عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-15-2013, 09:13 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة
إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ،
و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ،
و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل .
و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ .
إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم
في أبدانهم و بيوتهم و طرقهم و مدنهم .
و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون وجوههم شطر
نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ،
يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى
{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً }
[ البقرة : 138 ] .
أيها الإخوة :
و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة في توجيهات الإسلام ،
و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان .
و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ،
و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ،
مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة
كالجنازة و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك .
إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ،
وضؤها ينظف الظاهر ؛
( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات
أيبقى من درنه شيء ) .
و غسل الجمعة واجب على كل محتلم أى بالغ الرشد .
( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه
و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له
ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) .
بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس
و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ،
فقد جاء في الخبر مرفوعاً :
( طهروا الأجساد طهركم الله
فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك
لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال :
اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً ) .
رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما .
و في خبر آخر عند أبي داود :
( ما من مسلم يبيت طاهراً : فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ
فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه ) .
و أمة محمد عليه الصلاة و السلام تعرف يوم القيامة بين الأمم
بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء .
و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ،
و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب .
و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره
فقال عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام :
( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ ) .
و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط ،
و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها .
و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى
و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما .
و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون للطاعة و ذكر الله و الصلاة ،
و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ،
و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟
و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟
و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر
و قلة الذوق و إيذاء الجليس و سرور الشيطان .
و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ،
و نبيكم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يحب الطيب و يكثر من التطيب .
و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ،
و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه .
و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه .
و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض

رد مع اقتباس