عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-26-2013, 08:41 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي تلبس الجن للبشر حقيقة أم وهم ( 01 - 35 ) / عبد الدائم الكحيل / إعجاز

الأخ المهندس / عبدالدائمالكحيل
تلبس الجن للبشر : حقيقة أم وهم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الجن عالم مخفي ولذلك نسجت حوله الأساطير واعتقد الكثيرون
أن الجن قد يسكن جسد الإنسان... فما هي حقيقة هذا الأمر؟
دعونا نقرأ...
إنه عالم غريب ومشوق ومليء بالألغاز، إنه عالم مخيف للبعض ويدعو
للسخرية من آخرين، إنه عالم الجن الذي استغله بعض الناس ليوهموا
الآخرين بأن الجن يسكن داخلهم ولديهم القدرة على التحدث معه ودعوته
للإسلام وإخراجه... وإن رفض يتم إحراق الجني أو ضربه أو معاقبته...
ولكن غالياً ما يعود ذلك الجني ليسكن من جديد وتتكرر المشكلة ويبقى
المريض في صراع بين المعالج وبين الجني... وقد يفضّل المريض أحياناً
أن يعيش مع الجني من أن يذهب مرة أخرى للمعالج بسبب الاستغلال
المادي أو النفسي...
حقائق من القرآن والعلم الحديث
لا يوجد حتى الآن ما يسمى بعالم الجن حسب وجهة نظر العلم الحديث،
ولكن القرآن يؤكد حقيقة وجود الجن وأنهم مثل البشر يتكاثرون ومنهم
المؤمن والكافر ومنهم الصالح والظالم... ولكن الله أخفى سرّ
هذا العالم عنا لحكمة هو يعلمها.
لكي نعتقد بوجود الجن ليس شرطاً أن يكتشفه العلماء لأن كثير من أسرار
الكون لم تكتشف بعد مع العلم أنها موجودة، وبنفس الوقت لا يمكن للعلم
أن يقدم برهاناً على عدم وجود الجن أو ينفي وجود كائنات تعيش معنا ...
فالعلم لم يكتشف عالم البكتريا والفيروسات إلا حديثاً مع العلم
أن هذه الكائنات موجودة قبل الإنسان بملايين السنين.
وربما يكشف العلماء حقيقة الجن في المستقبل إن أراد الله ذلك، وريثما
يتم ذلك فإننا نحاول وضع تصور منطقي لهذا العالم نستند على القرآن
والسنة المطهرة. فالقرآن لا يتحدث عن دخول الجن في أجساد البشر،
بل يخبرنا بأن الجن مخلوقات مثلنا، وقد لا يهمها أمرنا كثيراً وقد تكون
مسالمة وغير مؤذية على الإطلاق.. ولكن هناك جزء من عالم الجن
الواسع وهو الشيطان الذي هو عدو للبشر.
هذا الشيطان له مهمة محددة وهي إغواء البشر وقيادتهم نحو الضلال
ليكون معه في النار يوم القيامة... يدعوهم للفاحشة والكفر والإلحاد
ولكن ليس له أدنى سيطرة على المؤمن، إنما سيطرته
على الذي يعتقد به!
فعندما تعتقد أن الشيطان قادر على إيذائك أو أن يدخل في جسمك أو قادر
على أن يرعبك... فإن ذلك سيتحقق بالفعل، ليس بسبب القدرات الخارقة
للشيطان، ولكن بسبب الأوهام التي تزرعها في مخيلتك وبالطبع يغذيها
الشيطان بالأفكار السيئة والمخاوف
فالله تعالى يقول:
}إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {
[آل عمران: 175]
هذه هي حدود قدرة الشيطان أن يخوف أولياءه الذين يعتقدون به ولكن
الله تعالى يحذرنا من خطورة ذلك ويأمرنا أن نخاف منه
فقط وربط ذلك بالإيمان:
}وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {
فالحل هو قوة الإيمان.
حقيقة العلاج بالقرآن والمعالجين به
كثير من الناس يعاني من مشاكل نفسية لا نشك بأن الشيطان له دور كبير
في تأجيجها وتعقيدها حتى تستعصي على الأطباء، ولكن المشكلة في
العلاج الخاطئ. فالعلاج بالقرآن هو أفضل وسيلة للتخلص من الأمراض
النفسية، ولكن ليس على طريقة بعض المعالجين إنما على طريقة
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فالسيرة النبوية العطرة لا تذكر لنا بأن النبي كان يخرج الجن من أجساد
أصحابه! ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقضي وقته بقراءة القرآن على
المرضى، ولم نعلم من أحاديث النبي الكريم إلا أشياء قليلة جداً حول
حوادث قرأ النبي القرآن أو دعا بدعاء محدد على أحد الصحابة لشفاء
مرض ما، وكان غالباً ما يعلم أصحابه أن يقرأوا القرآن بأنفسهم
أو يحفظوا الدعاء عنه ليعالجوا أنفسهم، لأن القرآن نزل بالأساس
لنقرأه على أنفسنا وليس على الآخرين!
فليس هناك في الإسلام مهنة اسمهما معالج بالقرآن! بل معلم للقرآن يعلم
الناس كيف يحفظوا القرآن ويستشفوا به ويطبقوا ما جاء به النبي
صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المقصود بالعلاج بالقرآن الكريم.
حالات يتم شفاؤها على يد معالجين مخلصين
لا ننكر بأن كثير من الحالات يتم شفاؤها بمساعدة معالجين ممن أخلصوا
عبادتهم لله وابتغوا من وراء هذا العمل وجه الله تعالى، ومثل هؤلاء (وهم
قلة قليلة) يقدمون خدمات جليلة ويتم على أيديهم هداية الكثيرين للإسلام
وبفضل العلاج بالقرآن أصبح كثير من هؤلاء المرضى
ملتزمين بتعاليم القرآن...
ولكن التحذير من أولئك الذين يمارسون هذا العمل بغير علم ويبتغون
عرضاً من الحياة الدنيا ويتصفون بالكذب غالباً وحب المصلحة ويدّعون
قدرتهم على الشفاء... والحقيقة نتمنى منهم أن يلتزموا بكتاب الله تعالى
ويعملون على تعليم الناس قراءة القرآن والله سيتولى رزقهم من حيث
لا يحتسبون. وأن يكون همهم هداية الناس وليس مجرد علاجهم.
تفسير كلام الجن على لسان المريض
بدأ المعالج بتلاوة الآيات القرآنية على المريض وبدأ المريض يستسلم
للمعالج حيث يأمره بالتحدث معه على لسان جني يسكن بداخله، فالمريض
وضع في تفكيره مسبقاً بأنه ممسوس من قبل الجان وأن جنياً يسكن
بداخله وهذا المعالج سيساعده على التخلص منه.
إن الحالة النفسية التي وصل إليها المريض في صراعه الطويل مع
المرض الذي أنهكه وجعله يلجأ إلى أي وسيلة للتخلص من المأساة
التي يعيشها، هذه الحالة تقوده للاعتقاد بوجود جن يسكن فيه، وينبغي
التخلص منه، وهذا الإحساس يعتبر جزءاً من حل المشكلة، ولذلك يسعى
المريض للتحدث مع المعالج ويتقمص شخصية الجني.. مع العلم أنه
لا يوجد مبرر للجن أن يسكن في إنسان، فهذا الجن لديه مشاغل ولديه
حياته الخاصة ولديه صراع مع رفاقه من الجن تماماً مثل عالم البشر.
ولذلك انتشرت عادة إخراج الجن بين شعوب العالم منذ القديم وتمارسها
كافة الطوائف الدينية، حيث يجري استغلال جهل الناس بعالم الجن، وربط
جميع الأحداث بالسحر والربط والعقد والمس... ومع أننا لا ننكر بعض
الحالات التي يسيطر فيها الشيطان على المريض، ولكن ليس لدرجة
أن يسكن جسده بل هي مجرد وساوس وتخيلات وأوهام تذهب بمجرد
أن تعتقد أن الجن ليس لديه القدرة على الدخول في أجساد الناس.
هل يستطيع الجن أن يسكن داخل إنسان؟
ليس هناك أي دليل من القرآن والسنة على دخول الجن للبشر وبقائهم
لمدة طويلة، بل الدليل الموجود أن الشيطان لديه قدرة على إغواء الناس
والوسوسة لهم وتخويفهم والسيطرة فقط على غير المؤمنين ممن يعتقد
بقدرة الجن على كل شيء... وقد يصل لحد الإشراك بالله تعالى الذي
أمرنا ألا نخشى أحداً إلا الله!
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يحاول بعض المشعوذين أن يلفقوا صوراً ويدعون بأنها حقيقية ويقولون
بأنها صورة لجني أو شبح أو روح فلان من الناس... وكل ذلك لا دليل
عليه من الناحية العلمية، ولم يتم إثبات أي صورة علمياً حتى الآن وهكذا
يؤكد العلماء أنه لم يتمكن أحد من رؤية الجن. وهذه الحقيقة أكدها القرآن
قبل ذلك بقوله تعالى عن الجان والشياطين:
}إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ
إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {
[الأعراف: 27]
وهكذا تقرر الآية حقيقة ثابتة أن الجن لا يمكن أن يتلبس المؤمن،
بل يسيطر على الكافر الذي يتولاه ويعتقد به.
أوهام ينبغي التخلص منها
معرفة وتشخيص المرض بشكل صحيح يعتبر نصف العلاج، ولذلك
التشخيص الخاطئ يقود للعلاج الخاطئ دائماً. وبالنسبة لكل من يعتقد
أنه مسحور أو ممسوس أو أن أحداً عمل له عملاً ما ليؤذيه أو أن جنياً
يطارده أو أن أحداً قادر على أن يمنعه من الزواج أو الرزق أو إنجاب
الأولاد... كل ذلك هو اعتقاد خاطئ لأن كل شيء بيد الله والله وحده
هو القادر على أن يضرك أو ينفعك.
تأمل أخي الحبيب هذه الآية العظيمة واتخذها شعاراً لك في حياتك
وبخاصة هذا العصر المظلم،
يقول تعالى:
}وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {
[يونس: 107].

رد مع اقتباس