الموضوع: حديث اليوم 4613
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-09-2019, 11:35 AM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,604
افتراضي حديث اليوم 4613

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حديث اليوم
باب قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ }


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال

( نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ{ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ
أَوْ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي
إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ )

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏نحن أحق بالشك من إبراهيم‏)‏
سقط لفظ الشك من بعض الروايات‏.‏

واختلف السلف في المراد بالشك هنا، فحمله بعضهم على ظاهره وقال‏:‏
كان ذلك قبل النبوة، وحمله أيضا الطبري على ظاهره وجعل سببه حصول
وسوسة الشيطان، لكنها لم تستقر ولا زلزلت الإيمان الثابت، واستند في ذلك
إلى ما أخرجه هو وعبد ابن حميد وابن أبي حاتم والحاكم من طريق
عبد العزيز الماجشون عن محمد بن المنكدر عن ابن عباس قال‏:‏ أرجى آية
في القران ‏

{ وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى‏ }

الآية، قال ابن عباس‏:‏ هذا لما يعرض في الصدور ويسوس به الشيطان
، فرضي الله من إبراهيم عليه السلام بأن قال‏:‏ بلى‏.‏

ومن طريق معمر عن قتادة عن ابن عباس نحوه، ومن طريق علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس نحوه، وهذه طرق يشد بعضها بعضا
وإلى ذلك جنح عطاء فروى ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج ‏"‏ سألت
عطاء عن هذه الآية قال‏:‏ دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس
فقال ذلك ‏"‏ وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال ‏"‏ ذكر لنا أن
إبراهيم أتى على دابة توزعتها الدواب والسباع ‏"‏ ومن طريق حجاج عن
ابن جريج قال ‏"‏ بلغني أن إبراهيم أتى على جيفة حمار عليه السباع والطير
فعجب وقال‏:‏ رب لقد علمت لتجمعنها، ولكن رب أرني كيف تحيي الموتى ‏"‏
وذهب آخرون إلى تأويل ذلك، فروى الطبري وابن أبي حاتم من طريق
السدي قال ‏"‏ لما اتخذ الله إبراهيم خليلا استأذنه ملك الموت أن يبشره فأذن
له ‏"‏ فذكر قصة معه كيفية قبض روح الكافر والمؤمن، قال ‏"‏ فقام إبراهيم
يدعو ربه‏:‏ رب أرني كيف تحيي الموتى حتى أعلم أن خليلك ‏"‏ وروى ابن
أبي حاتم من طريق أبي العوام عن أبي سعيد قال ‏"‏ ليطمئن قلبي بالخلة ‏"‏
ومن طريق قيس بن مسلم عن سعيد بن جبير قال ‏"‏ ليطمئن قلبي أن خليلك
‏"‏ ومن طريق الضحاك عن ابن عباس ‏"‏ لأعلم أنك أجبت دعائي‏"‏‏.‏

ومن طريق علي بن ابن طلحة عنه ‏"‏ لأعلم أن تجيبني إذا دعوتك‏"‏‏.‏

وإلى هذا الأخير جنح القاضي أبو بكر الباقلاني، وحكى ابن التين
عن الداودي الشارح أنه قال‏:‏ طلب إبراهيم ذلك لتذهب عنه شدة الخوف،
قال ابن التين‏:‏ وليس ذلك بالبين؛ وقيل كان سبب ذلك أن نمرود لما قال له
ما ربك‏؟‏ قال ربي الذي يحيي ويميت، فذكر ما قص الله مما جرى بينهما،
فسأل إبراهيم بعد ذلك ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى من غير شك منه
في القدرة، ولكن أحب ذلك وأشتاق إليه فأراد أن يطمئن قلبه بحصول
ما أراده، أخرجه الطبري عن ابن إسحاق‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال‏:‏
المراد ليطمئن قلبي أنهم يعلمون أنك تحيي الموتى‏.‏

وقيل معناه أقدرني على إحياء الموتى فتأدب في السؤال‏.‏

وقال ابن الحصار‏:‏ إنما سأل أن يحيي الله الموتى على يديه
فلهذا قيل له في الجواب ‏(‏فصرهن إليك‏)‏ ‏.‏

وحكى ابن التين عن بعض من لا تحصيل عنده أنه أراد بقوله‏:‏ ‏(‏قلبي‏)‏
رجلا صالحا كان يصحبه سأله عن ذلك، وأبعد منه ما حكاه القرطبي المفسر
عن بعض الصوفية أنه سأل من ربه أن يريه كيف يحيي القلوب، وقيل أراد
طمأنينة النفس بكثرة الأدلة، وقيل محبة المراجعة في السؤال‏.‏

ثم اختلفوا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ‏"‏نحن أحق بالشك ‏"‏
فقال بعضهم‏:‏ معناه نحن أشد اشتياقا إلى رؤية ذلك من إبراهيم، وقيل معناه
إذا لم نشك نحن فإبراهيم أولى أن لا يشك، أي لو كان الشك متطرفا إلى
الأنبياء لكنت أنا أحق به منهم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أنه لم يشك‏.‏

وإنما قال ذلك تواضعا منه، أو من قبل أن يعلمه الله بأنه أفضل من إبراهيم،
وهو كقوله في حديث أنس عند مسلم ‏"‏ أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
يا خير البرية، قال ذاك إبراهيم ‏"‏ وقيل إن سبب هذا الحديث أن الآية لما
نزلت قال بعض الناس‏:‏ شك إبراهيم ولم يشك نبينا فبلغه ذلك فقال‏:‏ نحن أحق
بالشك من إبراهيم، وأراد ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد أن يدفع
عن آخر شيئا قال‏:‏ مهما أردت أن تقوله لفلان فقله لي، ومقصوده لا تقل ذلك
وقيل‏:‏ أراد بقوله نحن أمته الذين يجوز عليهم الشك وأخرجه هو منه بدلالة
العصمة‏.‏

وقيل‏:‏ معناه هذا الذي ترون أنه شك
أنا أولى به لأنه ليس بشك إنما هو طلب لمزيد البيان‏.‏

وحكى بعض علماء العربية أن أفعل ربما جاءت لنفي المعنى عن الشيئين
نحو قوله تعالى ‏(‏أهم خير أم قوم تبع‏)‏ أي لا خير في الفريقين، ونحو قول
القائل‏:‏ الشيطان خير من فلان أي لا خير فيهما، فعلى هذا فمعنى قوله ‏"‏
نحن أحق بالشك من إبراهيم ‏"‏ لا شك عندنا جميعا‏.‏

وقال ابن عطية‏:‏ ترجم الطبري في تفسيره فقال‏:‏
وقال آخرون شك إبراهيم في القدرة‏.‏





أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس