عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-28-2013, 09:25 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : مظاهر العبودية لله في الحج

ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان:
مظاهر العبودية لله في الحج
والتي تحدَّث فيها عن تجلِّي مظاهر العبودية لله تعالى في الحجِّ
في كل خطوةٍ من الخطوات، وشوطٍ من الأشواط، وبيَّن ما في الحجِّ من تذكيرٍ
بموقف العبد يوم القيامة، وذكَّر بوجوب الإخلاص
وحُسن الاتباع في كل قولٍ وعملٍ من أعمال الحجِّ.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله الملك القدُّوس السلام، أحمده - سبحانه - على نِعمه وآلائِه العِظام،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شرعَ الحجَّ إلى بيته وجعلَه فريضةً من فرائض الإسلام،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله خيرُ من صلَّى وزكَّى وصام ،
ووقفَ بعرفةَ والمشعر الحرام،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آله وصحبِه الأئمة الأبرار الأعلام، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فاتقوا الله - عباد الله
واذكُروا أنكم مُلاقوه
{ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا }
[ النبأ: 40 ]
{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }
[عبس: 34- 37].
أيها المسلمون :
في كل نُسُكٍ من مناسِك الحجِّ، وفي كل شعيرةٍ من شعائِره تتجلَّى العبوديَّةُ لله
في أوضَح صُورها، ويتبدَّى أثرُها ظاهرًا، ومعالِمُها بارِزة،
في أداء هذه الشعائِر من تجرُّدٍ عن الثيابِ، وحسرٍ عن الرُّؤوس،
وفي الطواف بهذا البيت، واستِلام رُكنِه، وتقبيل الحجَر الأسود،
وفي السعيِ بين الصفا والمروة، وفي الوُقوف بعرفةَ،
والمَبيت بمُزدلِفة ومِنَى، وفي رميِ الجِمار، والذَّبح أو النَّحر.
في كل ذلك مظهرٌ للعبودية الخالِصة لله رب العالمين بإفرادِه - سبحانه –
بالعبادة التي هي غايةُ خلقِ العباد، كما قال - سبحانه -:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
[ الذاريات: 56 ].
وفيه أيضًا: تذكيرٌ بمواقِف العبد في الدار الآخرة،
هذا التذكيرُ يبعثُ على كمال الإيمان بها - أي: بالدار الآخرة -،
وضرورة الاستِعداد لها، وعدم الغفلة عنها بالاشتغال بزَهرة الحياة الدنيا،
والاغتِرار بزينَتها وزُخرُفها.
وهذا يستلزِمُ الإحسانَ في أدائِه بالتِزامِ أقوَم السُّبُل المُوصِلة إلى الغاية من رِضوان الله،
والظَّفَر بكريم جزائِه، ذلك الجزاءُ الضَّافِي الذي أخبرَ به
رسولُ الهُدى - صلوات الله وسلامُه عليه - بقوله:
( العُمرةُ إلى العُمرة كفَّارةٌ لما بينَهما، والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة )
أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".
ونِعمتِ الجنةُ دارُ كرامة الله، ومأوَى الأبرار لعبادِه جزاءً لمن حجَّ حجًّا مبرورًا،
وكان بإحسانِه ممن عنَى اللهُ بقولِه:
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[ يونس: 26 ].

رد مع اقتباس