عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-02-2013, 08:49 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

يقول الحبيبُ - عليه الصلاة والسلام -:
( والكلمةُ الطيبةُ صدقة، وتبسُّمُك في وجه أخيك صدقة،
وإماطةُ الأذى عن الطريق صدقة )
فيا لَها من آدابٍ وقِيَمٍ روائِع، وأخلاقٍ عُلويَّةٍ بدائِع.
إخوة الإيمان في كل مكان:
وعلى إثرِ بعضِ الغوائِل السُّلُوكيَّة، والجُنوحات المأزومة الفِكريَّة؛
لزِمَ الأمةَ ساسَتها وعلماءَها ودُعاتَها، ونُخبَ الفِكر والثقافة والإعلام،
وكذا النَّصَفة في العالمين،
لزِمَ الجميع بشتَّى الوسائل والقنوات تبرِئةُ الدين والتديُّن من تلك المزالِّ الفواقِر،
والمسالِك البواقِر، والتوارُد على التحذير من أمرٍ عظيمٍ زادَ المرارَة على الواقع،
والخرقَ على الرِّاقِع، لطالَما استُغِلَّ في الخوف من الإسلام الحق،
ألا وهو: الفتاوى المُتجاسِرة على استِحلال الدماء المعصومة
والأموال دون تورُّعٍ أو استِمهالٍ، فجرَّت على المُسلمين الغُصَص والإعنات،
والتضييق والويلات، واستغلَّها الإعلامُ في التخويف من الإسلام وبثِّ الشُّبُهات.
فيا سُبحان الله!
حِيالَ من يُقدِمُ على سفك الدماء المعصومة وقتل الأبرياء!
أين تقوى الله والوجَلُ من المُحرَّم والجريرة؟! أين طُهرُ النفس ورقَّةُ السَّريرة؟!
أين نفاذُ العقل والحكمة والبَصيرة؟!
فيا أيها الغالُون!
إن الإسلام دينُ التقوى والمُعاملة الحسنة والسماحة،
والحَصافة في الأقوال والأفعال والرَّجاحة، وكم جنَت هذه المسالِكُ
على الأمة في تأريخِها المَديد، فحوَّلَت الخِلافات السياسيَّة إلى صِراعاتٍ دينيَّة،
تُبدِّدُ المُجتمعات، وتُروِّجُ العداوات والخُصومات؟!
وكم من صادقين أساؤُوا في دعوتهم للإسلام، فصدُّوا كثيرًا من الفِئام؟!
وما ذلك إلا لضَحالَة علمِهم، وقلَّة حلمِهم، وقُصور أفهامِهم، ونَزَق أحلامِهم،
ومُجافاتهم للعلماء الموثوقين الرَّاسِخين علومًا، الباذِخين في التربية والتوجيه فُهومًا.
مما أثارَ حفائِظَ القوم في النَّيل من الإسلام، والإساءة لرموزه،
وإذكاء التعصُّب والكراهية، والتمييز والعُنصريَّة، والعُنف والطائفِيَّة،
وهنا لا بُدَّ من التعاوُن لمُواجَهة ظاهرة الخوف من الإسلام،
لاسيَّما في مناهج التعليم ووسائل الإعلام.
هذا هُتـافُ الحـبِّ مـن خيـر ناصـحٍ بـأن يسِّـروا يـا أمـتـي لا تُعـسِّـروا
فمـاذا يكـونُ العُـذرُ يـا مـن تفلَّـتُـوا من المنهَج الأسمَى فتاهُوا وغرَّرُوا
وبعد معاشر الأحِبَّة:
فإن مما يُسهِمُ في علاج هذه الظاهرة الخطِرة:
أن تُؤصَّل الدعوةُ إلى الله - سبحانه -، وتُبنَى على التيسير لا على التعسير،
وعلى الرِّفق والحكمة والمُحاسَنة، لا الغِلظة والشدَّة والمُخاشَنة،
وأن نجُبَّ طوقَنا ما أُلحِقَ بالدين من مُنكَر القول وفَدَامَة،
ونُبرِزُ ما فيه من جلالٍ ووسامَة،
وأن تكون الأمةُ قاطِبةً أصدقَ سفير لرسالة العليِّ الكريم الكبير،
وسيرة الحبيب البشير - عليه الصلاة والسلام -.
هذا الرجاءُ وذاك الأمل، ومن المولَى نستلهِمُ سديدَ القول وصوابَ العمل.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[المائدة: 15، 16].
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، وبسُنَّة سيد المُرسَلين،
أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم؛
فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه هو التوابُ الرحيم.

رد مع اقتباس