عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-15-2010, 11:49 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي


أخى المسلم ثانياً :-



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخى المسلم

أعلم ان الباقى هو الذى لا ينقطع وجوده أبداً
و هو واجب الوجود لذاته و لكنه إذا أضيف إلى الذهن كان أتم للإستقبال فيسمى باقياً
و إذا أضيف إلى الماضى يسمى قديماً
و الباقى هو الذى لا ينتهى تقدير وجوده فى الماضى
و يعبر عنه أنه أول و أنه أزلى
و الواجب الوجود بذاته يتضمن جميع ذلك

و إنما هذه بحسب أضافتها إلى الماضى و المستقبل و المتغيرات

لأنها عبارات عن الزمان و لا يدخل إلا فى التغيير و الحركة
لأن الحركة بذاتها تنقسم إلى ماضى و مستقبل
و المتغير يدخل فى الزمان إما بواسطة التغير فمن أجل التغيير بالحركة

فليس فى زمان و ليس فيه ماضى و مستقبل فلا يتصل فيه القدم على القائل

بالماضى و المستقبل

و فيه أمور مستوجبة فى وقت لا بد فيه و يحدث شيئا بعد شئ

حتى ينقسم إلى ماضى قد مضى و أنقطع

و إلى مستقبل و هو ما يتوقع تجدده و لا إنقضاء و لا زمان
فكيف و هو الحق تعالى قبل الزمان لم يتغير من ذاته شئ قبل خلق الزمان
و لم يكن للزمان عليه جريان و يبقى بعد الزمان على ما هو عليه
و لهذا ابعد من قال أن البقاء صفة زائدة عن ذات الباقى
و أبعد من قال البقاء وصف زائد على ذات القديم

أخى المسلم

يجب أن تعلم أن أسماء الله الحسنى لها أسرار جلية يدركها العقل

من غير إعمال فكر و لا إنعام نظر

و أسرار خفية لا يدرك شيئا منها إلا بنور البصيرة و هو قبس من أنوارها
فاذا داوم المؤمن على ذكر الله عز و جلّ بأسم منها
لاحت له بعض أسراره ففهم من معانيه ما يثبت الإيمان فى قلبه
و يعينه على القيام بواجب العبودية على النحو الذى يحبه ربه و يرضاه
و أن معنى أسم الله الباقى
هو البقاء الأبدى السرمدى الذاتى
هو الدائم الوجود بذاته لا بسبب و لا بواسطة
إن الله عز وجل هو الباقى بعد فناء الخلق
و إن بقاءه نابع من ذاته لم يعتمد على أحد سواه فى أمره كله
و لم يكن له أمل فى شئ من متاع الدنيا لأن متاعها زائل و لأنه تاركها بعد قليل
فان العمر مهما طال فأيامه قصيرة

فقال سبحانه و تعالى و هو الصادق فى قيله :

بسم الله الرحمن الرحيم

( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾


خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾


وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ


إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )


هود 106- 108



( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾


إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَدًا )


الكهف 23- 24



( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا )


الفرقان 58



( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَۘ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )


القصص 88




( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )


الرحمن 26 - 27


صدق الله العظيم

تتحدث الآيات السابقة الكريمة عن أن أهل النار خالدون مخلدون فيها أبداً

ما دامت سماوات الآخرة و أرضها قائمة بمشيئة الله تعالى

و أن أهل الجنة خالدون فيها مخلدون لا يخرجون منها بمشيئة الله جلّ و علا
أى أن دوامهم ليس أمراً واجباً بذاته ، بل موكول إلى مشيئته تعالى
و قد جاء الإستثناء فى الآية للتثبيت و التأكد و الدلالة على الإستمرار

و بهذا الإستثناء يعلمنا الله عز و جلّ أن نسند كل شئ لمشيئته ،

تأدباً معه جلّ شأنه

و أن التوكل على الله هو الإعتماد عليه و الثقة بفضله مع الأخذ بالأسباب المشروعة
و وصف الحى فى الآيه بعدم الموت تعريض بمن يموت
و تحريض للنبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و سائر المؤمنين
على ترك الإعتماد على كل من شأنه أن يموت
و التوكل على الحى الباقى الذى لا يتخلى عن عباده أبداً
و هو أرحم بهم من أنفسهم على أنفسهم
فليس من العقل فى شئ ان يعتمد المرء على من لايملك لنفسه نفعاً و لا ضراً
و لا يقدر على دفع الموت متى نزل به
و هو عاجز كل العجز عن الخروج من قضاء الله و قدره
فالتعبير بالوجه عن الذات دليل على بقاء الذات بكل مالها من صفات
و فيه ترغيب للمؤمنين فى النظر إلى وجهه الكريم فى الجنة
و فى العمل الذى يحقق لهم ذلك المقصد الأسمى
و الله جلّ جلاله قد وعد المؤمنين بتحقيق هذا يوم القيامة
لمن سلم قلبه من الشرك و خلا تماماً من حب الدنيا
قال بعض الحكماء
لو كانت الدنيا من ذهب يفنى ، و الآخرة من خزف يبقى
لوجب على العاقل أن يزهد فى الذهب الفانى ، و يرغب فى الخزف الباقى
فكيف و الدنيا مدرة و مآلها إلى الفناء

قال الشاعر
لا تغرنك دنيا أقبلت أنها لم تنشأ إلا للفناء

و إذا حققت فى المقال علمت أنك خلقت للبقاء لا للفناء

و إنما تنقل من دار إلى دار بعملك فأعقل من أنت ، و عبد من أنت ،

و لما خُلقت و ما الذى أُريد منك

لقد أهلت لأمر عظيم و مقام كريم لا يفنى إن عملت له و إن جعلته عنك بظهر و رغبت عنه
فأعلم أنك لابد باق فى عذاب أليم لا يبيد و لا يفنى
لا تموت فيها و لا تحيا
فالله الله فى نفسك إلتى لا نفس لك سواها
فعليها و الله تدور هذه الدوائر بوعد حق و أمر محكم
فأضرع إلى ربك و سله به لا بسواه
أن يغفر لك ذنوبك و يبقى عليك ما يقربك إليه
فانه لايرد من لجأ اليه

أخى المسلم
نختتم هذا الشرح البسيط بتلك الأبيات الشعرية
لم يزل مولى عظيما قبل تعظيم العباد
فى بقاء مستمر جلّ عن حد النفاد
فى جـلال و علو و نوال و أياد
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أخى المسلم
نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط
و نسأل الله تعالى من فضله العظيم العفو عن تقصيرنا أجمعين
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صيغة من صيغ الصلاة على النبى
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
إن أنت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات
و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات

اللهم رب الحلال و الحرام و رب المشعر الحرام
ورب البيت الحرام و رب الركن و المقام
أبلغ لسيدنا و مولانا محمد منا السلام
اللهم صلَّ على سيدنا و مولانا محمد سيد الأولين و الأخرين
اللهم صلَّ على سيدنا و مولانا محمد فى كل وقت و حين
اللهم صلَّ على سيدنا و مولانا محمد فى الملأ الأعلى إلى يوم الدين
اللهم صلَّ على سيدنا و مولانا محمد حتى ترث الأرض و من عليها و أنت خير الوارثين
اللهم صلَّ على سيدنا محمد النبى الأمى و على آل محمد
كما صليت على سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد
و بارك على محمد النبى الأمى كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد

و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس