عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-17-2013, 11:43 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وأما أعلاهُم منزلةً فيقول الله فيهم:
( أولئك الذين أردتُّ، غرستُ كرامتَهم بيدي،
وختَمتُ عليها، فلم ترَ عينٌ، ولم تسمَع أُذنٌ، ولم يخطُر على قلب بشرٍ )
وإن في الجنة لشجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلِّها مائةَ سنةٍ ما يقطعُها،
وإن للمؤمن في الجنة لخَيمة من لُؤلؤةٍ واحدةٍ مُجوَّفة، طولُها في السماء ستُّون ميلاً،
للمؤمن فيها أهلُون، يطُوفُ عليهم المُؤمنُ فلا يرَى بعضُهم بعضًا.
( ولو أن امرأةً من أهل الجنةِ اطَّلَع على أهل الأرض لأضاءَت ما بينهما، ولملأَتْه رِيحًا،
ولنَصِيفُها على رأسِها - يعني: خِمارَها - خيرٌ من الدنيا وما فيها )
وما في الجنة أعزب
( وإن الله - عز وجل - يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة!
فيقولون: لبَّيك ربَّنا وسعدَيك، والخيرُ في يدَيك.
فيقول: هل رضِيتُم؟
فيقولون: وما لنا لا نرضَى يا ربَّنا، وقد أعطَيتَنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقِك.
فيقول: ألا أُعطِيكم أفضلَ من ذلك؟
فيقولون: وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك؟
فيقول: أُحِلُّ عليكم رِضوانِي فلا أسخَطُ عليكم بعدَه أبدًا )
فما أعظمَ هذا النعيم! وما أجلَّ هذا التكريم!
وإن العطاءَ الأعظم، والنعيمَ الأكبر الذي يتضاءَلُ أمامَه كلُّ نعيمٍ هو النَّظرُ إلى وجهِ الله
الكريم؛ فعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه قال:
( كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظرَ إلى القمر ليلةَ البدر،
وقال: إنكم سترَون ربَّكم عِيانًا كما ترَون هذا القمرَ، لا تُضامُون في رُؤيتِه )
متفق عليه.
وما بين القوم وبين أن ينظُروا إلى ربِّهم إلى رِداءُ الكِبرياء على وجهه في جنَّة عدنٍ،
( ويُنادِي مُنادٍ: يا أهل الجنة ! إن لكم عند الله موعِدًا يُريد أن يُنجِزَكمُوه.
فيقولون: ما هو؟
ألم يُثقِّل موازِينَنا، ويُبيِّض وجوهَنا، ويُدخِلنا الجنة، ويُزحزِحنا عن النار؟!
فيكشِفُ الحِجاب، فينظرُون إليه، فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه )
الله أكبر، الله أكبر، أنعمَ عليهم وأفاد، وأعطاهم مُناهم وزاد.
جعلَني الله وإياكم من أهل السعادة، ورزَقَنا الحُسنى وزيادة.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛
فاستغفروه، إنه كان للأوابين غفورًا.

رد مع اقتباس