و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ
وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ
وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا
وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما )
وروى ابن ماجه عن ابى هريره رضى الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( خيرُ بيتٍ في المسلمينَ بيتٌ فيه يتيمٌ يُحْسَنُ إليْهِ ،
وشرُّ بيتٍ في المسلمينَ بيتٌ فيه يتيمٌ يُساءُ إليْهِ )
حديثنا اليوم عن : إستكمال حكم الأكل من مال اليتيم
يجوز للفقير أن يأكل من نتاج مال اليتيم وليس من أصله
فينتفع بركوب دابته مثلاً والشراب من لبنها وبما تبقى من طعامه
بحيث لو بقى له وجبة أخرى لتلف
ونحو ذلك من الأشياء التى لا تضر بأصل المال
ولا تنقص من قدره وقيمته .
المراد أن يأكل الوصى بالمعروف من مال نفسه
حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم فيستعفف الغنى بغناه
والفقير يقتر على نفسه حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم .
وهذا من أحسن ما روى فى تفسير الآية
لأن أموال الناس محظورة ولا يطلق شئ منها إلا بحجة قاطعة .
إلى أنه إذا كان لليتيم مال كثير يشغل وليه عن كسب قوته
بسبب القيام بصيانته والإتجار فيه ونحو ذلك
جاز له أن يأخذ من ماله أجره عمله بالمعروف
ما دام محتاج إليها ويستحب أم يكل تقديرها
لأهل الحل والعقد من الصالحين المحيطين به وهذا القول جدير بالإعتبار .
القول بأن ما يأخذه الفقير من مال اليتيم
فهو القول الذى تطمئن إليه النفس بحق
هل يجوز إختبار اليتيم قبل تسليم ماله إليه ؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .