عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-05-2013, 10:11 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

الحمد لله الكريم الرَّازِق، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلُّ شيءٍ على دلائل وحدانيَّته ناطِقٌ،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه الأمينُ الصادقُ،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ آمنُوا بربِّهم، وصدَّقُوا برسُولِه،
وقطَعوا عن الأهواء العلائِق، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ
وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يومٍ تجتمعُ فيه الخلائِق.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يا أيها المسلمون حُجَّاج بيت الله :
دينُنا دينُ الرَّحمة، ونبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هو نبيُّ الرَّحمة،
ولكن مع الأسَف فإن ثقافةَ العصر وسلبيَّات وسائل الإعلام والاتِّصال،
ومواقع التواصُل يضيقُ معها صدرُ المؤمن حين يرَى بعضَ المشاهِد
التي تُشوِّشُ على ذلك أيَّما تشويشٍ، وهي ليست من أخلاقِ أهل الإسلام
ولا من أحكامِ الشَّرع، حين ترَى تصرُّفات بعضِ من لا فِقهَ عنده
حين يحضُرُون مواقِعَ القتال وساحَات الحُروب ثم ترَى فيهم من مظاهِر القَسوة
والغِلظَة التي ليست من دينِنا، ولا من توجِيهاتِ نبيِّنا في المعارِك.
ترى تمثيلاً لجُثَث، وقطعًا للرُّؤوس بعد القَطع،
ويُصاحِبُ ذلك في بعضِ المشاهِد تكبيرٌ وقسوةٌ،
ثم يُصوَّرُ ذلك ويُنشَر في وسائل التواصُل الاجتماعيِّ مقرونًا بابتِهاجٍ وفرحٍ.
ولئن كان بعضُ هؤلاء القتلَى يستحقُّون القتل، لكن ليس في دينِنا التمثِيلُ،
ولا إظهار التشفِّي.
فهذه مظاهرُ قسوةٍ وغِلظَةٍ لها آثارُها وانعِكاسُها على التربية والسُّلوك والمواقِف،
واستِقبال الأجيال لها، ولاسيَّما الأحداث وصِغارُ الأحلام ومن لا فِقهَ عنده.
معاشر الأحِبَّة :
الرَّحمةُ في دينِنا لا تُنزَعُ إلا من شقيٍّ، والرَّحمةُ في الخَلق رقَّةٌ في القلبِ،
كما قال أهلُ العلم:
[ ورِقَّةُ القلبِ علامةُ الإيمان ]
فمن أرادَ الرَّحمةَ فليرفُق بالناس، وليُحسِن إلى عباد الله؛
فإن رحمةَ الله قريبٌ من المُحسِنين، وفي الحديث:
( الرَّاحِمون يرحمُهم الرحمنُ )
أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
يقول القُرطبيُّ - رحمه الله - مُعلِّقًا على ذلك، قال:
[ أتَى بصِيغة العُموم ليشملَ جميعَ أصنافِ الخلقِ وغيرهم،
البرَّ والفاجرَ، والناطِقَ والبَهيمَ، والوحوشَ والطَّير َ]
ألا فاتقوا الله - رحمكم الله -؛ فشأنُ المُؤمنين التواصِي بالمَرحَمة،
فإذا كان الصبرُ مِلاكَ كبحِها والنفوس، فإن المرحَمة مِلاكَ صلاح العباد والبلاد،
{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَة }
[ البلد: 17، 18 ].
هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة:
نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في مُحكم تنزيله،
فقال - وهو الصادقُ في قِيله - قولاً كريمًا:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى،
والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين،
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين،
واخذُل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك،
وأعلِ به كلمتَك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافيةِ،
ومُدَّ في عُمره على طاعتك، ووفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى،
وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.
اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك
وبسنَّة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين،
واجمع كلمتَهم على الحق والهُدى والسنَّة يا رب العالمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين،
اللهم أصلِح أحوال المسلمين، واحقِن دماءَهم،
واجمع على الحقِّ والهُدى والسنةِ كلمتَهم، وانصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم.
اللهم من أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمَّتَنا وأمنَنا ووُلاةَ أمرنا وعلماءَنا
وأهلَ الفضل والصلاح والاحتِساب منَّا، وأرادَ وحدَتنا واجتماعَنا بسوءٍ
اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعَل كيدَه في نحرِه،
واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قويُّ يا عزيز.
اللهم وأبرِم لأمةِ الإسلام أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطاعة،
ويُهدَى فيه أهلُ المعصية، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر،
إنك على كل شيءٍ قديرٌ.
اللهم يا وليَّ المؤمنين، ويا ناصر المُستضعَفين، ويا غِياثَ المُستغِيثين،
يا عظيمَ الرجاء، ويا مُجيرَ الضُّعفاء،
اللهم أغِث أهلَنا في سوريا،
اللهم أغِث أهلَنا في سوريا،
اللهم اكشِف كربَهم، وعجِّل فرَجَهم، وألِّف بين قلوبهم،
اللهم مُدَّهم بمدَدك، وأيِّدهم بجُندك، وانصُرهم بنصرك،
اللهم إنا نسألُك لهم نصرًا مُؤزَّرًا، وفرَجًا ورحمةً وثباتًا،
اللهم سدِّد رأيَهم، وصوِّب رميَهم، وقوِّ عزائمَهم، واجمَع كلمتَهم.
اللهم ارحَم الأطفال الرُّضَّع، والشيوخَ الرُّكَّع.
اللهم عليك بطغاة سوريا الظالمين ومن شايعَهم ومن أعانَهم،
اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كلَّ مُمزَّقٍ، واجعل تدميرَهم في تدبيرِهم.
اللهم عليك باليهود الغاصِبين،
اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، فإنهم لا يُعجِزونك،
اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين،
اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.
اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبوابَ القبول والإجابة،
اللهم تقبَّل طاعاتنا، ودعاءَنا، وأصلِح أعمالَنا، وكفِّر عنا سيِّئاتِنا،
وتُب علينا، واغفر لنا وارحَمنا، يا أرحم الراحمين.
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[ الأعراف: 23 ].
سبحان ربِّك ربِّ العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رب العالمين.

رد مع اقتباس