عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-17-2013, 11:42 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الجنة و نعيمها


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير - حفظه الله - خطبتى الجمعة بعنوان :


الجنة ونعيمها


والتي تحدَّث فيها عن الجنة وعدَّد بعضًا من صفاتِها؛ فبيَّن أن الله خلقَها بيدِه،

وجعلها دارًا لأوليائِه، ومقرًّا لأصفيائِه، وحثَّ على عدم التفريطِ في هذا النعيم المُقيم

وإيثارِ الدنيا الفانِية على الآخرة الباقِية.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله، آوَى من إلى لُطفه أوَى،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له داوى بإنعامِه من يئِسَ من أسقامِه الدوا،

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه القائلُ:


( كلُّ أمتي يدخُلون الجنةَ إلا من أبَى.

قيل: ومن يأبَى يا رسول الله؟

قال: من أطاعَني دخلَ الجنةَ ومن عصانِي فقد أبَى )

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تبقَى وسلامًا يَتْرَى إلى يوم الدين.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا أيها المسلمون:


اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب،


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

[آل عمران: 102].


أيها المسلمون:


خلقَ الله الجنةَ وجعلَها دارًا لأوليائِه، ومقرًّا لأصفيائه،

وملأها من رحمته وكرامته ورِضوانِه، ورغَّبَ فيها، ودعا إليها، وسمَّاها دارَ السلام،

دارٌ لا ينفَدُ نعيمُها ولا يَبِيد، دارٌ فيها من كل خيرٍ مَزيد، قد تشوَّقَت لطالِبِيها،

وتزَيَّنَت لمُريدِيها، ونطقَت أدلَّةُ الكتاب والسُّنَّة بوصفِ ما فيها.


فيا سعادةَ ساكنِيها، ويا فوزَ وارِثِيها.


فعن أبي هريرة - رضي الله عنه :

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

قال الله تعالى :


( أعددتُ لعبادي لصالحِين ما لا عينٌ رأَت، ولا أُذنٌ سمِعَت، ولا خطَر على قلبِ بشر )

متفق عليه.


دارٌ أشرقَ بهاؤُها، وطابَ فِناؤُها، وعظُم بناؤُها، بناؤُها لبِنَةُ ذهبٍ ولبِنَةُ فِضَّة،

ومِلاطُها المِسكُ الأذفَر، وحَصباؤُها اللُّؤلؤُ والجوهَر، وترابُها الزَّعفَران،

من يدخلُها ينعَمُ ولا يبأَس، ويخلُدُ ولا يموت، لا تبلَى ثِيابُه، ولا يفنَى شبابُه.


وأولُ من يقرعُ بابَ الجنة هو نبيُّنا وسيِّدُنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -،


( فيقول له الخازِنُ: من أنت؟

فيقول: محمد

فيقول: أُمِرتُ ألا أفتحَ لأحدٍ قبلَكَ

صلَّى الله وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمدٍ )


وللجنةِ ثمانيةُ أبواب ، وإن ما بين المِصراعَين من مصارِيع الجنَّةِ

لكما بين مكَّة وهجَر، أو مكَّة وبُصْرَى.


وأولُ زُمرةٍ يدخُلون الجنةَ على صُورة القَمر ليلة البدر، والذين يلُونَهم على أشدِّ كوكبٍ

دُرِّيٍّ في السماء إضاءَةً، لا يبُولون ولا يتغوَّطُون ولا يمتخِطون ولا يتفِلُون،

أمشاطُهم الذهب، ورشحهُم المِسك، ومجامِرُهم الأُلُوَّة، لا اختلافَ بينهم ولا تباغُض،

على قلبِ رجلٍ واحدٍ، على صورةِ أبِيهم آدم ستون ذِراعًا في السماء في عرض

سبعة أذرُع، يُسبِّحون اللهَ بُكرةً وعشِيًّا.


يدخلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ جُردًا مُردًا، بيضًا جِعادًا، مُكحَّلين أبناءَ ثلاثٍ وثلاثين،

قد أشرقَ على وجوهِهم السَّناءُ والضياءُ، والجمالُ والبَهاءُ، تعرِفُ في وجوهِهم نضرةَ

النَّعيم، يُنادَون: إن لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تصِحُّوا فلا تسقَموا أبدًا،

وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرَموا أبدًا، وإن لكم أن تنعَموا فلا تبأسُوا أبدًا،

ولهم فيها من كل الثَّمرات. ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطَّلَع فبدَا سِوارُه

لطمَسَ ضوءَ الشمسِ كما تطمِسُ الشمسُ ضوءَ النجوم.


وإذا سألتُم اللهَ فاسألُوه الفِردوسَ؛ فإنه وسطُ الجنة، وأعلى الجنة، وفوقَه عرشُ الرحمن،

ومنه تُفجَّرُ أنهارُ الجنة، وأعظمُ الأنهار وأحلاها وأحسنُها نهرُ الكوثر،

جعلَه الله مكرمةً لنبيِّنا وسيِّدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، حافَّتاه قِبابُ اللُّؤلؤ

المُجوَّف، وتربتُها مِسكةٌ ذفِرَة، وحَصباؤُه اللُّؤلؤ، ماؤُه أبيضُ من اللبن،

وأحلى من العسل، آنيتُه كعَدَد النُّجوم، ترِدُه طيرٌ أعناقُها مثلُ أعناقِ الجُزُر.


وحوضُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في أرض الموقف،

عرضُه مثلُ طولِه ما بين ناحِيَتيه مسيرةُ شهرٍ، أو كما بين صنعاء والمدينة،

يشخُبُ فيه مِيزابان من الجنة، يرِدُه أهلُ الإيمان، من شرِبَ منه لم يظمَأْ بعدَه أبدًا،

وليُذادَنَّ عنه أُناسٌ غيَّرُوا وبدَّلوا وأحدَثُوا.


( وأدنَى أهل الجنة منزلةً رجلٌ يجِيءُ بعد ما أُدخِل أهلُ الجنةِ الجنة،

فيُقال له: ادخُل الجنة.

فيقولُ: أيْ ربِّ !

كيف وقد نزل الناسُ منازِلَهم، وأخَذوا أخذَاتهم؟!

فيُقال له: أترَى أن يكون لك مثلُ مُلك ملِكٍ من ملوك الدنيا؟

فيقول: رضِيتُ ربِّ.

فيقول: لك ذلك، ومثلُه، ومثلُه، ومثلُه، ومثلُه،

فيقول في الخامِسَة: رضِيتُ ربِّ.

فيقول: هذا لكَ وعشرةُ أمثالِه، ولك ما اشتهَت نفسُك ولذَّت عينُك.

فيقول: رضِيتُ ربِّ.)

رد مع اقتباس