دورة الماء : حقائق و إعجاز
من خلال الصورة نتأمل كيف يحرك الله دورة الماء
وماذا سخر من أجل ذلك، والعجيب أن القرآن تحدث
عن هذه الحقائق بدقة تامة........
تحدث القرآن عن جميع الحقائق المتعلقة بدورة الماء ونزول المطر بشكل
يتفق مع أحدث المعطيات العلمية، لنتأمل هذه الصورة ونتأمل الآيات
الكريمة التي تتحدث عن كل جزء من أجزاء هذه الدورة المائية.
الشمس هي محرك الدورة المائية، ولذلك قال تعالى: { وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا }
فالشمس هي التي تبث الحرارة والضوء اللازمان لتبخير الماء
2- إشارة إلى أهمية الرياح
الرياح هي المحرك الثاني لدورة الماء، وقد تحدث القرآن عنها { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }
3- إشارة إلى أهمية تخزين الماء
الماء النازل من الغيوم يختزن في الأرض لمئات السنين دون أن يفسد، مع العلم أن أحدنا لو اختزن الماء لأيام قليلة فإنه سيفسد!!
{ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }
بعد تبخر الماء يتكثف في السماء على شكل غيوم والرياح تقوم { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ }
تحدث القرآن عن الغيوم العالية الركامية والتي هي مسؤولة عن المطر الغزير وعن الثلج والبرد، يقول تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا
فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ
فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ
يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ }
يزجي أي يحرك ويسوق، وركاماً أي عالياً بعضه فوق بعض، والودق
هو المطر الغزير. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي التي تحتوي على
معلومات دقيقة عن هندسة تشكل الغيوم وحدوث البرد.
الماء لا يذهب عبثاً بل يتم تخزينه في الأرض لينطلق على شكل ينابيع عذبة نشربها وبالتالي تستمر الحياة،
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ
ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ }
تصوروا معي لو أن الزرع لا يتحول إلى اللون الأصفر ويصبح حطاماً،
ولو بقي أخضر دائماً لما تجددت دورة النبات ولما استفدنا من هذا الحطام
الذي يتحول إلى بترول عبر آلاف السنين!!
7- إشارة إلى وجود قوانين دقيقة
يقول العلماء إن جميع العمليات تتم بشكل منتظم وفق قوانين فيزيائية ثابتة، ولذلك فإن العملية بأكملها مقدَّرة ومحكمة ومنظمة،
{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ
وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ }
وتأملوا معي كلمة (بِقَدَرٍ) التي تشير إلى التقدير والنظام.
8- إشارة إلى البرزخ المائي
من أهم أجزاء الدورة ما يحدث في منطقة المصب حيث تصب الأنهار في البحار، وهذه تحدث القرآن عنها ولم يغفلها،
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا }
ولولا أن الأنهار تصب في البحار لجفت هذه البحار، وقد حدث ذلك مع
بحر "الآرال" الذي كان يتغذى من نهرين وعندما قام البشر بتحويل
مجرى النهرين، جف هذا البحر!!
يقول العلماء إن الجبال لها دور مهم في نزول المطر وتشكل الغيوم وفي تنقية الماء، فهل أهمل القرآن ذكر هذه الحقيقة؟ بالطبع لا
{ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا }
ففي هذه الآية ربط المولى عز وجل بين الجبال الشامخة وبين الماء
الفرات، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.
لقد نزلت هذه الآيات في عصر كان الاعتقاد السائد أن المطر له آلهة،
والرعد له آلهة والبرق له إله اسمه "زيوس" والشمس هي إله....
وهكذا، لم يكن في ذلك الزمن أي تفكير علمي، ونزلت هذه الآيات قبل
1400 سنة لتتحدث بدقة تامة عن دورة الماء التي اكتشفها الغرب منذ
أقل من مئة سنة فقط! ألا تدل هذه الآيات على أن القرآن كتاب