عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-15-2013, 01:34 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

والرحمةُ في الإسلام يتقرَّبُ بها المُسلمُ إلى الله تعالى ببَذلِها

لكل ما هو أهلٌ لها حتى البهائِم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه:

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


( بينما رجلٌ يمشِي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها فشرِبَ،

ثم خرجَ. فإذا كلبٌ يلهثُ يأكلُ الثَّرَى من العطش.

فقال الرجلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان بلغَ بي،

فنزلَ البئرَ فملأَ خُفَّه ماءً ثم أمسكَه بفِيه حتى رَقِيَ فسقَى الكلبَ،

فشكرَ الله له، فغفَرَ له فقالوا: يا رسول الله! إن لنا في البهائِم أجرًا؟

فقال:في كل كبدٍ رطبةٍ أجرٌ)

رواه البخاري ومسلم.


وعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال:


( كُنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفَرٍ، فانطلقَ لحاجته.

فرأينا حُمُرة معها فرخَان، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الحُمُرة –

وهي نوعٌ من الطير -،

فجعلَت تعرِشُ وتُرفرِفُ، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

من فجِعَ هذه بولدَيْها؟ ردُّوا ولدَها إليها)


ورأى قريةَ نملٍ قد أحرقناها، فقال:


( من أحرقَ هذه؟

قلنا: نحن.

قال: إنه لا يُعذِّبُ بالنار إلا ربُّ النار)

رواه أبو داود.


وقد جاءت الشرعيةُ بوجوب رحمة الضُّعفاء والمساكين والأيتام والمُحتاجين،

وبوجوب بذلِ الرحمة لكلِّ أحدٍ هو لها أهلٌ.


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


( كافِلُ اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتَين في الجنَّة

وقرنَ بين السبَّابة والوُسطى)

رواه مسلم.


وعن أنسٍ - رضي الله عنه:

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


( من عالَ جاريتَيْن - أي: بنتَيْن - حتى تبلُغَا

جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتَين وضمَّ أصابِعَه )

رواه مسلم.


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:


( هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضُعفائِكم؟! )

حديثٌ صحيحٌ؛ رواه البخاري مرسلاً، ووصلَه غيرُه بإسنادٍ صحيحٍ.


وفي الحديث:


( ليس منَّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِف شرفَ كبيرِنا)

رواه أبو داود.


قال الله تعالى:


{ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

[التوبة: 105].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا،

وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله مُعزِّ من أطاعه واتَّقاه، ومُذِلِّ من خالفَ أمرَه وعصاه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا إله سِواه،

وأشهد أن نبيِّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه ومن اتَّبَع هُداه.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فاتقوا الله واخشَوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله، ثم تُوفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبَت

وهم لا يُظلَمون.


أيها المسلمون:


اعمَلوا بأخلاق الدين القَويم الذي رضِيَه الله لكم، ولا تغُرَّنَّكم الحياة الدنيا.

واحذَروا - عباد الله - من أسباب قسوة القلوب؛ فإن من أسباب قسوة القلوب:

الانكِبابُ على الدنيا وإيثارُها على الآخرة، قال الله تعالى:


{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }

[الأعلى: 16،17].

رد مع اقتباس