( الحلقة رقم : 738)
{ الموضوع الثامن الفقرة 15 }
( أحكــام الزكاة و المال )
أخىالمسلم
ماهوالمعدن؟؟
المعدن هو كل ما خلقه الله فى باطن الأرض
مثل الذهب و الفضة و النحاس و الكبريت و البترول و غيرها
و قد سُمى معدن لأنه يعدن فى الأرض بمعنى يقيم فيها
و قد سميت جنات عدن بذلك لإقامة المؤمنين فيها
و قد أختلف الفقهاء فى المعادن هل تجب فيها الزكاة جميعا
أو تجب فى الذهب و الفضة فحسب ؟؟
و هل يشترط فيها النصاب أو لا ؟؟
وغير ذلك من المسائل الفرعيه
ماذاقالالأمامأحمد
تجب الزكاة فى جميع أنواع المعادن إن بلغت نصاباً بنفسها أو بقيمتها
و النصاب هو عشرون مثقالا ذهبا أو ما يساوى نحو ستة و ثمانون جراما
ـو مائتى درهم فضة أو ما يساوى منها ستمائه و أربعة و عشرون جراما
و من أدلة الإستدلال
قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ
وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ
وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }
البقرة 267
فكل ما خرج من الأرض فيه زكاة لعموم هذه الآية الكريمة
ماذاقالمالكوالشافعى
تجب الزكاة فى معدن الذهب و الفضة فقط
أذا بلغت نصابا فى الحال دون أنتظار الحول
لأن الحديث إنما قال
فى الركاز الخمس
و الركاز غير المعدن فهو ما دفنه الجاهليه من الذهب و الفضة
لهذا يجب قصر الزكاة عليهما دون سائر المعادن
أخىالمسلم
هلتجبالزكاةفيمايخرجمنالبحر؟؟
يرى جمهور العلماء أنه لا زكاة فيما يخرج من البحر
مثل اللؤلؤ و المرجان و العنبر و السمك
ماذاقالأحمدبنحنبل؟؟
يرى الأمام أحمد أن فيه الزكاة
لأنه خارج من معدن
أى يشبه المكان الذى تخرج منه المعادن التى وجبت فيها الزكاة كالذهب و الفضة
فما يخرج من البحر عنده كالذى يخرج من البر فكله يسمى معدن
و قد تم تعريف المعدن و هو ما عدن فى الأرض أى ثبت و أستقر فيها
و يحكى عن عمر بن عبد العزيز أنه أخذ من العنبر الخمس
و هذا قول الحسن و الزهرى
ماذاقالابنقدامهفىالمعنى؟؟
قال أبن قدامة دليلنا هو
أن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما قال
[ ليس فى العنبر شئ انما هو شئ القاه البحر ]
و الحديث رواه أبو عبيدة
و لأنه قد كان يخرج على عهد رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
والخلفاء الراشدين فلم يأت فيه سنة عنه و لا أحد من خلفائه من وجه يصح
و لأن الأصل عدم الوجوب فيه
و لا يصح قياسه على معدن البر
لأن العنبر أنما يلفيه البحر فيوجد ملقى فى البر على الأرض
من غير تعب فأشبه المباحات المأخوذة من البر
و أما السمك فلا شئ فيه بحال فى قول أهل العلم كافة
و الصحيح أن هذا لا شئ فيه
لأنه صيد فلم يجب فيه زكاة كصيد البر
لأنه لا نص و لا إجماع على الوجوب فيه
و لا يصح قياسه على ما فيه الزكاة فلا وجه لإيجابها
رأىالكاتب
أذا تاجر المسلم فى هذا الخارج من البحر
و حال عليه الحول وجبت فيه زكاة التجارة إذا بلغت نصاباً
أخىالمسلم
بهذا نكون قد أنتهينا بفضل الله تعالى
من الزكاة بجميع الحالات
إن شاء الله تعالى
و فى الحلقة القادمة سنتحدث عن مصارف الزكاة
نسأل الله أن تكونوا بكل الخير
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
حـكـمـة الـيـوم
أخىالمسلم
قال أحد الصالحين
رأيت فى المنام حورية و هى تقول :
أنا لك و أنت لى
قال :
بقيت نحو شهرين أو ثلاثة لا أستمع لمخلوق كلاما
إلا تقيأت لطيب كلامها
اخىالمسلم
كفاك من الإدبار أن تفتح عينيك فى هذه الدار
قال تعالى
{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }
الحجر 88
صدق الله العظيم
و قد قدر لك الصحة و المرض و الغنى و الفقر و الفرح و الحزن
حتى تعرفه بأوصافه
و أعلمأخىالمسلم
من صحبك يوما أو يومين و لم ير منك نفعا تركك و صحب غيرك
و أنت تصحب نفسك أربعين سنة و لم تر منها نفعا
فقل لها أرجعى يانفس إلى رضا ربك
طالما وافقتك فى الشهوات فتبدلى بعد البطالة بالإشتغال بالله
و بعد الكلام بالصمت
و بعد الوقوف بالحارات الجلوس بالخلوة
و بعد الأنُس بالمخلوقين الأنُس بالخالق
و بعد قرناء السوء معاشرة أهل الخير و الصلاح
أجعل أحوالك على ضد ما كنت عليه
أجعل بدل السهر فى معصية الله السهر فى طاعة الله
و بعد الأقبال على أهل الدنيا
الإعراض عنهم و الإقبال على الله
و بعد الإصغاء لكلامهم
الإصغاء و الإستماع لكلام الله عز و جل
و بعد الأكل بالشره و الشهوة
الأكل القليل الذى يعينك على الطاعة
قال تعالى
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
العنكبوت 69
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود