عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-28-2013, 09:28 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له،
ومن يُضلِل فلا هادِيَ له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله،
وارضَ اللهم عن أصحابِه وأتباعِه بإحسانٍ إلى يوم الدين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فيا عباد الله :
لقد جمعَ الله تعالى لهذه الفريضة حُرمَتَين لا تنفكُّ عنهما،
هما: حُرمةُ الزَّمان وحُرمةُ المكان؛ وذلك - كما قال بعضُ أهل العلم –
ليقوَى الشُّعورُ بحُرمةِ هذا الرُّكن العظيم، وليكون الحاجُّ في جميع تنقُّلاته وحركَاته
وسكَنَاته مُرهَف الحِسِّ، حاضِرَ الفِكر، لا يذهَلُ لحظةً عن هذا الجوِّ المُحيطِ به.
وقد ضمَّ إلى ذلك حُرمةَ الإحرام، وشرعَ له أحاكمًا وآدابًا خاصَّةً،
تحقيقًا للتذلُّل وتركِ الزينة والتشعُّث، وتنويهًا لاستِشعار خوفِ الله وتعظيمِه،
ومُؤاخَذَة نفسِه ألا تسترسِلَ في هواهَا.
وقد أسبَغَت هذه التشريعاتُ وهذه الأحكامُ التي تتصِلُ بالقلبِ والجوارِح والقصدِ
والعملِ والزمان والمكان على الحجِّ لباسًا من الطُّهر والتورُّع والتقشُّف،
والمُراقبة لله تعالى، والمُحاسَبة للنفس والجِهاد،
لا يُشارِكُه فيه ما يُماثِلُه أو يدخلُ في موضوعِه.
وكانت له لذلك آثارٌ عميقةٌ في النَّفسِ والأخلاق،
يتحقَّقُ معها قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( من حجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجعَ من ذنوبِه كما ولَدَته أمُّه )
فاتَّقوا الله - عباد الله
واعرِفوا لهذه الفريضةِ المُكرَّمة قدرَها، واعمَلوا على الإتيانِ بها كما أرادَ الله
بإخلاصٍ لله، ومُتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
واذكرُوا على الدَّوام أن الله تعالى قد أمرَكم بالصلاة والسلام على خاتَم النبيين،
وإمام المُرسَلين، ورحمة الله للعالَمين، فقال في الكتاب المُبين:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين،
وألِّف بين قلوبِ المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم،
واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا،
وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء،
اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين،
وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا من إليه المرجعُ يوم المعاد.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا،
وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ،
والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين،
وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك.
اللهم اجعَله حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا.
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار }
[ البقرة: 201 ]
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[ الأعراف: 23]
وصلَّى الله وسلَّم على عبدِ ورسولِه نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

رد مع اقتباس