عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2013, 10:33 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : النصيحة و فضل قبولها

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير - حفظه الله -خطبة الجمعة بعنوان:



النصيحة و فضل قبولها



والتي تحدَّث فيها عن النصيحة وبيان فضائل ومآثر قبولها،


وأن ذلك دليل الرَّشَد، وذكر الأدلة من القرآن وبعض الآثار على مآلات


الرافِضين للنُّصح والإرشاد وذمِّهم،


وحذَّر من ذكر الأدلة من الكتاب والسنة مع التأويل الفاسِد.




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحمد لله بارئِ النَّسَم، ومُحيِي الرَّمَم، ومُجزِلِ القِسَم،


أحمدُه حمدًا يُوافِي ما تزايَدَ من النِّعَم، وأشكرُه على ما أولَى من الفضلِ والكرَم،


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تعصِمُ من الزَّيغِ وتدفعُ النِّقَم،


وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ رحمةً للعالمين من عُربٍ وعجَم،


صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تبقَى وسلامًا يَتْرَى إلى يوم الدين.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فيا أيها المسلمون:



اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب،



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}


[ آل عمران: 102 ].



أيها المسلمون:



قبولُ النصيحة دليلُ الرَّشَد، والرجوعُ إلى الحق فضيلةٌ،


وراجِحُ العقل كاملُ النُّهَى إذا وقعَ فيما يشينُه فوُعِظَ وزُجِرَ؛


أقصرَ وانتهَى وارتدعَ وانثنَى، وأسرعَ إلى الإجابة وأظهرَ التوبةَ والإنابةَ.



والمُستولِغُ لا يُبالي ذمًّا ولا عارًا، ولا يخافُ لومًا ولا عَذلاً، لا يردعُه توبيخ،


ولا يقبَعُه تأنيب، ولا ينفعُه تعنيف. لا يُصغِي لناصحٍ، ولا يلتفِتُ إلى موعظةٍ،


تراه على غيِّه مُصِرًّا، وفي ضَلالته مُستمرًّا،



{ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}


[البقرة:206]


أخذَته الحميَّةُ والغضبُ، ولم يُقابِل النصيحةَ إلا بالصُّدوف والصُّدود،


والتعالِي والتعامِي.



يقول عبدُ الله بن مسعود - رضي الله عنه-:



[ كفَى بالمرء إثمًا أن يقول له أخوه: اتَّقِ الله.


فيقولُ: عليك بنفسِك مثلُك يُوصِيني ! ]



وردُّ النصيحة واحتِقارُ الناصِح والتعالِي على التذكِرة دأبُ السُّفهاء والمُتكبِّرين،


وصفةُ الفُجَّار والمُنافقين،


قال الله تعالى:



{ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ }


[الصافات:13]


ويقول تعالى مُخبِرًا عن جواب قومِ هودٍ - عليه السلام - له بعدما


حذَّرهم وأنذرَهم، ورغَّبَهم ورهَّبَهم، وبيَّن لهم الحقَّ ووضَّحَه



{قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ }


[الشعراء:136]


أي: لن نرجِع عما نحن فيه.



وقال نبيُّ الله صالحُ - عليه السلام - لقومِه بعد هلاكِهم تقريعًا وتوبيخًا،


وهم يسمَعون ذلك:



{ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}


[الأعراف:79].



أيها المسلمون:



ومن عرفَ الحقَّ وجبَ عليه الخضوع له والرجوعُ إليه،


والرجوعُ إلى الحقِّ خيرٌ من التمادِي في الباطلِ،


وقبولُ الحقِّ والنصيحة لا يحُطُّ من رُتبَة المنصوحِ، ولا ينقُص من قدرِه،


ولا يغُضُّ من مكانته ورِياستِه؛ بل يُوجِبُ ذلك له من جلالة القدر،


وسامِي المنزلة، وحُسن الثَّناء، وعلوِّ الذِّكر ما لا يكونُ في تصميمِه على الباطِل.



ومن أصرَّ على باطلِه، واستثقلَ كلامَ ناصحِه؛ ازدُرِي عقلُه،


وحُقِّرَ شانُه، وصُغِّر مكانُه.



قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى-:



[ ما نصحتُ أحدًا فقبِلَ مني إلا هِبتُه واعتقدتُّ مودَّتَه،


ولا ردَّ أحدٌ عليَّ النصحَ إلا سقطَ من عيني، ورفضتُه]




أيها المسلمون:



لماذا تميلُ النفوس إلى من يتملَّق ويُجامِل ولا ينصحُ،


مع أن صنيعَه الغشُّ والخِداعُ والمُطاوَعة فيما يضُرُّ؟!


وتفِرُّ من الناصِح المُشفِق مع أن نُصحَه صدرَ عن رحمةٍ ورأفةٍ وإحسانٍ


وغيرةٍ على المنصُوح.



فطوبَى لمن أطاعَ ناصحًا يهدِيه، واجتنَبَ غاويًا يُردِيه،


وشقِيَ من استخفَّ بعِظَة المُشفِق الناصِح، وتعالَى عن تذكِرة الأمينِ الصالحِ،


وتمادَى في غوايتِه، ولجَّ في عمايتِه، جاريًا على عاداته القبيحة،


وماضِيًا في أخلاقِه الرَّذِيلة.



ويقِظُ القلب، وافِرُ الفِطنة، فهِمُ العقل يعِي الموعظةَ، وتنفعُه الذِّكرَى،



{ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى }


[الأعلى: 10،11].

رد مع اقتباس