( تأملت انفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته
ثم تأملته فرايته في الفاتحة إياك نعبد وإياك نستعين ) .
رابعا على ذكرك هنا طلب العون على الذكر :
( ما من شيء انجى للعبد من عذاب الله من ذكر الله )
( ذكر الناس داء, وذكر الله دواء )
( إي والله, فالعجب منَّا ومن جهلنا, كيف ندع الدواء ونقتحم الداء؟ )
رتب الله على الذكر فوائد عظيمة اذكر منها اربع فلا تكن من الغافلين
ورتب الله على الغفلة عقوبات عظيمة اذكر منها أيضا أربع :
( ما من شيء أنجى لابن ادم من عذاب الله من ذكر الله )
( ولا أن يضرب بسيفه في سبيل الله حتى ينقطع )
و كأنه يشير إلى حدث عظيم أن الذكر خير الأعمال وفيه من البركة
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه و سلم :
( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليلككم و أرفعها في درجاتكم
و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم
فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم?
قال صلى الله عليه وسلم : ذكر الله )
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه
( ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله )
رواه الترمذي وابن ماجه والإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في المسند
و الناس في هذه الحياة في ميدان سباق ومنافسة فبين رسول الله
ان الذاكرون هم السابقون كما في صحيح مسلم
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على جبل يقال له : جمدان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( سيروا هذا جمدان , سبق المفرِدون )
قالوا و من المفردوين يا رسول الله؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الذاكرون الله كثيرا و الذاكرات ) .
قصة الحديث أنه بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم مع ركب اذ سبق
بعض الركب و تخلف بعضهم فنبه النبي صلى الله عليه و سلم
على أن السابقين على الحقيقة هم الذين يديمون ذكر الله عز و جل
و يولعون به حتى لا يكاد يفارقهم و المراد بالمفردين الانفراد بكثرة الذكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام
و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان
غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
وهو في "السلسلة الصحيحة" 1 / 165 للألباني .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة )
وورد عند ابن خزيمة وغيره وهو في الترغيب في فضل رمضان
( و أمركم باثنتين وأنهاكم عن اثنتين فأمركم بلا اله إلا الله
فإنها لو كانت في كفه والسموات والأرض في كفه لوزنتهما
وأمركم يسبحان الله وبحمده فإنها عبادة الخلق
و بها ترزقون وأنهاكم عن الشرك والكبر )
الذكر يكفر الذنوب أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه
وإن كانت مثل زبد البحر ) .
وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ ، وَحَمَدَ اللهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ
وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
ثُمَّ قَالَ : تَمَامَ المائَةِ لا إِله إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وُلَهُ الحَمْدُ
وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)