عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-23-2016, 08:37 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي

١
��فقه الحسن في اسم الله الصــــمد��


��ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الصمد.


��ورد اسمه سبحانه (الصمد) مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله جل وعلا:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} [الإخلاص: 1، 2].


��وجاء ذكره في السُّنَّة النبوية أيضًا كما في الحديث الذي رواه عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله سمع رجلاً يقول: "اللَّهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"، فقال : (لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب)


��الله تبارك وتعالى هو الصمد .. ��السيد المطاع الذي لا يُقضى دونه أمر ..
��السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج .. الذي لا أحد فوقه ..
��السيد الذي يُصمد إليه في الأمور .. ويُقصد في الحوائج والنوازل ..
��السيد العظيم الدائم الباقي الذي لا يفنى .. الذي يلجأ إليه وحده عند الشدائد والحاجات.


��وهو سبحانه الصمد الذي تقدس وتنزه عن صفات الخلق، الذي:
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 3، 4].


��وهو سبحانه الصمد العظيم، القادر على كل شيء، وليس في الوجود صمد سواه، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد.


��وهو سبحانه الصمد الذي قد كمل في سؤدده .. العظيم الذي قد كمل في عظمته .. الحليم الذي قد كمل في حلمه .. الغني الذي قد كمل في غناه .. الجبار الذي قد كمل في جبروته .. العالم الذي قد كمل في علمه .. الحكيم الذي قد كمل في حكمته .. الصمد الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد.


��له سبحانه الأسماء الحسنى، والصفات العلا كما قال سبحانه:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } [طه: 8].


��والله عزَّ وجلَّ هو الصمد الباقي الدائم الذي لا يفنى ولا يزول، الأول بلا ابتداء، الدائم بلا انتهاء كما قال سبحانه عن نفسه:
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3].


��والأحد والصمد اسمان من أسماء الله عزَّ وجلَّ، يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بصفات الكمال.


��فالأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره،
��والصمد يشعر بجميع صفات الكمال، لأنه الذي كمل في سؤدده.


��والله سبحانه هو المستحق أن يكون هو الصمد دون سواه؛ لأن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه، وليس أحد يصمد إليه كل شيء، ولا يصمد هو إلى كل شيء، إلا الله تبارك وتعالى.


��وقد اشتملت سورة الإخلاص على اسمين من أسماء الله الحسنى (الأحد والصمد)
��وهما يتضمنان جميع صفات الكمال، ولم يوجدا في غيرها من السور ولذلك كانت تعدل ثلث القرآن.


��فيجب على العبد أن يعلم أن الله هو الأحد الصمد وحده لا شريك له، فلا يقصد بعبادته غيره، ولا يلجأ في حوائجه إلا إليه.


❕فواعجباً من غفلة العباد عمن لا يغفل عن برهم والإحسان إليهم، كما قال سبحانه:
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الأنعام: 14].


❕وواعجباً من إعراضهم عن ربهم، وتعلقهم بعبادة ما سواه، كما قال سبحانه:
{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ } [الزمر: 64].


فواحسرتاه .. ماذا تفعل الشياطين ببني آدم، حتى اجتالتهم عن دينهم، وزينت لهم سوء أعمالهم:
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].


��موسوعة فقه القلوب ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



٢
��تابع فقه الحسن في اسم الله الصمد��


قال الله تعالى{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } [ الإخلاص / ١ – ٤ ] .


��الله عز وجل هو الصمد الذي صمدت إليه جميع المخلوقات ،
�� وقصدته كل الكائنات، المقصود عند الحوائج ، المقصود إليه عند الرغائب ،السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر .


��هو الواحد الأحد الصمد الذي صمد لجميع حوائج الخلق، الكامل في السؤدد والشرف والغنى والكرم، مالك الحاجات، ومفرج الكربات ، ومجيب الدعوات
{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ){ [النمل/٦٢].


◽️هو الصمد الذي تقصده جميع الخلائق عند النوائب والكريهات، وتستغيث به إذا مسها الضر والمشقات، وتضرع إليه عند الشدائد والكربات:
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }[النحل/٥٣].


��هو سبحانه الأحد الصمد الحي الذي لا يموت ، الأول فليس قبله شيء ، والآخر فليس بعده شيء , الغني عن كل أحد , القادر على كل أحد ، الذي يحتاج إليه كل أحد .


�� لم يتقدمه والد كان عنه، ولم يتأخر عنه ولد يكون عنه ، وليس كمثله شيء , هو الواحد الأحد الصمد الذي له وحده الأسماء الحسنى، و الصفات العلى :
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) [الإخلاص/١–٤].


◽️وهو سبحانه الملك الأحد الصمد السيد الذي كمل في سؤدده ،
◽️ العظيم الذي كمل في عظمته ،
◽️ الغني الذي كمل في غناه ،
◽️ القوي الذي كمل في قوته ،
◽️ الرحمن الذي كمل في رحمته ،
◽️ الجبار الذي كمل في جبروته ،
◽️ العليم الذي كمل في علمه ،
◽️ الحكيم الذي كمل في حكمته ، لا إله غيره ، ولا رب سواه :
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [ الأنعام/١٠١-١٠٢].


��فسبحان الأحد الصمد الذي تصمد جميع المخلوقات إليه ، وتتوجه إليه ,
��وتخضع لعظمته وهيبته ، وتسرع إلى إرادته ، وتقف ذليلة صاغرة بين يديه :
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [هود/٥٦] .


��نسأل الله الهداية لما يرضيه والتسديد إلى محابه ،
��فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) } [ الفاتحة / ٢ – ٧ ] .


��كتاب التوحيد فقه أسماء الله الحسنى��
��جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



٣
��تابع فقه الحسن في اسم الله الصمد��


��اصمد إلى ربك العظيم ، واقصد بنفسك إليه ، وتوجَّه إليه ،


��وفــرِّغ قلبك من ذكر كل شيء إلى ما قصدت إليه وهو ربك الكريم :
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) } [ الزمر/٦٥-٦٦].


��ثم اطلب حوائجك من ربك الأحد الصمد ،
�� وأعظمها قدراً طلب معرفته بأسمائه وصفاته ،
��والعلم بآياته ومخلوقاته , ومعرفة حكمتها ,
��والحق الذي خلقها به ,
ينشرح صدرك بالإيمان ,
ويمتلئ قلبك بالتوحيد وتبرأ لسانك من الشرك :
{ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) [ الأنعام /78 - ٧٩ ] .


��ثم أطلق بصرك في ملكوت السماوات والأرض، وانظر إلى الشمس والقمر والنجوم ،
��وانظر إلى الجماد والنبات والحيوان ، وانظر إلى السحب والجبال والبحار والذرات ،
��لتعلم عظمة ربك وعظمة ملكه وسلطانه ،
��وتعلم أن ما تعلمه من مخلوقات الله بالنسبة لما لا تعلمه كالذرة بالنسبة للجبل :
{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ الزمر/٦٧].


��ثم اجمع العالم كله في عقلك تراه كسفينة صغيرة مشحونة في بحر عظيم واسع ,
��والواسع العظيم الكبير قاهر له ، محيط به :
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }[ الأنعام / ١٠٢ ] .


��ثم أعد النظر متفكراً في ملكوت العالم العلوي والسفلي تراه قائماً بأمر ربه ،
��يمسكه الله بقدرته ، ويحركه بقوته ، يطيع من خلقه ,
��ويصمد لمن هداه , ويشهد بتوحيده , ويسبح بحمده :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)} [ النور /41 – 42 ].


��ثم أعد النظر تبصر الملكوت ببصيرتك قائماً لمن توجه إليه , صامداً لمن أقبل عليه ,
��خاشعاً لربه , مستسلماً لأمره ,
��لا يتحرك من ذاته , ولا يعمل من تلقاء نفسه ,
��بل بإذن ربه القوي العزيز :
{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } [ الرعد / ٢ ] .


��ثم أعد النظر مرة أخرى ترى الكون بأجمعه متحداً بين يدي الواحد الأحد الصمد،
��وكل ما فيه سامع مطيع لربه , خاشع لعظمته , مستجيب لأمره ، مسرع إلى إرادته :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }[ الحج/١٨].


��كلٌّ يسبح ربه بلغته في جهته ، ويحمده في مقامه ، ويوحده في عبادته ،
كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه وعمله من العرش العظيم إلى أصغر ذرة تحت الأرض.


��كـلٌّ يسبح ربه ويحمده ويوحده ويكبره بألسنة شتى ،
على عدد الخلائق كلهم من صغير وكبير ،
وعال وسافل , ورطب ويابس ، وناطق وصامت :
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }[ الجمعة/١].


��كلٌّ عابد لله في إسلامه إليه، مصلياً في جميع أحواله لديه، ومسجده موضع قيامه بين يديه ,
قبلته العرش الكريم , والبيت المعمور , والبيت العتيق ,
ومعبوده العلي العظيم :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}[ النور / ٤١ ] .


��فابكِ يا عبد الله على جهلك وتقصيرك وقلة حيائك , وأكثِـر من الحمد والاستغفار:
{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }[طه/١١٤].
وسل الله المزيد من فضله، وسارع إلى الخيرات،
��وابكِ على الغفلة التي قطعتك عن ربك، والجهل الذي حجبك عن تسبيح مولاك،
��وتقدم بنفسك إلى صفوف العابدين المسبحين بحمد ربهم في كل حين
{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [الإسراء/٤٤].


��كتاب التوحيد فقه أسماء الله الحسنى��
��جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة







٤
��فقه التعبد لله عز وجل باسم الله "الصمد" ��


��اعلم أن ربك هو الواحد الأحد الصمد الذي صمد لجميع حوائج الخلق ، الذي تصمد نحوه القلوب بالرغبة والرهبة ؛ لكثرة خصال الخير فيه ، وكثرة الأوصاف الحميدة له :
{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ غافر/٦٥].


��هو الغني القادر الذي كل شيء له، وكل شيء خزائنه بيده:
{ سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ يونس / ٦٨ ] .


��فداوم على طاعة مولاك الصمد، واصمد إليه في جميع أمورك، ولا تلجأ إلا إليه، ولا تصرف عبادتك إلا له، ولا تطلب حاجتك إلا منه، ولا تستعين إلا به، ولا يكون توكلك إلا عليه ، ولا تلتفت إلى أحد سواه :
{وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ هود / ١٢٣ ].


��واصمد إليه بوجهك وقلبك وبدنك، واسأله ما شئت من خيري الدنيا والآخرة ، فهو وحده الغني الكريم الذي بيده خزائن كل شيء :
{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [ الحجر/٢١].


��والزم عبادة ربك الصمد ، وإن اعترض دون ذلك معترض من هوى أو غيره فكابده ، واصطبر على ما به أُمرت ، تنال به ما وعدك ربك :
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [ مريم / ٦٥ ] .


��وإياك أن تتوجه بشيء من أمرك إلى سواه ، وخذ بالأسباب المشروعة وقلبك معلق بالله وحده لا شريك له :
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [ التغابن / ١٣ ] .


�� وتوكل على الله وحده، وإلا حرمك بركة هذا الاسم الكريم، وخيَّب آمالك , وأبطل رجاءك :
{ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{105} وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ{106} [ يونس/١٠٥-١٠٦].


��واعلم رحمك الله أنه لا يصحبك في أخراك إلا عملك في دنياك.
��فأحسِن العمل
��وأحسن إلى نفسك
��وأحسن إلى الناس
��وحاسب نفسك
��وانتظر الارتحال إلى دار مقرك ، والقدوم على مولاك العليم الخبير:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [الحشر / ١٨ ] .


��وإذا أقامك الله مقاماً تكون فيه ملجأً للملهوف وغياثاً للمكروب في جاه أو رئاسة أو ذات يد ، فصدقت وبررت وأحسنت فقد أخذت من مقتضى هذا الاسم العظيم بحظ وافر، وكنت من المفلحين المتقين :
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5} [ البقرة/٣- ٥] .


��كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى ) ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


٥
�� حظ المسلم من اسم الله "الصمد "��


توجه في جميع أمورك إلى ربك الصمد وحده ، ولا تسأل الفقير المحتاج ،
�� وقف بباب الملك الصمد ، قاضي الحاجات كلها للخلائق كلها يعطيك مرغوبك ، ويغفر ذنوبك.


��وتقرب إلى ربك العظيم بما يحب يكرمك يوم تلقاه بما تحب :
{ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } [ الفتح / ١٧ ] .


��وتوسل إلى ربك عند سؤاله بما تعرفه من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ، واقصده في بيوته ، واعتكف في مواطن محابه يكرمك بالخلود في قصور جناته
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [ القصص / ٧٧ ] .


��واجعل نفسك مقصوداً من قبل الناس للمنافع والخيرات ، معيناً لهم على قضاء حوائجهم ابتغاء مرضاة الله :
{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء/١١٤].


��أنفق من علمك على جاهلهم ،
��وأنفق من مالك على فقيرهم ،
��وأكرم أشرافهم ، وأحسن إلى ضعفائهم ، وأصلح فيما بينهم ،
��فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ابتغاء وجهه ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه :
{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [ المائدة/٢].


��واعلم أن أحب الأعمال إلى الله بعد التوحيد سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تزيل عنه هماً .


��فافتح قلبك ووقتك وبيتك ومالك للناس يحبك الله والناس , وتفوز بمغفرة الذنوب وجنة الخلود :
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{133} الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{134} [ آل عمران/133 – ١٣٤ ] .


{ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [ الممتحنة / ٤ ] .


{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [ النمل/١٩].


��« اللَّهُمّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ ، وَبِكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»متفق عليه .


��« اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنزَلْتَهُ في كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي »أخرجه أحمد .


��اللهم طهر قلوبنا من النفاق ، وطهر أعمالنا من الرياء ، وطهر ألسنتنا من الكذب ، وطهر أعيننا من الخيانة ، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم أغننا بحلاك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، يا أرحم الراحمين .


��كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى ) ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



��بسم الله الرحمن الرحيم ��


����لقاء ����


��شرح اسم الله "الصــــمد" ��


��لفضيلة الشيخ��
��محمد بن إبراهيم التويجري��
��حفظه الله��


��رابط الدروس على اليوتيوب��
������
����اللقاء الأول





����اللقاء الثاني



�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
�� تم بحمد الله الدرس الأول

رد مع اقتباس