هل يجوز تخيير الصغير بعد إنتهاء سن الحضانة ؟
تخيير الصغير بعد إنتهاء سن الحضانة
إذا استغنى الصغير عن حضانة آمه وأمكنه الإعتماد على نفسه
فى إعداد طعامه وشرابه وفراشه وملابسه وغير ذلك
كان لأبيه الحق فى إنتزاعه من حاضنته
فإن شاء أخذه وإن شاء تركه معها .
فإن تنازعا فيه فادعى كل واحد منهما أن مصلحة الصغير فى بقائه معه
خير القاضى الصغير فإن اختار أمه بقى معها
وإن إختار أباه ذهب إليه .
روى أبو داود عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
( سمعتُ امرأةً جاءت إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
يا رسولَ اللهِ إنَّ زوجي يريد أن يذهبَ بابني وقد سقاني من بئرِ أبي
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : استهِما عليه
فقال زوجُها : من يُحاقِّني في ولدي
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : هذا أبوكَ وهذه أمُّكَ
فخُذ بيدِ أيِّهما شئتَ فأخذ بيدِ أُمِّه فانطلقَتْ به )
وقضى بذلك عمر وعلى وشريح وهو مذهب الشافعى والحنابلة
الأب أحق به من أمه إذا استغنى عنها
ولا يخير الصغير لأنه لا يدرى أين تكون مصلحته
وربما اختار من يدللــه ويهمل تأديبه وتهذيبه والأصح الذى يوافق الشرع .
إن المعتبر فى ذلك مصلحة الصغير فإن كان الأب احفظ له من الأم
وإن كانت احرص على مصلحته وأصون له من الأب قدمت عليه
فإذا كانت الأم تتركه فى المكتب وتعلمه القرآن
و الصبى يؤثر اللعب ومعاشرة أقرانه وأبوه يمكنه من ذلك
فإنها أحق به بلا تخيير ولا قرعة وكذلك العكس
ومتى أخل احد الأبوين بأمر الله ورسوله فى الصبى وعطله
والآخر مراع له فهو أحق وأولى به .
تنازع أبوان صبياً عند بعض الحكام فخيره بينهما فاختار أباه
فقالت له أمه اسأله لأى شئ يختار أباه
أمى تبعثنى كل يوم للكتاب والفقيه يضربنى
وأبى يتركنى للعب مع الصبيان فقضى به للأم
إذا ترك أحد الأبوين تعليم الصبى وأمره الذى أوجبه الله تعالى عليه
فهو عاص ولا ولاية له عليه
بل كل من لم يقم بالواجب فى ولايته فلا ولاية له
إذا المقصود طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان .
هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات