البسملة مكونة من أربع كلمات ، و تسعة عشرِّ حرفاً ،
وَنَصُّها من القرآن الكريم :
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) }
و البسملة إستعانة بالله، و إستعاذة به ، و لجوءً إليه سبحانه و تعالى .
قسم تشرع فيه البسملة ، و قسم لا تشرع فيه ، و قسم تكره فيه ،
فتشرع عند فعل المباحات أو القرب ،
و أما المحرم والمكروه فلا تشرع البسملة عندهما ،
وكذلك لا تشرع البسملة و الذكر في بيت الخلاء و في الاماكن المستقذرة ،
لأن الغرض من البسملة التبرك في الفعل المشتمل عليه ،
و الحرام لا يراد كثرته و بركته ، و كذلك المكروه .
أي بالله أبدأ . بمعنى بدأت بعون الله و توفيقه و بركته ;
و هذا تعليم من الله تعالى لعباده ، ليذكروا اسمه تعالى عند البدء في كل شيء ،
حتى يكون الافتتاح ببركة الله جلّ و عزّ ،
فينبغي ذكرها قبل كل قول أو عمل ليبارك الله فيه .
و البسملة آية عظيمة في كتاب الله القرآن الكريم ،
فهي أول آية في القرآن الكريم ، و أول آية في سورة الفاتحة ،
و البسملة يُسِرُّ بها الإمام في الصلاة الجهرية ،
فعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال :
[ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يسمعنا قراءة
{ بسم الله الرحمن الرحيم } ] .
و البسملة قَسَمٌ من الله تعالى أنزله عند رأس كل سورة ،
و قد أجمع القراء السبعة على الإتيان بها
عند ابتداء القراءة بأول كل سورة من سور القرآن ،
ما عدا سورة التوبة ( براءة ) فهي متروكة في أولها اتفاقاً ،
و القارئ مخير في الإتيان بها في أجزاء السورة من القرآن .
عن أبي هريره رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا قرأتم الحمد لله ، فأقرأوا { بسم الله الرحمن الرحيم } ،
فإنها أم القرآن و السبع المثاني ،
و بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها )
السلسلة الصحيحة الرقم : 1183 .
عن أبي المليح رضى الله تعالى عنه
ردف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان ،
فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت ، و يقول بقوته صرعته ،
و لكن قل : بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب ) .
و روى الشعبي و الأعمش أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
كان يكتب ( بأسمك اللهم ) حتى أمر أن يُكتَبَ ( بسم الله ) فكتبها ;
فلما نزلت الآية الكريمة قول الله تعالى :
{ قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110) }
كتب ( بسم الله الرحمن ) ثم كتبها كاملة
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) }
و البسملة تتضمن جميع الشرِّع ،
لأنها تدل على ذات الله تبارك و تعالى و على صفاته .
و منذ بداية عصر الكتابة أبدع و تفنن الخطاطون و الرسامون و النحاتون في كتابتها
و رسمها على الورق و الخشب و الأحجار و الرخام و غير ذلك ،
و حالياً قام المصممون بإخراجها بالطرق الإلكترونية .
و يقال لمن يكثر من بسم الله : مبسمل .
و الأن دعونا ندعو و نبسمل سوياً عسى أن يرحمنا الله :
* بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء
* بسم الله الرحمن الرحيم عن يميني، وشمالي، ومن بين يدي،
ومن خلفي، ومن فوقي، ومن جميع جوانبي.
* بسم الله الرحمن الرحيم قابض على ناصيتي.
* بسم الله الرحمن الرحيم.
* بسم الله السميع العليم.
* بسم الله الشّافي لكل مريض.
* بسم الله الكافي من كل شيطانِ إنسٍ وجان.
* بسم الله المجيب لمن دعاه.
* بسم الله المعافي لكل مبتلى.
* بسم الله المغيث لمن استغاث.
* بسم الله المُنجي من المهالك.
* بسم الله على تربة أرضنا.
* بسم الله على أهلنا وأولادنا وأموالا وممتلكاتنا.
* بسم الله على كل نعمة أعطانا ربنا.
وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً.
{ سبحان ربِّك ربِّ العزّةِ عمّا يصفون (180)
وسلامٌ على المرسلين (181) والحمد لله رب العالمين (182) }
أنتهى الباب الثانى " باب البسملة " و لله الحمد