عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-07-2019, 07:24 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,818
افتراضي الدعاء من الكتاب و السنة (30)

من: الأخت/ غرام الغرام



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الدعاء من الكتاب و السنة (30)



شرح دعاء

رب هب لي من الصالحين



{ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }.



الصلاح :

( ضد الفساد، وهما مختصّان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقُوبل في القرآن تارة بالفساد، وتارة بالسيئة، قال تعالى:

{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا }

، وقال تعالى:

{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا }.



هذه الدعوة ضمن دعوات إبراهيم عليه السلام حيث سأل اللَّه تعالى

أن يهب له ولداً صالحاً، فبعد أن طلب الصلاح لنفسه:

{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين }

طلب الصلاح من اللَّه تعالى لذريته، حتى يتم الكمال له ولذريته،

ومطلب الصلاح هو سؤال الأنبياء والمرسلين .



فقد طلبه سليمان عليه السلام فقال :

{وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين}



وطلبه يوسف عليه السلام فقال:

{ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } ،

وهي -كما تقدم – دعوة نبينا محمد عليه السلام:

( اللَّهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين )؛

لأن الصلاح هو أفضل الخصال، وأسماها، وأشرف مقامات السالكين

إلى اللَّه تعالى، فمن ناله صلح أمره وشأنه في الدنيا، وحسنت عاقبته

في الآخرة.

فإن الولد الصالح من أعظم النعم، و أقرِّ الأعين، وأحبِّ المُنى، وهل

يكون الفلاح في الآخرة إلا بالصلاح، وسؤال اللَّه تعالى الصلاح للذرية

يدخل فيه سؤال اللَّه صلاح البدن، والخلق، والدِّين أن يكون سليماً

مستقيماً في خِلْقته، وخُلُقه في ظاهره وباطنه، وهذه من أعظم النعم

التي يتمناها كل عبدٍ صالح .



و قوله:

{ رَبِّ هَبْ لى }

فيه بيان أن رزق الولد الصالح مِنَّةٌ ربانيةٌ، ومِنحةٌ إلهيةٌ، والهبة هي:
عطاء بلا عوض، ولا ثمن، فالهبة منه عز وجل كمال محض؛

لأن الإعطاء منه تفضلاً، وابتداءً من غير استحقاق، ولا مكافأة .



قوله: { مِنَ الصَّالِحِينَ } قَيّد في سؤاله الصلاح، وهذا أمر مهمٌّ؛

لأن من الذرية ما يكون سبباً للهمِّ والنّكَدِ، وسوء الخُلُقِ.



قال ابن جرير الطبري رحمه اللَّه :

( يقول: يا ربِّ هبْ لي منك ولداً يكون من الصالحين الذين يطيعونك،

ولا يعصونك، ويصلحون في الأرض، ولا يفسدون)



ففي صلاح الذرية النفع الكبير للوالدين في الدارين، ففي الدنيا طاعتهما،
والقيام على خدمتهما، وبذل المعروف لهما، وبعد موتهما بالدعاء لهما،

قال النبي صلى الله عليه وسلم

( إذا ماتَ الإِنْسانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثةٍ: صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أوْ عِلْمٍ

يُنْتَفَعُ بِهِ، أوْ وَلَدٍ صالحٍ يَدْعُو لهُ )،

وقوله عليه الصلاة و السلام:

( بَخٍ بَخٍ, خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَسُبْحَانَ اللَّهِ,

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ, وَاللَّهُ أَكْبَرُ, وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ )

، وفي الآخرة من رفع الدرجات، والمنازل العُلا، قال عليه الصلاة و السلام:
( إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ )،


رد مع اقتباس