الموضوع: درس اليوم 4851
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-10-2020, 02:07 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,011
افتراضي درس اليوم 4851

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الدَّيَّان (04)

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:
2- ينبغي للعبدِ أَنْ يُحاسِبَ نفسَهُ قبلَ أن يُحاسَبَ،
ويستعِدَّ للقاءِ دَيَّانِ السماواتِ والأرضِين قبل مجيءِ يومِ الدِّينِ.

قال أميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: حاسِبوا أنفسَكُم قَبْلَ أَنْ
تُحاسَبوا، وزِنُوا أَنفسَكُمْ قبلَ أَنْ تُوزَنُوا، فإنَّه أَهْونُ عليكم فِي الحسابِ غدًا،
أَنْ تحاسِبوا أنفسَكُم اليومَ، وتَزَيَّنوا للعَرضِ الأكبرِ، يَومئذٍ تُعرضونَ
لا تَخْفَى منكم خَافيةٌ.

وقد وَرَدَ فِي حديثِ جابرٍ السابقِ أَنَّ الناسَ
"يُحشرون يَوْمَ القيامَةِ عُراةً غُرْلًا بُهْمًا"؛ أي: "ليس معهم شيءٌ، ثم
يُناديهم بصَوتٍ يسمعُهُ البعيدُ كما يسمعُه القريبُ قائلًا لهم: أنا الملِكُ، أنا
الدَّيانُ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهلِ النارِ أَنْ يدخُلَ النَّارَ وله عند أحدٍ من أهلِ
الجَنَّةِ حقٌّ حتى أَقُصَّه مِنْهُ، ولا ينبغي لأحدٍ مِنْ أَهلِ الجَنَّةِ أَنْ يَدخُلَ الجَنَّةَ
ولأَحدٍ مِنْ أهلِ النَّارِ عنده حقٌّ حتى أقصَّه منه، حتى اللَّطمةَ".

فسأل أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية القِصاصِ
وقد حُشروا حفاةً عُراةً بُهْمًا ليس معهم دِرْهَمٌ ولا دينارٌ؟!

فأجابهم صلى الله عليه وسلم: أَنَّ القِصاصَ يكونُ بالحَسناتِ والسّيئاتِ؛ أي:
يأخذُ المظلومُ من حسناتِ الظَّالمِ، فإنْ لمَ يكُنْ عنده حسناتٌ أُخِذ من سيئاتِ
المظلومِ فوضِعَتْ على الظالم.

ثم تلا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الآية:

{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } [غافر: 17].

قال القرطبيُّ: ولقد أَحسَنَ أبو العتاهيةَ فِي قوله حين حبسَهُ الرَّشيدُ:

أمَا واللهِ إنَّ الظُّلْمَ لُؤْمٌ
وَمَا زَالَ المُسِيءُ هوَ الظَّلومُ
إِلَى ديَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْدَ اللهِ تَجتمعُ الخُصُومُ


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس