{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ
يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ }
{ وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا }
{ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ }
بمعنى جامعهم فمحل بهم عقوبته .
{ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
يقول جل ثناؤه إن الله بما يعمل هؤلاء الكفار في عباده وبلاده من الفساد
والصد عن سبيله، والعداوة لأهل دينه وغير ذلك من معاصي، الله محيط
بجميعه حافظ له، لا يعزب عنه شيء حتى يوفيهم جزاءهم على ذلك كله،
{ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ }
يقول تعالى ذكره ألا إن الله بكل شيء مما خلق محيط علما بجميعه
وقدره عليه، لا يعزب عنه علم شيء منه أراده فيفوته، ولكنه المقتدر
.. فالله عز وجل محيط بالأشياء كلها؛ لأنها تحت قدرته، لا يمكن شيئا
منها الخروج عن إرادته فيه، ولا يمتنع عليه منها شيء،
وقد قال الله تعالى عز وجل:
{ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }
أي: علم كل شيء على حقيقته، بجميع صفاته فلم يخرج شيء منها
{ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ }
تأويله: مهلك الكافرين، حقيقته أنهم لا يعجزونه ولا يفوتونه فهو محيط بهم.
وحقيقة الإحاطة بالشيء: ضم أقطاره ونواحيه وتصييره وسطاً، كإحاطة
البيت بمن فيه، والأوعية بما يدور عليه، ثم اتسع فيه.. .
(المحيط) هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه، وهو الذي أحاط بكل شيء
علما، وأحصى كل شيء عدداً ..
ومنها "المحيط" ومعناه: الذي لا يقدر على الفرار منه، وهذه الصفة
ليست حقاً إلا لله جل ثناؤه، وهي راجعة إلى كمال العلم والقدرة،
وانتفاء الغفلة والعجز عنه .
"المحيط" بكل شيء علماً وقدرةً ورحمةً وقهراً