عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-05-2019, 07:53 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي الأصحاب في القرآن (10)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأصحاب في القرآن (10)


14- صاحب الجنتين



- وهما صاحبين أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد جعلنا للكافر حديقتين

من أعناب ، وأحطناهما بنخل كثير، وأنبتنا وسطهما زروعًا مختلفة نافعة .

وقد أثمرت كل واحدة من الحديقتين ثمرها، ولم تُنْقِص منه شيئًا،

وشققنا بينهما نهرًا لسقيهما بسهولة ويسر. وكان لصاحب الحديقتين

ثمر و أموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث ،

و الغرور يملؤه : أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا . و دخل حديقته،

وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث ، و شكه في قيام الساعة،

فأعجبته ثمارها و قال : ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة،

وما أعتقد أن القيامة واقعة ، و إن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها

المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا

ومردًا؛ لكرامتي و منزلتي عنده . قال له صاحبه المؤمن ، و هو

يحاوره واعظًا له : كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة

الأبوين ، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخَلْق؟ وفي هذه المحاورة دليل

على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم. لكن أنا لا أقول

بمقالتك الدالة على كفرك، وإنما أقول: المنعم المتفضل هو الله ربي

وحده ، ولا أشرك في عبادتي له أحدًا غيره . وهلا حين دخَلْتَ حديقتك

فأعجبتك حَمِدت الله، و قلت : هذا ما شاء الله لي ، لا قوة لي على

تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن

يعطيني أفضل من حديقتك ، و يسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على

حديقتك عذابا من السماء ، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم،

ولا ينبت فيها نبات ، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض،

فلا تقدر على إخراجه . و تحَقَّقَ ما قاله المؤمن، ووقع الدمار بالحديقة،

فهلك كل ما فيها ، فصار الكافر يُقَلِّب كفيه حسرةً وندامة على ما أنفق فيها ،

و هي خاوية قد سقط بعضها على بعض ، و يقول : يا ليتني عرفت

نِعَمَ الله وقدرته فلم أشرك به أحدًا . و هذا ندم منه حين لا ينفعه الندم .

ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به ،

و ما كان ممتنعًا بنفسه و قوته . في مثل هذه الشدائد تكون الولاية

و النصرة لله الحق ، هو خير جزاءً ، و خير عاقبة لمن تولاهم

من عباده المؤمنين .



التفسير الميسر

قال الله تعالى :

1 - { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }

الكهف34



قال الله تعالى :

2 - { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن

نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }

الكهف37





رد مع اقتباس