[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
يوصف الله عزَّ وجلَّ بأنه يمسك السماواتِ والأرضَ وغيرهما إمساكاً
يليق بجلاله وعظمته، وهي صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ بالكتاب والسنة.
{ إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا }
{ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ }
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
( أنَّ يهوديَّاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد!
إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع،
والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع،
ثم يقول: أنا الملك: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
بدت نواجذه، ثم قرأ: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ. وفي رواية:
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً له ) .
يأتي الإمساك بمعانٍ عدة منها:
1- الكف والمنع: كما في قوله تعالى
{ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ }
2- الحبس ويقابله الإرسال: كما في قوله تعالى
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }
3- الإمساك على الأصابع وهو غير القبض بها.
قال ابن خزيمة: (باب ذكر إمساك الله -تبارك وتعالى اسمه وجلَّ ثناؤه-
السماوات والأرض وما عليها على أصابعه).
ثم أورد حديث ابن مسعود رضي الله عنه بإسناده من عدة طرق، ثم قال:
(أما خبر ابن مسعود؛ فمعناه: أنَّ الله جل وعلا يمسك ما ذكر في
الخبر على أصابعه، على ما في الخبر سواء، قبل تبديل الله الأرض
غير الأرض؛ لأن الإمساك على الأصابع غير القبض على الشيء،
وهو مفهوم في اللغة التي خوطبنا بها...).
(باب الإيمان بأن الله عزَّ وجلَّ يمسك السماوات على إصبع
(ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من
مئة موضع، وروداً متنوعاً متصرفاً فيه مقروناً بما يدل على أنها يد
حقيقة؛ من: الإمساك، والطي، والقبض، والبسط...).