عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-26-2012, 10:41 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي حملة( لا) للاحتفال بعيد الكريسماس او عيد رأس السنة الميلادية-4-


-4-



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





[/frame]





بعدَ حمدِكَ الله وثنائكَ عليه بما لا يقلُّ عنْ سبعَ عشرةَ مرَّةً في اليومِ و اللَّيلةِ
فإنك تدعو في صلاتكَ قائلاً :

{ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } - سورةالفاتحة : 6،

ثم تحدِّد معالم هذا الصِّراطِ و تشترطُ فيه فتقولُ :

{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } - سورة الفاتحة:
من الآية 7 ،

أي الذي سارَعليه النَّبيُّون و الصِّدِّيقون و الصَّالحون ، الصِّراط الذي نصبَه الله تعالى

و بيَّن معالمه رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم ،

ثم تثني بوصفٍ آخرَ تمايزُ فيه طُرُقَ و سُبُلَ أهلِ الضَّلالةِ و الخسرانِ

فتقولُ : { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ –اليهود - وَلاَالضَّالِّينَ– النَّصارى - }

- سورة الفاتحة : من الآية 7

لقد دلَّتْ سورةُ الفاتحةِ التي يحفظُها كلُّ أمِّيٍّ فضلاًعنْ كلِّ مفكِّرٍ و كاتبٍ صحافيٍّ

على أنَّ مخالفةَ اليهودِ و النَّصارى في كلِّ ما هومِنْ خصائصِ دياناتهم و عباداتهم و عاداتهم

التي أصبحتْ مِنْ شعائرِهمُ الظَّاهرةِ أمرٌمقصودٌ مِنَ الشَّارعِ الحكيمِ ،

و مصداقُ ذلك قولُه تعالى :

( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَ لَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ )

- سورة الجاثية : 18 ،

فالتزامُنا الصِّراطَ المستقيمَ يقتضي شرعاًمخالفةَ أصحابِ الجحيمِ


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولذلك كانَ مِنْ هَدْي رسولِنا الكريمِ صلَّى الله عليه وسلَّم مخالفةُأهلِ الكتابِ


في أمورِ العاداتِ و العباداتِ في أصلِها و وَصْفِها ،

فصلَّى في نعليهِ لأنَّ اليهودَ لا يصلُّون بهما ، و أمرَ بتغييرِ الشَّيبِ وصَبْغهِ لأنَّ أهلَ الكتابِ لا يصبغون ،

و نهى عنِ اتِّخاذِ المساجدِ على القبورِ مخالفةًلأهلِ الكتابِ ، و أمرَ بحفِّ الشَّواربِ و إعفاءِ اللِّحى مخالفةًلهم ،

و رغَّب بالسَّحورِ للصَّائمِ لأنَّ أهلَ الكتابِ لا يفعلونَ ذلك ،

و نهى عنْ قصدِالصَّلاةِ دونَ سببٍ وقتَ شروقِ الشَّمسِ و عند غروبها لأنه وقتُ سجودِالكفَّارِ لها ،

حتَّى طفحَ الكيلُ عندَهم و قالوا :

ما يريدُ هذا الرَّجلُ أنْ يدعَ شيئاً مِنْ أمْرِنا إلَّا و خالفَنا فيه !

و قد نصَّ أهلُ العِلْمِ على أنَّ مخالفةَ أهلِ الكتابِ لا تختلفُ عنْ مخالفةِ الشَّيطانِ ،

فهو شيخُ طريقتِهم وإمامُ مِلَّتِهم .

و إذا كانَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم قد خالفَ أهلَ الكتابِ في ( وَصْف العملِ )

حين يتَّفقونَ فيه مع المسلمينَ في ( أصْله ) كصومِ عاشوراء

حيثُ خالفَهم فيه بالتَّرغيبِ في صومِ يومٍ قبلَه ؛ فماذا نقولُ عنْ أعيادٍ و عباداتٍ

هم أحدثوها كعيدِ الميلادِ و الاحتفالِ برأسِ السَّنةِ الميلاديَّةِ ؟!

لقد نصَّ أهلُ العِلْمِ على أنَّ موافقتَهم في أعيادِهم هذه و تهنئتَهم بها

و إرسالَ الهدايا لهم و قبولَها منهم محرَّمٌ شرعاً ،

و هو نوعٌ مِنَ الموالاةِ لهم و الرِّضا باعتقادِهمُ الباطلِ ودينِهمُ المنسوخِ القائمِ على الأساسِ الباطلِ :

( إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ) - سورة المائدة : مِنَ الآية 73 ،

ذلك القولُ الذي (تَكَادُالسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً )

- سورة مريم : 90

،وَ و الله إنَّ مجرَّدَ شهود هذه الأعياد محرَّمٌ و مُنْكَرٌ عظيمٌ لقولهِ تعالى :

(وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) -

سورة الفرقان : من الآية 72،

قالَ جمهورُالمفسِّرين : " هي أعيادُ المشركينَ "

فكيف بالموافقةِ لهم و إرسالِ ( التَّهاني القلبيَّة الحارَّ ) !!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهذا رجلٌ في عهدِالنَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم نذرَ أنْ ينحرَ إبلاً بمكانٍ يُطْلَقُ عليه ( بوانة )

فقالَ له صلَّى الله عليه و سلَّم : " هل كانَ فيها وثنٌ مِنْ أوثانِ الجاهليَّةِ يُعْبَدُ ؟

"قالَ : لا . قالَ : " فهل كانَ فيها عيدٌ مِنْ أعيادِهم " قالَ : لا

. فقالَ صلَّى الله عليه و سلَّم" أوْفِ بنذْرِكَ ،

فإنه لا وفاءَ لنذرٍ في معصيةِ الله " ،

فدلَّ هذاالحديثُ على أنَّ الذَّبحَ والتَّقرُّبَ إلى الله في أماكنِ أعيادِهم معصيةٌ ،

و هذا مضمونه إبطالُ عيدِهم و تحريمه ،

و لذلك منعَ الفاروقُ المسلمينَ مِنْ مشاركةِالمشركينَ في أعيادِهم فقالَ :

( لا تتعلَّموا رطانةَ الأعاجمِ ، و لا تدخلوا على المشركينَ في كنائسِهم في يومِ عيدهمِ ،

فإنَّ السَّخط تنزل عليهم ) .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إننا نوجِّه هذا ( التَّأصيل العقديّ ) إلى أصحابِ الأقلامِ الذين ارتضعوا مِنْ ثدي العَلمانيَّةِ النَّاقصةِ

و تربَّوا في حجْرِها فـ ( قاءتْ ) أقلامُهم سُمّاً زُعَافاً ،و كتبوا تعاطفاً مع أحبابِهم و إخوانِهمُ النَّصارى

استنكاراً -كما زعموا - على أهلِ الشَّرعِ الذين يمنعونَ المشاركةَ في احتفالاتِ أعيادِ النَّصارى في رأسِ السَّنةِ ،

وهم لا زالوا - مِنْ حيثُ يعلمونَ أو لا يعلمونَ - يضربون ( بغباءٍ مُفْرِطٍ )

و ( انهزاميَّة ممجوجة ) على وَتَرِ ( التَّسامح الدِّينيّ ) فدافعوا دفاعَ المستميتِ عنْ دياناتِ الكُفْرِ و دُعَاةِ الضَّلالةِ ،

و لم نقرأ لهم بالمقابلِ كلمةَ حقٍّ في الدِّفاع عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم

حين تعرَّض له أحبابُهم بالاستهزاءِ و الانتقاصِ ، أفهكذا يهونُ عليكم مقامُ النُّبوَّةِ

فتكونونَ صُمّاً بُكْماًعُمْياً لا تبالونَ ؛

ثم تغارونَ بالمقابلِ زُوراً و بهتاناً على المشركينَ النَّجَسِ ؟!

ها أنتم ( تتسامحون و تتعاطفون ) و هم ( يشركون و يسبُّون ) ،

و هاأنتم ( تهنِّئون ) و هم لا يزالون يقتلون و يُبيدون ،

فمتى تعوون و تعقلون؟!

و لعلَّ الحقيقةَ الغائبةَ عنْ أولئك القومِ هي أنَّ الأمرَ لا يقتصرُ على التَّهنئةِ و المشاركةِبالأعيادِ و الحفلاتِ ،

بل إنَّ الهدفَ أبعدُ مِنْ ذلك ، فإنهم لنْ يرضَوا منكم بشيءٍ حتى تكونوا مثلَهم

وتتَّبعوا مِلَّتهم و تدخلوا جُحْرَ الضّبِّ معهم كما قالَ تعالى :

(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) - سورة البقرة: من الآية 120 ،

و قالَ صلَّى الله عليه و سلَّم : " لتتبعنَّ سُنَنَ مَنْ كانَ قبلكم حذوالقذة بالقذة

حتى و لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه " ،قالوا : اليهود و النَّصارى ؟ قالَ : " فمن

" .

إنَّ ( التَّسامح ) لا يعني مطلقاً المداهنةَ و الرِّضا بالباطلِ والكفرِ الصَّريحِ ،

فهناك حدٌّ فاصلٌ بين التَّوحيدِ و الشِّركِ ، و الإيمانِ والكفرِ ، و الولاءِوالبراءِ ،

و الحقّ و المداهنة على حسابِ العقيدةِ و أصولِ الدِّينِ ،

إنَّ أولئك الكتَّابَ بدعوتهم مشاركة النَّصارى بأعيادِهم يُحيونَ بدعةَ ( زمالة الأديان ) أو ( نظريَّة الوحدة )

تلك البدعةالسَّيِّئة و الفكرة المنكرة الخبيثة التينادى بها جمالُ الدِّين الإيرانيّ قديماً ،

فهدمَ بهاأصلَ الولاءِ و البراءِ ، و أزالَ الحدودَالفاصلةَ بين الإسلامِ و غيرهِ مِنَ المِلَلِ و النِّحَلِ ،

حتَّى صارَ الكلامُ حولَ هذه الأصولِ عند كثيرٍ مِنَ المسلمينَ و للأسفِ تشدُّداً

و إرهاباً فكريّاً ،و هوفي حقيقةِ الأمرِ ( برودة في الدِّين )

و ( مضادة لشرع ربِّ العالمين ) ، فإلى الله المشتكى !

سلسلة العلامتين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





يتبع

رد مع اقتباس