الموضوع: درس اليوم 4344
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-27-2018, 09:54 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,830
افتراضي درس اليوم 4344

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
كظم الغيظ

يحرص الشيطان على دفع الإنسان إلى إبراز غضبه وحنقه

عند المنازعات والخصومات؛ فهذا يُسَهِّل عليه السيطرة على الإنسان،

وبذلك يدفعه إلى شرورٍ ما كان يتوقَّعها، وكان إبليس يعرف ذلك عن آدم

عليه السلام وأولاده منذ بداية الخليقة

؛ فقد روى مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه،

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:



( لَمَّا صَوَّرَ اللهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ

يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُرُ مَا هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لاَ يَتَمَالَكُ )



وكلمة "لا يتمالك" تحتمل معانيَ كثيرة؛ منها عدم القدرة على أن يتمالك

نفسه عند الغضب، ومن هنا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم

أن يمنع كيد الشيطان بكظم الغيظ وعدم إنفاذه؛ فقد روى البخاري

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:



( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ )



ولقد عظَّم الله كثيرًا من أجر الكاظمين الغيظ؛ فقال:



{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

[آل عمران: 133، 134].



وروى أبو داود -وقال الألباني: حسن-

عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:



( مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ،

دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ )



فما أجملها مِنْ سُنَّة، تنفعنا في الدنيا بهدوء الحال،

وتنفعنا في الآخرة بطيب المآل



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس