الموضوع: دين وحكمه 2
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2010, 11:34 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي دين وحكمه 2

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تنبيه للقُراء الكِرام
أود أن أحيطكم علماً أهلنا الأفاضل أن هذه أحكام ديننا الحنيف
و لم ننقص منها و لم نزد عليها شيئاً
و هى فى الأصل أحكام و دروس يمكن الفتوى بها و الإسترشاد بها
و لكن على من يريد الفتوى أن يسأل أهل الفتوى المفوضين بذلك
و هم المختصين بذلك و يجب على كل مسلم سؤالهم

فيما يخصه فى أى شئ سواء أكبير كان أو صغير
اللهم إن كان ما كتبت و قلت صواباً فمنك وحدك لا شريك لك
و إن كان خطأ فمن نفسى و الشيطان
و أسألك العفو و الغفران
و الله ولى التوفيق
أخيكم / هشام محمود عباس
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نبدأ على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق


الحلقة الثانية ( 1 - ب )


الأيمـــــــــان ( أى الحلِفَ )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،


و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين


أمــّـا بعـــد عِبَاد الله :-




نستكمل موضوع الأيمان


الحلف بغير الله محظور

و إذا كانت اليمين لا تكون إلا بذكر أسم الله أو ذكر صفة من صفاته
فأنه يحرم الحلف بغير ذلك
لأن الحلف يقتضى تعظيم المحلوف به
و الله وحده هو المختص بالتعظيم
و لذا فأن من حلف بغير الله
فأقسم بالنبى أو الولى أو الأب أو الكعبة أو ما شابه ذلك
فإن يمينه لا تنعقدو لا كفارة عليه إذا حنث
و قد أثم بتعظيمه غير الله

عن أبن عمر رضى الله تعالى عنهما
أن النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
أدرك عمر رضى الله عنه فى ركب و هو يحلف بأبيه
فناداهم الرسول صلى الله عليه و سلم و قال :
( الا إن الله عز و جل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم
فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت )
قال عمر
فو الله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
و نهى عنها ذاكرا و لا آثرا
أى لم يحلف بأبيه من قبل نفسه و لا حاكياً عن غيره

و سمع أبن عمر رضى الله عنهما
رجلا يحلف ( لا و الكعبة )
فقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
( من حلف بغير الله فقد أشرك )

و عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( من حلف منكم فقال فى حلفهباللات و العزى فليقل لا إلَه إلا الله
و من قال لصاحبهتعال أقامرك فليتصدق )

أن اللات و العزى....صنمان كانا لأهل مكة


كانوا يحلفون بهما فى الجاهليه


و قال النبى صلى الله عليه وسلم
( لا تحلفوا بآبائكم و لا بأمهاتكم و لا بالأنداد { أى الاصنام }
و لا تحلفوا إلا بالله و لا تحلفوا إلا و أنتم صادقون )
رواه أبو داود و النسائى عن أبى هريرة

الحلف بغير الله دون تعظيم المحلوف به

لقد جاء النهى عن الحلف بغير الله إذا كان يقصد بذكره التعظيم
كالحلف بالله يقصد بذكره تعظيمه
أما إذا لم يقصد التعظيم
بل قصد تأكيد الكلام فهو مكروه من أجل المشابهة
و لأنه يشعر بتعظيم غير الله
و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم لأعرابى
( .......افلح و أبيه )
قال البيهقى
أن ذلك كان يقع من العرب و يجرى على ألسنتهم من دون قصد
و أيد النووى هذا الرأى و قال
أنه هو الجواب المرضى

قسم الله بالمخلوقات

كان العرب يهتمون بالكلام المبدوء بالقسم فيلقون إليه السمع مصغين
لأنهم يرون أن قسم المتكلم دليل على عظم الأهتمام بما يريد أن يتكلم به
و أنه أقسم ليؤكد كلامه

وعلى هذا جاء القرآن يقسم بأشياء كثيرة
منها القران
كقوله تعالى


{ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ }


( ق 1 )

و منها بعض المخلوقات مثل


{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا }


الشمس1




{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }


( الليل 1 ، 2 )

و قد كان ذلك لحكم كثيرة فى المقسم به و المقسم عليه
من هذه الحكم
لفت النظر إلى مواضع العبرة فى هذه الأشياء بالقسم بها
و الحث على تأملها حتى يصلوا إلى وجه الصواب فيها
فقد أقسم سبحانه و تعالى بالقرآن
لبيان أنه كلام الله حقا و به كل أسباب السعادة
و أقسم بالملائكة
لبيان أنهم عباد الله خاضعون له و ليسوا بآلهة يعبدون
و أقسم بالشمس و القمر و النجوم
لما فيها من الفوائد و المنافع و أن تغيرها من حال إلى حال يدل على حدوثها
و أن لها خالقا و صانعا حكيما
فلا يصح الغفلة عن شكره و التوجه إليه

و أقسم بالريح . و الطور . و القلم . و السماء ذات البروج
إذ أن ذلك كله من آيات الله التى يجب التوجه إليها بالفكر و النظر

أما المقسوم عليه

و المقسوم عليه فأهمه
وحدانية الله
و رسالة النبى صلى الله عليه و سلم
و بعث الأجساد مرة اخرى
و يوم القيامة
لأن هذه هى أسس الدين التى يجب أن تعمق جذورها فى النفس
و لذا نحن البشر فلا يصح لنا أن نقسم إلا بالله


أو بصفه من صفاته كما ذكرنا من قبل


شرط اليمين و ركنها

يشترط فى اليمين
العقلالبلوغو الاسلام
و إمكان البر
الأختيار
فان حلف مكرها لم تنعقد يمينه

ركنها
اللفظ المستعمل فيها

حكم اليمين

أن حكم اليمين أن يفعل الحالف المحلوف من أجله
فيكون بارا أو لا يفعله فيحنث فتجب عليه الكفارة

أقسام اليمين

أخى المسلم
هل تعرف ماهى أقسام اليمين

أقسام اليمين ثلاثة

- 1 - اليمين اللغو
- 2 -اليمين المنعقدة
- 3 -اليمين الغموس

و نبدأ بشرح كل منها على حدا

- 1- اليمين اللغو
أن يمين اللغو
هو الحلف من غير قصد اليمين
كأنه يقول المرء
و الله لتأكلن أو لتشربن أو لتحضرن و نحو ذلك
لا يريد به يمينا و لا يقصد به قسما
فهو من سقط القول

عن أم المؤمنين السيده عائشه رضى الله عنها و عن أبيها أنها قالت
أنُزلت هذه الآية


{ لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ


وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }


( البقرة 225 )

فى قول الرجل
لا و الله و بلى و الله و كلا و الله
رواه البخارى و مسلم و غيرهما

قال مالك و الأحناف و الليث و الأوزاعى
لغو اليمين أن يحلف على شئ يظن صدقه
فيظهر خلافه فهو من باب الخطأ

و عند أحمد رضى الله عنه
روايتان كالمذهبين




حكم اليمين اللغو

أن حكم هذا اليمين
أنه لا كفارة فيه
و لا مؤاخذه عليه

2- - اليمين المنعقدة و حكمها

اليمين المنعقدة هى اليمين التى يقصدها الحالف و يصمم عليها
فهى يمين متعمدة مقصودة
و ليست لغوا يجرى على اللسان بمقتضى العرف و العادة
و قيل
أن اليمين المنعقدة هى أن يحلف على أمر من المستقبل


أن يفعله أو لا يفعله

قال الحق سبحانه و تعالى
{ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ


وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ


مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ


فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ


وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }


( المائدة 89 )

صدق الله العظيم

حكمها
وجوب الكفارة فيها عند الحنث

- 3-اليمين الغموس و حكمها
اليمين الغموس و تسمى الصابرة
و هى اليمين الكاذبة التى تهضم بها الحقوق
أو التى يقصد بها الغش و الخيانة
و هى تعتبر كبيرة من الكبائر
و لا كفارة فيها
لأنها أعظم من أن تكفر
و سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها فى نار جهنم
و تجب التوبة منها
و رد الحقوق إلى أصحابها إذا ترتب عليها ضياع هذه الحقوق

قال الشافعى و رواية عن أحمد رضى الله عنهما
فيها الكفارة

قال سبحانه و تعالى


{ وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا


وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }


( النحل 94 )

و روى أحمد رضى الله عنه و أبو الشيخ
عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
خمس ليس لهن كفارة
الشرك بالله
و قتل النفس بغير الحق
و بهت مؤمن
و يمين صابرة يقطع بها مالاً بغير حق

و روى البخارى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
الكبائر هى :-
الشرك بالله
عقوق الوالدين
و قتل النفس
و اليمين الغموس

و روى أبو داود عن عمران بن حصين
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( من حلف على يمين مصبورة كاذبا
فليتبوأ بوجهه مقعده من النار )
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

مبنى الأيمان على العرف و النية
أمر الأيمان مبنى على العرف الذى درج عليه الناس
لا على دلالات اللغة و لا على إصطلاحات الشرع
فمن حلف أن لا يأكل لحما
فأكل سمكا فأنه لا يحنث
و أن كان الله سماه لحما إلا إذا نواه
أو كان يدخل فى عموم اللحم فى عرف قومه

و من حلف على شئ و ورى بغيره
فالعبرة بنيته لا بلفظه
إلا إذا كان حلفه غيره على شئ
فالعبرة بنية المحلف لا الحالف
و إلا لم يكن للأيمان فائدة فيه

أخى المسلم

نستكمل إن شاء الرحمن
الحلقه الثالثة والأخيره من موضوع الأيمان




نكتفى بهذا القدر و نستكمل موضوع الأيمان فى الحلقة القادمة

إن شاء الله


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حكمة اليوم




إن القلوب مزارع فأزرع فيها طيب الأخلاق

فان لم ينبت كله نبت بعضه

الغضب أوله جنون و أخره ندم

رد مع اقتباس