكر
أو أعظم أو أعبد.
وقولـه: ((رب الملائكة والرُّوح))؛ قيل:
الرُّوح ملك عظيم. وقيل: يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام. وقيل: خلق
لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة، والله سبحانه وتعالى أعلم)
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين