عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-15-2010, 11:35 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

أخى المسلم

إن هذا الأسم المقدس يوحى بجلاله و جماله إلى المؤمنين
بأن يكثروا من ذكر الله به ، طلبا لما هم فى حاجة إليه
لإصلاح معاشهم و معادهم كما علمهم ربهم فى قوله جل و علا
{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
البقرة286
و ما علمنا ربنا هذا الدعاء إلا ليستجيب لنا إذا ما دعوناه به
بالضراعة و الخشوع و التذلل و الإنكسار
و قد أمرنا جل شأنه بالتسليم التام لكل ما جرى به قضاؤه و قدره
نعم هو مولانا و نحن عبيده نواصينا بيده ، ماضى فينا حكمه ، عدل فينا قضاؤه
عليه توكلنا و إليه أنبنا ، و له العتبى منا حتى يرضى
و له الحمد فى السراء و الضراء و فى الشده و الرخاء نستغفره و نتوب إليه
و نسأله من فضله العفو و العافية و حسن الختام
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخى المسلم ثانياً :-

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الوكيل هو القائم المستقل بجميع ما يحتاج إليه الموكل
و لذلك أقامه مقامه ، إما لعجزه أو لرفاهية فى نفسه
فإذا قلت و كلت فلانا فإنما معناه أقمته مقامى و لم يشعر ذلك بالعجز
و إذا قلت توكلت على فلان أشعر ذلك بالإستسلام التام فى الحال و بما لا يبلغه علمك فى المآل

فهو تفويض فى المحسوس و المعقول للوكيل الحق المستقل بجميع ما يحتاج إليه

جميع الخلق من الكفاية و الوقاية و الغياث و النصرة و الرزق و الإقامة


و الحفظ و الرعاية إلى غير ذلك من معانى التدبيرفالوكيل هو الحفيظ ، و الكفيل ،


و المقسط ، و الكافى و لو علمتم معنى الوكيل فلله فى ذلك منزلته العلياء


أربعة أحكام يختص بها و هى :-

1 - إنفراده بحفظ الخلق
2 - إنفراده بكفايتهم
3 - قدرته على ذلك
4 - إن جميع الأمر من خير و شر و نفع و ضر كل ذلك حادث بيده
فخلق الشبع و الرى ، كما خلق الهداية فى القلوب
أخى المسلم
يجب أن تعلم إن التوكل نصف الدين و النصف الثانى الإنابة فأن الدين إستعانة و عبادة
فالتوكل هو الإستعانة و الإنابة هى العبادة
و إن المؤمن الحق هو من يتفهم جيدا معنى هذا الأسم المقدس
و يحفر له فى قلبه مكانا لا يفارقه أبدا ، لأن فيه سكينته و راحته و هدايته
فهو الأسم الذى يلقى ظلاله على العقل فيمنحه رشده و يوفقه عند حده
و يمنعه من التمادى فى التفكير الجارف فى يومه و فى غده

و يحول بينه و بين عواصف الهم و الغم و الحزن و ينحى عنه أشباح الهواجس النفسية

و الوساوس الشيطانية و يجعله قادرا على تلمس المخارج من المضائق المحرجة

و يتخذ سبيله نحو مأمن يلجأ اليه و يستريح فيه من عناء الفكر المتواصل
فى أمور دبرها له خالقه و مولاه قبل أن يخلق السموات و الارض
إن أحساس المؤمن بأن الله عز و جل قد تكفل بتدبير أموره
و يجعله قادرا على التكيف مع الظروف التى يعيش فيها من غير جزع أو هلع
و يدفعه إلى مواجهة الحياة بخيرها و شرها بعزم صادق لا يعرف اليأس
و همة عالية لا يعتريها خلل أو ملل
فالله هو الوكيل الذى بيده مقاليد السموات و الأرض ، و إليه يرجع الامر كله

يدبر شئون خلقه بحكمته و يصرف أمورعباده بمشيئتة ،

ليس لأحد معه أرادة و لا خيرة


قال تعالى

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ


* وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }


القصص68-70


أخى المسلم
إذا علم العبد أنه لا خيرة له فى الأمر و لا إرادة له مع الله عز و جل
و إنه سبحانه هو العليم بما يصلح شئون خلقه ، المحمود فى فعاله ، الحكم العدل بين عباده
لا يسعه إلا التسليم و الرضا بقضائه و قدره
و التسليم و الرضا بالقضاء و القدر من أركان الإسلام

قال الحليمى
الوكيل هو الموكول و المفوض إليه علما بأن الخلق له و الأمر له لا يملك أحد من دونه شيئا

قال الخطابى

الوكيل معناه الكفيل بأرزاق العباد و القائم عليهم بمصالحهم

و حقيقته أنه يستقل بالأمر الموكول إليه و من هذا قول المسلمين حسبنا الله و نعم الوكيل

أى نعم الكفيل بأمورنا و القائم بأحوالنا

و إما الإمام القرطبى
فقد المح الإمام الجليل إلى سؤال ذكى أفترضه
فقال
إن قلت ان الله سبحانه وتعالى قد توكل وتكفل بأرزاق عباده واقامة خلقه
فما بال من يموت جوعا وعطشا
فالجواب
ان الله سبحانه و تعالى لم يقبض أحدا حتى يستوفى رزقه الذى ضمنه له ، و توكل له به
و فى الحديث
لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه
و هذا أبين من أن تحتاج إلى إكثار

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره )
و حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه
و قال أيضا صلى الله عليه و سلم
( من سعادة إبن أدم ...... رضاه بما قضى الله له
و من شقاوة إبن أدم ........ تركه إستخارة الله
و من شقاوة إبن أدم ...... سخطه بما قضى الله له )

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

أخى المسلم
إن مثل هذا الشعور يريح من عناء كثير و يزيح هموما ثقيلة
و أن الرضا بالقضاء و القدر هو التوكل فى أعلى درجاته و أرقى معانيه
و هو أيضا الإعتماد على الله و الثقة بفضله مع مباشرة الإسباب
و إتخاذ مايلزم إتخاذه من الوسائل فى درء المفاسد و جلب المنافع
فالأخذ بالأسباب لا يتنافى مع الإيمان بالقدر
بل هو من صميمه لإن لله فى خلقه سننا ينبغى أن تراعى و تتبع
و إلا تعطلت الشريعة الغراء تعطيلا تاما و سدت أمام تطبيقها الأبواب
و أننا يجب أن نعرف أننا مأمورون بتحصيل الأسباب و لسنا مكلفين بتحصيل المطالب
و أن لنا إراده حرة لا تخرج عن نطاق القدر
لا بد أن نسخرها بقدر طاقتنا فيما ينفعنا فى ديننا و دنيانا
و ذلك وفق علمنا القاصر و نظرنا المحدود
بحيث لو اخطأنا لا نلوم القدر و لكن نلوم أنفسنا
فإن الإعتذار بالقدر عند وقوع الخطأ جهل بالعقيدة و الشريعة ، و سنن الله الكونية

روى أحمد فى مسنده و النسائى فى سننه
إن النبى صلى الله عليه و سلم
( قضى بين رجلين فقال المقضى عليه حين أدبر
حسبى الله و نعم الوكيل
فقال النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ردوا الرجل على
فردوه فقال له النبى
ما قلت
قال الرجل
قلت حسبى الله و نعم الوكيل
فقال النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ان الله يلوم على العجز
و لكن عليك بالكيس العقل
فاذا غلبك أمر فقل
حسبى الله و نعم الوكيل )

أى إن العقل يستطيع بإرادة الله تعالى أن يفكر و يدبر و يتخذ القرار الحاسم
فيما ينبغى فعله و ما ينبغى تحاشيه
فإذا جاء تدبيره على غير ما كان يتوقع وجب عليه أن يستسلم للقدر
و يعلم الخير فيما أختاره الله له لا فيما أختاره لنفسه
فهو الوكيل على عباده يختار لهم الخير حيث كان
و هو أرحم بهم من أنفسهم على أنفسهم
و على المسلم إذا عجز عن أختيار ما ينفعه فى دينه و دنياه
أن يستخير الله عز و جل بالأستخارة الواردة فى صحيح البخارى
فإنها من خير الوسائل التى تحدد للعبد مساره على هدى من ربه و نور

أخى المسلم

يجب أن يتبرا العبد من الأمور و يفوضها إلى الله تعالى ليحصل له حقيقة التوحيد

و يرفع عن نفسه شغب مشقة الوجوب

أن لايستكثر ما يسأل ، فان الوكيل غنى ، و لهذا قيل
من علامة التوحيد كثرة العيال على بساط التوكل
فالمتوكل هو الذى يستجمع قواه فى طلب الخير و البعد عن الشر
مستعينا بخالقه و مولاه ، غير معتمد على الأسباب ، لإنها قد تتخلف لامر يعلمه الله
و إن المتواكل أنسان كسول خمول يدعى التوكل و ليس فيه منه ذرة
أنه أحمق لا يعلم و لا يريد أن يعلم شيئا من سنن الله فى خلقه
و لا ينظر بعين الأعتبار إلى ما حوله من الكائنات الحيه التى تسعى جاده فى طلب رزقها
فتحصله بسعيها هنا و هناك بحسب ماقدر الله لها

أخى المسلم
و نختتم شرح أسم الله الأعظم الوكيل بهذه الآيات الكريمة


( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

المائدة 23

( وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
آل عمران 122

( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )
الطلاق 3

( رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )
الممتحنة 4

( قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا )
الملك 29

وقال عز وجل لرسوله الكريم

( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ )
النمل 79

( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلً )
النساء 81

( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ )
الفرقان 58
صدق الله العلى العظيم

و صدق رسوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه


رد مع اقتباس