الموضوع: حديث اليوم 16
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-20-2019, 09:02 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,517
افتراضي حديث اليوم 16

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حديث اليوم


( باب بركة السحور )

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع

عن عبد الله رضي الله عنه



( أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل فواصل الناس فشق عليهم

فنهاهم قالوا إنك تواصل قال لست كهيئتكم إني أظل أطعم وأسقى )



الشروح



قوله : ( باب بركة السحور من غير إيجاب ؛

لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه واصلوا ولم يذكر السحور )

بضم " يذكر " على البناء للمجهول ، وللكشميهني والنسفي "لم يذكر

سحور " قال الزين بن المنير : الاستدلال على الحكم إنما يفتقر إليه إذا ثبت

الاختلاف أو كان متوقعا ، والسحور إنما هو أكل للشهوة وحفظ القوة ، لكن

لما جاء الأمر به احتاج أن يبين أنه ليس على ظاهره من الإيجاب ، وكذا

النهي عن الوصال يستلزم الأمر بالأكل قبل طلوع الفجر . انتهى .



وتعقب بأن النهي عن الوصال إنما هو أمر بالفصل بين الصوم والفطر ،

فهو أعم من الأكل آخر الليل فلا يتعين السحور ، وقد نقل ابن المنذر

الإجماع على ندبية السحور ، وقال ابن بطال : في هذه الترجمة غفلة

من البخاري ؛ لأنه قد أخرج بعد هذا حديث أبي سعيد : " أيكم أراد أن

يواصل فليواصل إلى السحر " فجعل غاية الوصال السحر وهو وقت السحور

قال : والمفسر يقضي على المجمل ، انتهى . وقد تلقاه جماعة بعده بالتسليم

، وتعقبه ابن المنير في " الحاشية " بأن البخاري لم يترجم على عدم

مشروعية السحور وإنما ترجم على عدم إيجابه . وأخذ من الوصال أن

السحور ليس بواجب ، وحيث نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم –

عن الوصال لم يكن على سبيل تحريم الوصال وإنما هو نهي إرشاد لتعليله

إياه بالإشفاق عليهم ، وليس في ذلك إيجاب للسحور ، ولما ثبت أن النهي

عن الوصال للكراهة فضد نهي الكراهة الاستحباب فثبت استحباب السحور ،

كذا قال .



ومسألة الوصال مختلف فيها ، والراجح عند الشافعية التحريم . والذي يظهر

لي أن البخاري أراد بقوله : " لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه

واصلوا إلخ " الإشارة إلى حديث أبي هريرة الآتي بعد خمسة وعشرين بابا

فيه بعد النهي عن الوصال أنه : واصل بهم يوما ثم يوما ، ثم رأوا الهلال

فقال لو تأخر لزدتكم فدل ذلك على أن السحور ليس بحتم ، إذ لو كان حتما

ما واصل بهم فإن الوصال يستلزم ترك السحور سواء قلنا الوصال حرام أو

لا ، وسيأتي الكلام على اختلاف العلماء في حكم الوصال وعلى حديث

ابن عمر أيضا في الباب المشار إليه إن شاء الله تعالى . وقوله : " أظل "

بفتح الهمزة والظاء القائمة المعجمة مضارع ظللت إذا عملت بالنهار ،

وسيأتي هناك بلفظ : " أبيت " وهو دال على أن استعمال أظل

هنا ليس مقيدا بالنهار .

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس