والحاصل أن أسماء الله كثيرة لا تحصر ولا تحد بعدد، وهي متفاضلة غير
متساوية في الفضل بعضها أفضل من بعض، وإن كانت أسماء لمسمى
واحد، والأدلة على تفاضل أسماء الله متعددة، فإن النصوص تدل على
أن بعض أسمائه سبحانه أفضل من بعض، ففي الآثار ذكر اسمه الأعظم
سبحانه وقد وردت روايات متعددة في ذكر الاسم الأعظم، ففي روايات
( لقد سأل الله باسمه الأعظم ) .
( دعا الله باسمه الأعظم )
( لقد دعا الله باسمه العظيم )
( اسم الله الأعظم في كذا )
( أسألك باسمك الأعلى الأعز الأجل الأكرم )
على اختلاف في تعيين الاسم الأعظم ما هو؟ وهي مسألة للناس
فيها خلاف معروف في كتب العلم .
ففي هذه الروايات دلالة ظاهرة على تفاضل الأسماء الحسنى، لدلالتها
على أن في الأسماء الحسنى اسم أعظم يفضلها فهو أعظمها.
ومن الأدلة على تفاضل أسمائه سبحانه قوله صلى الله عليه وسلم:
( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحد،
فخص النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الأسماء التسعة
والتسعين بهذه الفضيلة، وهي أن من أحصاها دخل الجنة، فاختصت
بهذه الفضيلة. وأسماء الله غير محصورة في هذا العدد فله سبحانه أسماء
غيرها، إذ هذه هي دلالة الحديث التي نقل النووي الاتفاق عليها في قوله:
(واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه
وتعالى، فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما
مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد
الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها) .
وقد مثل العلماء لهذا بقول من يملك ألف مملوك: إن لي مائة مملوك
أعددتهم للجهاد, فليس قوله هذا مانعاً من أن له غيرهم معدون لغير
الجهاد، فلا دلالة في الحديث لمن احتج به على حصر الأسماء الحسنى
في هذا العدد وأنه ليس لله من الأسماء إلا هذا العدد فقط، كما فعله
ومن الأدلة على تفاوت أسماء الله في الفضل:
الحديث المتقدم الذي فيه أن أسماءه سبحانه أقسام منها ما استأثر الله
بعلمه، ومنها ما أنزله في كتابه، ومنها ما علمه أحداً من خلقه، ففي هذا
دلالة على تفاوتها و على اختصاص كل منها بخصيصة.
ثم أن كل دليل منك كتاب وسنة دل على تفاضل صفات الله التي تدل عليها
أسماؤه، هو دليل على تفاضل تلك الأسماء، لتفاضل دلالتها،
لأن الاسم يراد لمعناه لا لحروفه