عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-15-2010, 11:38 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي



أخى المسلم ثانياً :-


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أخى المسلم

يجب أن تعلم أن أسم الله الأعظم الهادى
هو الذى هدى خواص عباده أولا إلى معرفة ذاته حتى استشهدوا بها على معرفة ذاته
و هدى عوام عباده إلى مخلوقاته حتى أستشهدوا بها على ذاته
و هدى كل مخلوق إلى ما لا بد منه فى قضاء حاجاته
فهدى الطفل إلى إلتقام الثدى عند إنفصاله و الفرخ إلى إلتقاط الحب وقت خروجه
و النحل إلى بناء بيته على شكل التسديس لكونه أوفق الأشكال لبدنه و أحوالها وأبعادها
و الهداة من العباد الأنبياء
و العلماء الذين أرشدوا الخلق إلى السعادة الأخروية و هدوهم إلى صراط الله المستقيم
بل الله الهادى لهم على ألسنتهم و هم مسخرون تحت قدرته و تدبيره
و ذلك لأن الهدى نور من الله ، يهبه لمن يشاء من عباده


يكشف به المجهول من دلائل التوحيد الباهرة
التى تعمق فى قلبه جذور الإيمان و اليقين
كما تعمقت فى قلوب الأنبياء و المرسلين و الصديقين بقدر درجة كل منهم
فقد فتح الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام
أبواب الهدى على مصراعيها فأراه كثيرا مما أخفاه عن غيره
ليكون مائلا عن سواه بالكلية ، منقطعا إليه إنقطاعا تاما
قال تعالى

( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )
الانعام 75
وان انقطاعه التام الى الله هو المراد بالتحنف
قال تعالى
﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾
(‏ الأنعام‏:79)‏


و قد أمر الله نبيه محمدا عليه الصلاة و السلام أن يقتدى بأبيه إبراهيم عليه السلام فى تحنفه


فقال تعالى


( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾


(‏ النحل‏:123)
بل أمره بما هو أرقى من ذلك


فقال تعالى

( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً‏ )
المزمل 4


أى أنقطع إليه و تفرغ لدعوته و عبادته تفرغا تاما ، لا يدانيك أحد من العالمين
و التبتل إلى الله هو الطريق الأمثل لطلب الهدى
و هو السبب الذى يوصل إليه من غير واسطة أخرى لأنه يجمع العبد على خالقه و مولاه

أخى المسلم

و لقد أمر الله عباده أن يطلبوا منه الهداية بكثرة الذكر و الشكر
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ )
البقرة 152
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
ابراهيم 7
( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ )
محمد 17
صدق الله العلى العظيم
و بالذكر و الشكر يتحقق التبتل إلى الله و التفرغ لعبادته
فيكون ذكره لهم متمثلا فى هدايتهم إلى ما يحبه و يرضاه ، ثم إلى ما يحبونه و يرضونه
فقد وعد جل شأنه الشاكرين بالزيادة المطلقة فى كل نعمة سابقة او لاحقة
و الهداية أصل أصول النعم لانها الإيمان فى أسمىّ صوره و أرقى معانيه
و الله عز و جلّ يهدى من طلب الهدى
و طلب الهدى لا يكون باللسان وحده ، و لكن يكون بالقلب و اللسان و العمل
و إن من طلب الهدى من الله عز و جلّ بقلبه و لسانه و عمله الصالح
زاده هدى على هداه ، لأن الطالب على هدى فعلا ، و إلا لما طلب الهدى ، فهو يطلب الزياده أذن


و روى عن سفيان الثورى عن عمرو بن مرة عن أبى جعفر المدائنى
أنه سُئل عن قول الله عز و جلّ

فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
الأنعام/125 .
فقال
نور يقذفه فى الجوف ينشرح له الصدر و ينفسح
قيل له
هل له أمارة يعرف بها
قال
نعم الإنابة إلى دار الخلود و التجافى عن دار الغرور
و الإستعداد للموت قبل مجئ الموت
و روى هذا المعنى عن النبى صلى الله عليه و سلم بإسناد منقطع


قال صفى الدين الحلى

من دبر العيش بالاراء دام له صفوا و جاء إليه الخطب معتذرا
يهون بالرأى ما يجرى القضاء به و من أخطأ الرأى لا يستذنب القدرا

أخى المسلم

يجب أن تعلم أن هداية الله ليست مقصورة على الأنسان
بل هى عامة فى جميع الخلق
و قد قسمها العلماء إلى أقسام كثيرة بإعتبارات مختلفة
فهناك الهداية العامة للأنسان بما أودعه فيه من عقل وازع
يدفعه إلى حفظ نفسه و نسله ، و عرضه و ماله
و هداية تدفعه لحفظ دينه الذى أرتضاه له و فطره عليه و تعبده به
و ذلك عن طريق مخاطبة عقله الذى جعله مناط التكليف فيه
و هداية أخرى ترفع من شأنه عند خالقه و مولاه حتى يكون من الصديقين
و على هذا التقسيم
كانت عقول الناس متفاوته
1 - فمنها العقل الوازع
2 - و منها العقل المدرك
3 - و منها العقل الحكيم
4 - و منها العقل الرشيد

فالعقل الوازع ........ للعوام
و العقل المدرك ....... للخواص
و العقل الحكيم ..... لخواص الخواص
و العقل الرشيد ...... خاص بالانبياء و المرسلين

صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين

أخى المسلم

و نختتم شرح أسم الله الأعظم الهادى فنقول خير الختام
يجب أن تعلم أخى المسلم
إن هداية الخلق للخلق مجازية
أما هداية الخالق للخلق فهى هداية حقيقية

قال الله تعالى لرسوله الكريم

( انكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
القصص 56
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
الشورى 52
صدق الله العظيم


و لا تناقض بين الآيتين ، و لا فى كتاب الله كله
فقد نفى عنه القدرة الذاتية على الهداية فى الآية الاولى
و أثبت له فى الآية الثانية هداية الدلالة
وذلك أن النبى صلى الله عليه و سلم
يستطيع بقدرة الله تعالى أن يدعو الناس إلى الهدى
و يدلهم على طريقه و أسبابه و وسائله
و لكنه لا يستطيع أن يدخلهم فيه فذاك لله وحده و ما عليه إلا البلاغ

و الرسول عليه الصلاة و السلام يهدى إلى الحق
و الله يهدى للحق
و الفرق بين التعبيرين ظاهر
فالرسول عليه الصلاة و السلام
يدعوك إلى الهدى و لا يملك هدايتك
و الله عز و جلّ يدعوك إلى الهدى و يملك هدايتك
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
و هب لنا من لدنك رحمة
إنك أنت الوهاب

رد مع اقتباس