عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-23-2013, 09:47 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي غزوة بني النضير وفيها سورة الحشر

الأخ / مصطفى آل حمد

غزوة بني النضير وفيها سورة الحشر

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في صحيح البخاري عن ابن عباس قال ‏:
(أنه كان يسميها سورة بني النضير)
وحكي البخاري، عن الزهري، عن عروة أنه قال ‏:‏
كانت بنو النضير بعد بدر بستة أشهر قبل أحد،
وقد أسنده ابن أبي حاتم في تفسيره ‏:‏ عن أبيه، عن عبد الله بن صالح،
عن الليث، عن عقيل ، عن الزهري به‏.‏
وهكذا روى حنبل بن إسحاق، عن هلال بن العلاء،
عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن مطرف بن مازن اليماني، عن معمر،
عن الزهري، فذكر غزوة بدر في سابع عشر رمضان سنة ثنتين‏.‏
‏(‏ ج/ص ‏:‏ 4/ 86‏ )‏
قال‏ :‏ ثم غزا بني النضير، ثم غزا أحداً في شوال سنة ثلاث،
ثم قاتل يوم الخندق في شوال سنة أربع‏.‏
وقال البيهقي ‏:‏ وقد كان الزهري يقول‏:‏ هي قبل أحد‏.‏
قال ‏:‏ وذهب آخرون إلى أنها بعدها وبعد بئر معونة أيضاً‏.‏
قلت ‏:‏ هكذا ذكر ابن إسحاق كما تقدم، فإنه بعد ذكره بئر معونة،
ورجوع عمرو بن أمية وقتله ذينك الرجلين من بني عامر،
ولم يشعر بعهدهما الذي معهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال ابن إسحاق‏ :‏ ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير
يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية
للعهد الذي كان صلى الله عليه وسلم أعطاهما،
وكان بين بني النضير وبين بني عامر عهد وحلف،
فلما أتاهم صلى الله عليه وسلم قالوا‏ :‏ نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت‏.‏
ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا‏ :‏ إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه –
ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جداًر من بيوتهم قاعد –
فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه ‏؟‏
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب،
فقال‏ :‏ أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرةكما قال
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه،
فيهم ‏:‏ أبو بكر، وعمر، وعلي ‏.‏
فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم،
فقام وخرج راجعاً إلى المدينة،
فلما استلبث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه،
قاموا في طلبه فلقوا رجلاً مقبلاً من المدينة فسألوه عنه،
فقال ‏:‏ رأيته داخلاً المدينة،
فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه،
فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به‏.‏
قال الواقدي‏ :‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد بن مسلمة يأمرهم بالخروج من جواره وبلده،
فبعث إليهم أهل النفاق يثبتونهم ويحرضونهم على المقام، ويعدونهم النصر،
فقويت عند ذلك نفوسهم، وحمى حيي بن أحطب
وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يخرجون،
ونابذوه بنقض العهود، فعند ذلك أمر الناس بالخروج إليهم‏.‏
قال الواقدي ‏:‏ فحاصروهم خمس عشرة ليلة‏.‏
وقال ابن إسحاق ‏:
‏ وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وذلك في شهر ربيع الأول‏.‏
قال ابن إسحاق‏ :‏ فسار حتى نزل بهم فحاصرهم ست ليال،
ونزل تحريم الخمر حينئذ، وتحصنوا في الحصون،
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل والتحريق فيها،
فنادوه ‏:‏ أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب من صنعه،
فما بال قطع النخيل وتحريقها ‏؟‏
قال ‏:‏ وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج منهم‏ :
عبد الله بن أبي، ووديعة، ومالك بن أبي قوقل، وسويد، وداعس
قد بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم،
إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم،
فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب،
فسألوا رسول الله : أن يجليهم
ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة‏.‏
‏( ‏ج/ص ‏:‏ 4/ 87‏ )‏
وقال العوفي، عن ابن عباس ‏:‏
( أعطى كل ثلاثة بعيراً يتعقبونه وسقا )
[ رواه البيهقي ]
وروي من طريق يعقوب بن محمد، عن الزهري،
عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة، عن أبيه، عن جده،
عن محمد بن مسلمة‏ :‏
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني النضير
وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال )
وروى البيهقي وغيره ‏:‏
( أنه كانت لهم ديون مؤجلة )
قال ابن إسحاق ‏:‏ فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل،
فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه،
فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر،
ومنهم من سار إلى الشام‏.‏
فكان من أشراف من ذهب منهم إلى خيبر‏ :‏ سلام بن أبي الحقيق،
وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب،
فلما نزلوها دان لهم أهلها‏.
فحدثني عبد الله بن أبي بكر
أنه حدث أنهم استقبلوا بالنساء والأبناء والأموال،
معهم الدفوف والمزامير والقيان،
يعزفن خلفهم بزهاء وفخر ما رؤي مثله لحي من الناس في زمانهم‏.‏
قال ‏:‏ وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم –
يعني : النخيل والمزارع - فكانت له خاصة يضعها حيث شاء،
فقسمها على المهاجرين الأولين دون الأنصار،
إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكرا فقراً فأعطاهما،
وأضاف بعضهم إليهما الحارث بن الصمة‏.‏ حكاه السهيلي‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان وهما ‏:‏
يامين بن عمير بن كعب بن عم عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب،
فأحرزا أموالهما‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ فأنزل الله فيهم سورة الحشر بكمالها،
يذكر فيها ما أصابهم به من نقمته، وما سلط عليهم به رسوله،
وما عمل به فيهم ‏.‏ ثم شرع ابن إسحاق يفسرها،
وقد تكلمنا عليها بطولها مبسوطة في كتابنا التفسير، ولله الحمد‏.‏
قال الله تعالى ‏:‏
‏{ ‏سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ
فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ
وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍأَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ‏}‏
‏[‏ الحشر‏ :‏ 1 - 5 ‏]‏‏.‏( ‏ج/ص‏ :‏ 4/ 88‏ )‏

رد مع اقتباس