الموضوع: درس اليوم4781
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-24-2020, 02:29 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي درس اليوم4781

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الخالق والخلاَّق (05)

وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ:

وَرَدَ اسمُهُ (الخالِقُ) في أَحدَ عَشَر موضِعًا في القرآنِ منها:

قولُهُ تعالى: { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } [الحشر: 24].

وقولُه تعالى: { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 14]

وقولُهُ تعالى: { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ }
[الواقعة: 58، 59].
وغيرُها من الآياتِ.

وجاءَ الاسمُ بصيغةِ المبالغةِ مرَّتينِ في قولِهِ تعالى:
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } [الحجر: 86]،

وقولِهِ سبحانه: { بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } [يس: 81].

المَعْنَى فِي حَقِّ الله تبارك وتَعَالَى:
الخَلْقُ كما بيَّنَّا يُرادُ به الإيجادُ والإبداعُ تارةً، والتقديُر تارةً أُخرى.

فمِنَ الآياتِ التي تدلُّ على المعنى الأول قولُهُ تعالى:
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ
[يس: 71].

وقولُهُ تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [القمر: 49]، ولو كانَ الخلْقُ
هاهُنا عبارةً عن التَّقديرِ لصار معنى الآيةِ إنا كُلَّ شيء قدَّرناه بقدَرٍ
فيكونُ تكريرًا بلا فائدةٍ.

وكذا قولُهُ تعالى: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } [الفرقان: 2]، فلو كان
الخلْقُ عبارةً عن التقدير ِ لصَار معنى الآية وقدَّرَ كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديرًا.

وكذا قولُهُ تعالى: { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } [الأنبياء: 104]، فلا يَليقُ
بلفظِ الخَلْقِ هنا إلَّا الإيجادُ، وقولُهُ تعالى: { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ
الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } [لقمان: 11]، مثلُها أيضًا في المعنى، بَلْ قد جاءتْ بعضُ
الآياتِ ذُكِرَ فيها الخَلقُ مقرونًا باليدِ كقولِهِ تعالى: { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ
أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص: 75].

قال ابنُ جريرٍ في تفسيرِهَا: "قال الله لإبليسَ إذْ لمْ يسجُدْ لآدمَ وخالفَ أمرَهُ:
يا إبليسُ ما منعَك أن تسجُدَ، يقولُ: أيُّ شيءٍ مَنَعك مِنَ السُّجودِ لـما خلقتُ
بيديَّ، يقولُ: لِخَلْقِ يديَّ، يُخبرُ تعالى ذكرُه بذلك أنَّه خلقَ آدمَ بيديه كما حدَّثنا
ابنُ المثنَّى قال: ثنا محمدُ بنُ جَعْفرٍ قال: ثنا شعبةُ قال: أخبرني عُبيدٌ المكْتِب
قال: سمعتُ مجاهدًا يحدِّثُ عن ابنِ عُمرَ قال: "خَلَقَ اللهُ بيدِهِ: العرشَ،
وَعدنَ، والقلمَ، وآدمَ، ثم قال لكلّ شيءٍ: كُنْ فكان"

وقال في تفسير قوله تعالى: { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
[المؤمنون: 14]، بقولِ مجاهدٍ وهو قولُهُ: فتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقينَ.
قال: "يصنعون ويصنعُ اللهُ واللهُ خيرُ الصَّانعينَ،
ثُمَّ قال لأنَّ العربَ تُسمِّي كُلَّ صانعٍ خالقًا".

وقال الخطَّابيُّ: "(الخالِقُ): هو المُبدِعُ لِلخَلْقِ والمُخترِعُ له على غَيْرِ مِثالٍ
سَبَقَ. قال سبحانه: { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } [فاطر: 3].

فأما في نُعوتِ الآدميين فمعنى الخَلْقِ التقديرُ كقولِهِ عز وجل:
{ أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ } [آل عمران: 49]".

وقال الزَّجَّاجُ: "فالخَلْقُ في اسمِ اللهِ تعالى هو ابتداءُ تقديرِ النشءِ، فالله
خالِقُها ومُنْشِئُها وهو مُتمِّمُها ومدبِّرُها فتبارك اللهُ أحسنُ الخالقين".

وقال الحليميُّ: "قال الله عز وجل: { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } [فاطر: 3]،
ومعناه: الذي صَنَّفَ المُبدَعَاتِ، وجعل لكلِّ صِنْفٍ منها قَدرًا، فوُجِدَ فيها
الصغيرُ والكبيرُ والطويلُ والقصيرُ، والإنسانُ والبهيمُ والدابةُ والطائرُ،
والحيوانُ والمواتُ، ولا شكَّ في أنَّ الاعترافَ بالإبداعِ يقتضي الاعترافَ
بالخَلْقِ، إذْ كانَ الخلقُ هيئةَ الإبداعِ فلا يُغني أحدُهما عن الآخرِ".

وقال: "(الخلَّاق) ومعناه: الخالِقُ خَلْقًا بعد خَلْقٍ".


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس