{ الموضوع السابع عشر الفقرة 13 }
ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
{ الْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ
وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا
وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ }
روى أحمد وأبو داود والبيهقى والحاكم
( أنَّ امرأةً قالت يا رسولَ اللهِ إنَّ ابني هذا كان بطني لهُ وعاءً
وثديي لهُ سِقَاءً وحجري لهُ حواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني
فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنت أحقُّ بهِ ما لم تَنْكحي )
سمعت القاسم بن محمد يقول :
[ كانت عندَ عمرَ بنِ الخطابِ امرأةٌ من الأنصارِ ، فولدت له عاصمَ بنَ عمرَ ،
ثم إنه فارقَها فجاء عمرُ قباءَ ، فوجد ابنَه عاصمًا يلعبُ بفناءِ المسجدِ ،
فأخذ بعضدِه فوضَعه بينَ يدَيه على الدابةِ ، فأدركته جدةُ الغلامِ
فنازعته إيَّاه حتى أتَيا أبا بكرٍ الصديقَ ،
فقال أبو بكرٍ : خلِّ بينَها وبينَه
قال : فما راجعه عمرُ الكلامَ ]
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
[ هي أعطفُ وألطفُ وأرحمُ وأحنى وأرأفُ وهي أحقُّ بولدِها ما لم تتزوَّجْ ]
حديثنا اليوم عن : الطفل بين أبيه وأمه
إن كان ابناً فأختار الأم كان عندها بالليل
ويأخذه الأب بالنهار فى مكتب أو صنعه
لأن القصد حظ الولد وحظ الولد فيما ذكرناه
وإن اختار الأب كان عنده بالليل والنهار ولا يمنعه من زيارة أمه
لأن المنع من ذلك إغراء بالعقوق وقطع الرحم
فإن مرض كانت الأم أحق بتمريضه لأنه بالمرض
صار كالصغير فى الحاجة إلى من يقوم بأمره فكانت الأم أحق به .
وإن كانت جاريه فاختارت أحدهما كانت عنده بالليل والنهار
ولا يمنع الآخر من زيارتها من غير إطالة وتبسط
لأن الفرقة بين الزوجين تمنع من تبسط أحدهما فى دار الآخر
وإن مرضت كانت الأم أحق بتمريضها فى بيتها .
وإن مرض أحد الأبوين والولد عند الآخر لم يمنع من عيادته
وحضوره عند موته كما ذكرنا
وإن اختار أحدهما فسلم إليه ثم اختار الآخر حول إليه
وإن عاد فأختار الأول أعيد إليه لأن الإختيار إلى شهوته
وقد يشتهى المقام عند أحدهما فى وقت وعند الآخر فى وقت
فيتبع ما يشتهيه كما يتبع ما يشتهيه من مأكول ومشروب .
ماذا تعرف عن نفقة الآباء والأبناء والأقارب ؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات
أن تكون فرداً فى جماعة الأسود
خير لك من أن تكون قائداً للنعام .