عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-12-2013, 09:26 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

ولكننا قد نجهل التفسير الدقيق للآية القرآنية
فلا يجوز لنا أن نحمّل الآية غير ما تحتمله من الدلالات والمعاني ،
وأن نبني عقيدتنا على لغة الحقائق العلمية .
ولكن إذا كانت النظرية العلمية تتفق مع القرآن تماماً فيمكن الاستئناس بها ،
أما إذا خالفت القرآن بشكل صريح فلا يجوز لنا أن نعتقد بصحتها .
سؤال : ما هي فوائد الإعجاز العلمي ؟
1- زيادة الإيمان لدى المؤمن .
2- إقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم ، وأن التوافق بين العلم والقرآن
هو دليل وبرهان مادي ملموس في عصر العلم
على أن القرآن لم يُحرّف وأن الله قد حفظه كما نزل منذ 1400 سنة .
3- إن الإعجاز العلمي وسيلة لتوسيع مدارك المؤمن وزيادة معرفته العلمية،
ولكن على أساس إيماني ،
وليس كما يقدمها لنا الغرب على أساس من الإلحاد .
فهم يردون كل شيء للطبيعة ، ونحن ينبغي أن نصحح هذه العقيدة
فنرد كل شيء لله القائل :
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }
[ الزمر : 62 ]
4- الإعجاز العلمي وسيلة للدعوة إلى الله تعالى
وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف .
5- إظهار عظمة القرآن وعظمة الأحاديث الشريفة ،
وأن القرآن يحوي جميع العلوم .
سؤال: لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب ؟
هذا السؤال يتكرر كثيراً ، فالقرآن مادام يحوي كل هذه الحقائق العلمية
فلماذا لا نكتشفها نحن المسلمون ونسبق الغرب إليها ،
وأقول : إن السبب هو تقصيرنا وإهمالنا لكتاب الله وللبحث العلمي .
والدليل على ذلك :
أن أجدادنا رحمهم الله عندما تدبروا القرآن وعملوا بما فيه
واستجابوا للتعاليم الإلهية التي تأمرهم أن يسيروا في الأرض
ويفتشوا عن أسرار الخلق ، صنعوا أعظم حضارة علمية في التاريخ ،
وهذا باعتراف الغرب نفسه .
وإنني أرى
بأن أفضل طريقة للنهوض بأمتنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه ،
وأن نبني علومنا على أساس إيماني ، والله تعالى يعطي من يشاء من فضله
فهو القائل :
{ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {73}
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
[ آل عمران : 73 – 74 ]
* ضوابط خاصة بأبحاث الإعجاز العددي
منذ أكثر من ألف سنة
بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم ،
فعدُّوا آياته وسورَه وأجزاءَه وكلماته وحروفَه ،
وحاول بعضهم تحديد منتصف القرآن .
وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة
بسبب صعوبة البحث ، وعدم وجود وسائل دقيقة للإحصاء .
وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي
وحساب الجُمَّل، وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم ( 19 ) ،
لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي .
وقد يكون من أهم الأخطاء التي يقع فيها من يبحث في هذا العلم
ما يُسمّى ( بالترميزات العددية ) ،
أي إبدال كل حرف من حروف القرآن الكريم برقم ،
وجمع الأرقام الناتجة بهدف الحصول على توافق مع رقم ما ،
أو للحصول على تاريخ لحدث ما .
وقد يكون من أكثر أنواع التراميز شيوعاً ما سُمّي بحساب الجُمّل .
فقد دأب كثير من الباحثين على إقحام حساب الجُمّل في كتاب الله تعالى .
فما هي حقيقة هذا النوع من الحساب ؟
ويُعتبر هذا النوع من الحساب الأقدم بين ما هو معروف في الإعجاز العددي.
ويعتمد على إبدال كل حرف برقم ، فحرف الألف يأخذ الرقم ( 1 ) ،
وحرف الباء ( 2 ) ، وحرف الجيم ( 3 ) ، وهكذا وفق قاعدة " أبجد هوّز" .
وتختلف هذه القاعدة من حضارة لأخرى ،
فنجد أن كل شعب من الشعوب القديمة
يحاول أن يعطي لحروف أبجديته أرقاماً محددة
لا ندري على أي أساس تم ترتيبها .
وإنني أوجه سؤالاً لكل من يبحث في هذه الطريقة :
ما هو الأساس العلمي لهذا الترقيم ؟
وأظن بأنه لا يوجد جواب منطقي أو علمي
عن سبب إعطاء حرف الألف الرقم ( 1 ) ، وحرف الباء الرقم ( 2 ) .
لماذا لا يكون الباء ( 3 ) مثلاً ؟
إن هذا الحساب لم يقدّم أية نتائج مقنعة ،
وإن كنا نلاحظ أحياناً بعض التوافقات العددية الناتجة عن هذا الحساب .
ولكن إقحام حساب الجمّل في كتاب الله تعالى ،
قد يكون أمراً غير شرعي ، وقد لا يُرضي الله تعالى .
لذلك فالأسلم أن نبتعد عن هذا النوع
وما يشبهه من ترميزات عددية للأحرف القرآنية ،
والتي لا تقوم على أساس علمي أو شرعي، حتى يثبُت صِدْقُها يقينا ً.
مبالغات يجب الابتعاد عنها :
يُلاحظ على معظم الباحثين في الإعجاز العددي
أنهم يركزون بحثهم في الأرقام ، ويضخّمون حجم النتائج التي وصلوا إليها،
ويُغفلون بقية جوانب الإعجاز القرآني ، كالإعجاز البلاغي والتشريعي .
أليس في ذلك مبالغة ينبغي الابتعاد عنها ؟
إن هذه الملاحظة موجودة فعلاً ، ولها ما يبررها !
فالبحث عن معجزة رقمية في كتاب هو القرآن لا يحوي أية معادلات
أو أرقام باستثناء أرقام السور والآيات ، هذه المهمة صعبة للغاية ،
وتتطلب من الباحث أن يكرس كل وقته وجهده وعمله لهذا البحث الشائك .
وتزداد المهمة صعوبة
إذا علمنا أنه لا توجد بعد مراجع أو ضوابط لهذا العلم الناشئ .
وعلى كل حال ينبغي على من يبحث في الإعجاز العددي
أن يهتم ويستفيد من بقية وجوه الإعجاز القرآني ،
ويدرك بأن المعجزة الرقمية
ما هي إلا جزء يسير من بحر إعجاز كتاب الله تعالى .
ويدرك أيضاً أن الإعجاز العددي تابع للإعجاز البياني
وكلاهما قائم على الحروف والكلمات.
فكل آية من آيات القرآن الكريم تتميز بوجود إعجاز بياني فيها
وتتميز أيضاً بوجود بناء رقمي محكم لحروفها وكلماتها .
ما هي الفوائد التي يقدمها الإعجاز العددي ؟
قد يقول البعض :
ما الفائدة من دراسة لغة الأرقام في القرآن الكريم لاسيما .
أن هناك علوماً قرآنية كالفقه والعبادات والأحكام
والقصص والتفسير جديرة بالاهتمام أكثر ؟
أولاً : وقبل كل شيء
يجب أن نبحث عن منشأ الاتجاه السائد لدى شريحة من الناس ،
ومنهم علماء وباحثون، للتقليل من شأن المعجزة الرقمية في القرآن الكريم.
فنحن نعلم جميعاً الأهمية الفائقة للغة الأرقام في العصر الحديث،
حتى يمكن تسمية هذا العصر بعصر التكنولوجيا الرقمية ،
فقد سيطرت لغة الرقم على معظم الأشياء التي نراها من حولنا .
وبما أن القرآن هو كتاب صالح لكل زمان ومكان
فلابدّ أن نجد فيه إعجازاً رقمياً
يتحدّى كل علماء البشر في القرن الواحد والعشرين

رد مع اقتباس