الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
باحث الإعجازات فى القرآن الكريم
يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً
لنتأمل هذا الكون الرائع وكيف تتألق أرضنا في هذا الفضاء ؟
وكيف تسبح هذه الأرض في ظلام دامس
يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى ؟
ندما نذهب في رحلة إلى أغوار الكون فإننا نجد الظلام يلف أرجاءه
ونجد أن الليل هو الأساس الذي يشغل النسبة العظمى من هذا الكون .
والذي يجلس في مركبته الفضائية خارج الأرض
ويراقب هذه الكرة الرائعة ( الكرة الأرضية ) يجد الظلام من حولها
والليل يغشاها من كل جانب ما عدا طبقة رقيقة هي طبقة النهار !
وعندما نلتقط صوراً للكرة الأرضية وهي تدور حول نفسها
ونُسرع هذه الصور
فإننا نرى بوضوح التلاحق والتعاقب المتتالي للظلام والضوء .
وكأن الظلام يلحق بهذه الطبقة الرقيقة من الضوء دون أن يسبقها !
إن فيلماً كهذا عن حركة الأرض
وتداخل النهار في الليل وتداخل الليل في النهار ،
يتطلب جهوداً وأموالاً ومراكب فضائية وأجهزة ... ومئات من الباحثين ...
من عظمة القرآن : أنه يصور لنا هذا الفيلم بدقة تامة وبكلمات قليلة !
وتفكر معي في هذا المشهد القرآني عن الليل والنهار .
وكيف أن الليل هو الذي يغشى النهار ويلحقه باستمرار حثيثاً ؟
قال تعالى :
{ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا }
[ الأعراف :54 ]
ثم نجد في آية أخرى تصويراً رائعاً لسباق الليل والنهار:
{ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ }
[ يس : 40 ]
أما عن تداخل الليل في النهار والعكس :
فيخبرنا البيان الإلهي عن هذه العملية بقوله تعالى :
{ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ }
[ الحديد : 6 ]
ولو تعمقنا أكثر في آيات الرحمن
نجد أن الله تعالى قد حدثنا عن أن الليل فوق النهار !
فطبقة النهار المضيئة : هي طبقة رقيقة على وجه الأرض
ولكن يحيط بها الظلام من فوقها بشكل مُحكم .
لذلك يقول تعالى عن هذا المشهد :
{ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ }
[ الزمر : 5 ]
إذن هنالك تكوير ودوران دائم لليل على النهار والعكس بالعكس .
ومعنى التكوير : الالتفاف والإحاطة
ولاحظ معي أن جميع هذه الآيات تبدأ بالليل ثم النهار
للدلالة على أن الظلمة هي الأساس في الكون !
فعندما يتحدث سبحانه وتعالى
عن الخلق يبدأ بالليل فيقول :
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ}
[ الأنبياء : 33 ]
وعندما يتحدث سبحانه وتعالى
عن تقلب الليل والنهار أيضاً يبدأ بالليل :
{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }
[ النور : 44 ]
حتى صورة الاختلاف بين الليل والنهار أيضاً
يبدؤها الله بالليل فيقول :
{ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ }
[ آل عمران : 190 ]
حتى إنه في القرآن سورة اسمها سورة الليل ،
رقم هذه السورة في المصحف هو ( 92 ) ،
والعجيب أن كلمة ( الليل ) ومشتقاتها في القرآن
تكررت بالضبط ( 92 ) مرة بنفس رقم سورة الليل .
فتأمل هذا التوافق : هل جاء بالصدفة ؟
أم أن الله تعالى أراد لكتابه الكريم أن يكون محكماً كيفما نظرنا إليه ،
لغوياً أو علمياً أو عددياً !!
يقول تعالى :
{ كتاب أُحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير }
[ هود : 1 ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / عبد الدائم الكحيل