عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-05-2013, 10:10 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

معاشر الحُجَّاج، معاشر المسلمين :
وليزدادَ منكم العجَب فانظُروا رحمةَ نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم –
وعفوَه وتسامُحَه، وهم قدوتُنا وأُسوتُنا،
عفوُه وتسامُحه فيمن آذاه واعتدَى عليه وظلمَه.
انظُروها فيما جاء في خبر "الصحيحين":
( قام أعرابيٌّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
بالسَّيف وهم نائمٌ تحت الشجَرة،
فقال: من يمنَعُك مني يا محمد؟
قال: الله - عز وجل فسقَطَ السَّيفُ من يدِه.
فأخذَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يمنَعُك منِّي؟
فقال الأعرابيُّ: كُن خيرَ آخِذٍ.
فقال: أتشْهَدُ أن لا إله إلا الله؟
قال: لا، ولكنِّي أُعاهِدُك ألا أقاتِلَك ولا أكونَ مع قومٍ يُقاتِلُونَك.
فخلَّى سبيلَه، فذهبَ إلى أصحابِه فقال: جِئتُكم من عند خيرِ الناس )
ولما قِيل له - عليه الصلاة والسلام -: ادعُ على المُشركين. قال :
( إني لم أُبعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعِثتُ رحمةً )
وقيل له: ادعُ على ثَقيفٍ، فقال:
( اللهم اهدِ ثَقيفًا )
فدعا لهم ولم يدعُ لهم.
رواه الترمذي.
العدلُ درجةٌ عظيمةٌ، ولكنَّ الرحمةَ والعفوَ درجةٌ أعظم.
وبعد عباد الله :
فإن من أعظم مظاهر الرَّحمة والعفوِ والأدبِ الرَّاقِي:
أن نبيَّنا محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفضَح أسماءَ المُنافِقين،
فضلاً عن أن يقتُلَهم أو يُعاقِبَهم، ومنهجُه:
( ما بالُ أقوامٍ )
وأُسِّست دولةُ الإسلام على المحبَّة والرَّحمة والمُؤاخاة والنُّصرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[ البقرة: 218 ]
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛
فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

رد مع اقتباس