عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-28-2013, 09:27 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

ومن الإخلاصِ لله - يا عباد الله -:
ألا يقصِدَ الحاجُّ بحجِّه الفخرَ والرِّياءَ والسُّمعة، وأن يُنادَى بالحاجِّ حين يعودُ من حجِّه،
جاء في الحديثِ القُدسيِّ الذي يَروِيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربِّه:
( أنا أغنَى الشُّركاءِ عن الشِّركِ، من عمِلَ عملاً أشركَ معِيَ فيه غيري تركتُهُ وشِركَه )
أخرجه مسلم في "الصحيح" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه .
ومن الإخلاصِ لله أيضًا: ألا يتغالَى الحاجُّ في لِباسِ إحرامِه، أو في مركَبِه،
أو في مقرِّ إقامَته؛ فإنه خرجَ ابتِغاءَ رِضوانِ الله ورجاءَ ثوابِه،
ولم يخرُج فخرًا ولا خُيَلاء ولا لمُباهاةِ غيرِه من حُجَّاج بيت الله الحرام.
وليكُن له في هديِ خيرِ الورَى - صلوات الله وسلامه عليه - الأُسوةُ الحسَنَة؛
فقد أخرج الإمام الترمذيُّ في "الشمائل"،
وابن ماجه في "سننه" بإسنادٍ صحيحٍ بشواهِده
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال:
( حجَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على رحلٍ رثٍّ،
وقطيفةٍ خلِقَةٍ تُساوِي أربعةَ دراهِم - أو لا تُساوِي -، ثم قال:
اللهمَّ حجَّةً لا رِياءَ فيها ولا سُمعة أي: اللهم اجعَلها حجَّةً لا رِياءَ فيها ولا سُمعَة )
وأما وجوبُ أن يكون العملُ على الوجهِ المشروع،
وهو ما كان مُوافقًا لسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد جاء به القرآنُ،
وجعلَه أساسًا لصحَّة الاتِّباع، وسببًا لمحبَّة الله، وطريقًا إلى غُفران الذُّنوبِ؛
فقال - عز وجل -:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[ آل عمران: 31 ]
فعلى حاجِّ بيت الله أن يتحرَّى السُّنَّةَ في كل عملٍ من أعمال حجِّه
منذ أن يخرُج من بلَدِه حتى يرجِعَ إليه، بأن يضعَ نُصبَ عينيه
ما صحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - في صفَةِ حجَّة الوداع،
كحديثِ جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - الذي أخرجه مسلم في "الصحيح".
وأن يتَّخِذ منها منارًا يهتدِي به، ومِشعلاً يُضيءُ له الطريق.
وتلك هي الحكمةُ البالغةُ من هذه الحجَّة العظيمة، والمنسَكِ الجليل.
وصدقَ - سبحانه - إذ يقول:
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }
[الأحزاب: 21].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنبٍ،
إنه هو الغفور الرحيم.

رد مع اقتباس