عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-22-2013, 03:54 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

فذو القرنين هو الذي وجدها تغرب ورآها بعينيه رؤية ظاهرية لا حقيقية،
والقرآن يصف لنا ما يراه. ولكن عندما يكون الحديث عن حقيقة كونية
لا يستخدم القرآن الطلوع أو الغروب بل يستخدم كلمة (تجري)
لأن الشمس تجري ضمن المجرة جرياناً حقيقياً.
هل أشار القرآن إلى حركة الأرض؟
يرى بعض العلماء من المسلمين (قديماً) أن جميع الآيات تتحدث بوضوح
عن حركة الشمس والقمر ولا نجد آية تتحدث عن حركة للأرض، فهل هذا
صحيح؟ المشكلة يا أحبتي أن البعض يحكم على القرآن وكأن الله أعطاه
أسرار هذا الكتاب العظيم. فلو تدبرنا الآيات الكونية نرى إشارات كثيرة
إلى حقيقة دوران الأرض، وأنها تسبح في فلك محدد مثلها
مثل الشمس والقمر.
يقول تعالى:
}وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {
[الأنبياء: 33].
وسؤالنا: إذا كان للشمس مدار محدد تسبح فيه، وإذا كان للقمر
مدار أيضاًيسبح فيه، فأين مدار الليل والنهار؟ وكيف يمكن لليل والنهار
أن يسبحا في أفلاكهما مثل الشمس والقمر؟
إن الليل والنهار هما ظاهرتان تتعاقبان على الأرض، والنهار ملتصق
بالأرض وكذلك الليل، وهنا نرى إشارة خفية إلى دوران الأرض
وسباحتها، وقد عبر القرآن عن ذلك بقوله:
}كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {
فكلمة (كُلٌّ) تعود إلى الليل والنهار أيضاً.وهذا يعني أن النهار يتحرك
مع الأرض ويسبح معها في رحلتها، وكذلك الليل. وربما نجد في هذه
الآية إشارة واضحة إلى دوران الأرض من خلال
قوله تعالى:
}كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {
فطبقة النهار هي طبقة رقيقة تغلف أحد جانبي الأرض ويحيط بها الليل
من كل جانب، وتدور هذه الطبقة من النهار مع الأرض بنظام عجيب فريد،
ويتداخل الليل والنهار بنتيجة هذا الدوران،
وهذا ما حدثنا عنه القرآن:
}أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {
[لقمان: 29]
فعبارة
}يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ {
تشير إلى دوران الأرض، وعبارة
}وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى {
تشير إلى دوران الشمس والقمر، فالشمس تدور حول
مركز المجرة، والقمر يدور حول الأرض، وهكذا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تأملوا معي طبقة النهار الرقيقة التي تحيط بالأرض، ومن فوقها الليل
وعلى يمينها الليل وعلى يسارها الليل، وهذا ما عبر عنه القرآن
بقوله
}يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا {
[الأعراف: 54]
فالليل هو الذي يغشى النهار من كل جانب، وطبقة النهار هي طبقة
رقيقة جداً مقارنة بقطر الأرض (واحد من مئة من قطر الأرض). ولذلك
فإن هذه الطبقة من النهار تبدو مثل قشرة رقيقة تنسلخ من الظلام الذي
يغلفها من كل جانب! وهذا ما حدثنا عنه القرآن:
}وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ {
[يس: 37].
إيضاحات
1- إن القرآن لا يشير إلى ثبات الأرض أبداً، والآيات التي تتحدث
عن جريان الشمس والقمر لا تعني أن الأرض ثابتة.
2- إن حجم الأرض بالنسبة للكون ضئيل جداً أشبه بذرة غبار! ولذلك
فهي مثل بقية الأجسام الكونية تسبح وتدور، ولا يوجد شيء ثابت
في الكون، وهذه حقيقة يقينية لا ريب فيها.
3- لا يجوز أن نكفِّر من يعتقد أن الأرض ثابتة أو أن الأرض تدور، أو
أن الشمس ثابتة أو تدور، لأن تفسير الآيات الكونية في القرآن هو
اجتهاد قد يصيب أو يخطئ، أما العقيدة فهي شيء ثابت، ولكن ينبغي
على الإنسان أن يجتهد ليصل إلى الحقيقة استجابة
لقول الحق:
}وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ {
[آل عمران: 191].
4- إن فهمنا لآيات الإعجاز العلمي في القرآن لابد أن يعتمد على ما توصل
إليه العلم من معارف واكتشافات وحقائق، ولا يجوز أن نفسر الآيات
الكونية بالاعتماد على اللغة فقط! لابد من الاطلاع على مبادئ علم الفلك
وحقائقه اليقينية. وأقول: سبحان الله! كيف يأتي عالم مسلم ليدحض
حقيقة في علم الفلك ولم يكلِّف نفسه سهر ليلة في مرصد، أو سؤال
أحد الاختصاصيين، أو دراسة مبادئ هذا العلم؟ ثم يحكم على حقيقة
كونية بالبطلان لمجرد أنها تخالف فهمه للآية، وبالتأكيد لا تخالف الآية،
بل ما فهمه من الآية هو الذي يتناقض مع الحقيقة العلمية.
ونصيحتي لكل أخ مؤمن يعتقد أن الأرض ثابتة أو أن الشمس هي التي
تدور حولها أو لديه أي فكرة تناقض العلم، وأنا أعلم أن دافعه لهذا
الاعتقاد هو حرصه على كتاب الله، ولكن الحرص على كتاب الله يقتضي
أن نتعمق في الكون ثم نفسر الآيات الكونية، وأن نتعمق في الجيولوجيا
ثم نفسر آيات الجبال، وأن نتعمق في الطب ثم نفسر آيات خلق الجنين
وهكذا، نصيحتي له أن يدرس مبادئ علم الفلك، أو على الأقل يطلع على
أبحاث الإعجاز العلمي في مجال الفلك، وبذلك نكون قد بنينا إيماننا على
أساس علمي متين لكي لا نترك مجالاً لأي ملحد أن يستغل
ما نقوله للطعن في هذا الدين الحنيف.
5- ينبغي أن نعتقد أن القرآن هو الأساس والعلم تابع له، فإذا ما حدث
تناقض بين حقيقة كونية وآية قرآنية، فيكون لدينا احتمالان: إما أن تكون
الحقيقة الكونية غير صحيحة، أو أن يكون تفسيرنا وفهمنا للآية غير
صحيح، ولذلك يجب علينا وقتها أن نتعمق في العلم ونحاول فهم الآية
على ضوء العلم، دون أن نلوي أعناق النص القرآني ونحمل الآية غير
ما تحتمل من المعاني لتتفق مع الحقيقة العلمية.
وإذا تعذر علينا فهم الآية في ضوء العلم، تبقى الآية
هي الأساس المطلق،
ونقول كما علمنا الله:
}وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا {
[آل عمران: 7].
ولا يجوز أبداً أن نؤوّل النص القرآني ليتفق مع نظرية أو حتى حقيقة
علمية إذا كانت تخالف ظاهر القرآن. ومن تجربتي مع القرآن منذ أكثر
من عشرين عاماً وحتى هذه اللحظة، لم أجد آية واحدة تناقض حقيقة
علمية يقينية، بل ربما يحدث التناقض بين تفسير آية ونظرية علمية،
وهذا قليل جداً، وسرعان ما تأتي الاكتشافات الحديثة لتثبت
صدق كلام الحق تبارك وتعالى وتفوّقه على العلم.
}وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ {
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس