عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-27-2013, 11:02 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه،

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وأصحابِه، وأتباعِه بإحسانٍ.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا عباد الله :


جاء في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه –

وأبي شُرَيحٍ - رضي الله عنه

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


( من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليَقُل خيرًا أو ليصمُت )


وفي الحديث من قواعِد السِّلم الاجتماعيِّ وأُسس الحياة السعيدة الرَّشِيدة

ما بسَطَه بعضُ العلماءُ بقولِه :


[ إذا تكلَّم المرءُ فليَقُل خيرًا، وليُعوِّد لسانَه الجميلَ من القول؛

فإن التعبيرَ الحسنَ عما يجولُ في النَّفس أدبٌ عالٍ أخذَ الله به أهلَ الدِّيانات جميعًا ]


وقد أوضحَ القرآنُ أن القولَ الحسنَ من حقيقة الميثاق المأخوذِ

على بني إسرائيل على عهد موسى - عليه السلام -:


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ

وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ

وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ }

[ البقرة: 83 ].


والكلامُ الطَّيِّبُ العَفُّ يجمُلُ مع الأصدِقاء والأعداء جميعًا، وله ثِمارُه الحُلوة؛

فأما مع الأصدِقاء: فهو يحفظُ مودَّتَهم، ويستَديمُ صداقتَهم،

ويمنعُ كيدَ الشيطان أن يُوهِيَ حِبالَهم، ويُفسِد ذاتَ بينهم،


{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ

إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا }

[ الإسراء: 53 ].


وأما حُسن الكلام مع الأعداء فهو يُطفِئُ خُصومتَهم، ويكسِرُ حِدَّتَهم،

أو هو على الأقل يقِفُ تطوُّرَ الشرِّ واستِطارَة شَرَره


{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }

[ فصلت: 34 ].


وفي تعويد الناس لُطفَ التعبير مهما اختلَفَت أحوالُهم

يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:


( ما من شيءٍ أثقلَ في ميزانِ المؤمن يوم القيامةِ من حُسن الخُلُق،

وإن الله يُبغِضُ الفاحِشَ البَذِيء )

أخرجه الترمذي في "جامعه" بإسنادٍ صحيحٍ.


بل إنه يرَى الحِرمانَ مع الأدب أفضلَ من العطاء مع البَذَاءَة:


{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }

[ البقرة: 263 ].


والكلامُ الطيِّبُ خصلةٌ تُسلَكُ مع مظاهر وضُرُوب الفضلِ

التي تُرشِّحُ صاحِبَها لرِضوان الله، وتكتُبُ له النعيمَ المُقيمَ.


فاتقوا الله - عباد الله -، واذكروا على الدَّوام أن الله تعالى قد أمرَكم بالصلاة والسلام

على خير الورَى، فقال - جل وعلا -:


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب: 56 ].


اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،

وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،

وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين،

وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،

وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا خيرَ من تجاوزَ وعفَا.


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين،

وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين والحاقِدين والكائِدين والمُتربِّصين يا رب العالمين.


اللهم انصر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،

وعبادكَ المؤمنين الصادقين المُجاهِدين.


اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا،

وأيِّد إمامَنا ووليَّ أمرنا بالحق، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ،

ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء،

اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين،

وإلى ما فيه صلاحُ العبادِ والبلادِ يا مَن إليه المرجعُ يوم المعاد.


اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.


اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا،

وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا،

واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.


اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين،

وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.


اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافِيَتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك.


اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين،

اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين،

اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم،

اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم،

اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم.


اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذابَ النار.


{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

[ الأعراف: 23 ].


اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا،

وبلِّغنا فيما يُرضِيكَ آمالَنا، واختِم بالصالِحات أعمالَنا.


اللهم اجعَله حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا،

وعودًا إلى الديار محمودةً سالِمةً مُباركةً يا رب العالمين.


{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }

[ آل عمران: 8 ].

رد مع اقتباس