عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-24-2013, 08:48 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الإعتصام بالكتاب و السنة

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد البارئ بن عواض الثبيتي حفظه الله خطبتي الجمعة بعنوان :
الإعتصام بالكتاب والسنة
والتي تحدَّث فيها عن الاعتصام بالكتاب والسنَّة وأهميته في تلك الأيام،
قائلاً: "مع مُدلهمَّات النوازِل النازلة، والمِحن التي تعصِف بالأمة، وتشتُّت الآراء،
والنَّزيف الدمويّ الذي يُراق، يتساءَلُ الجميع:
ما المخرَج، وما السبيلُ لإطفاء نار الفتن المُتأجِّجة، ووأد الشحناء المُتصاعِدة،
والسَّير بمُكتسَبات الأمة إلى بَرِّ الأمان؟"،
داعيًا جميع المسلمين إلى التحاكُم للكتاب والسنَّة
للخروج من دائرة الاختلاف والنزاع والشِّقاق.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله، الحمد لله الذي حثَّ عبادَه على الاعتصام بالكتاب والسنَّة،
أحمده - سبحانه - وأشكرُه ذو الفضل والمنَّة،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعاذّ عبادَه من شرِّ الناس والجِنَّة،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه قائدُ المؤمنين ودليلُ المِلَّة،
صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه في السرَّاء والمُلِمَّة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي الزادُ يوم المعاد، قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ]
مع مُدلهمَّات النوازِل النازلة، والمِحن التي تعصِف بالأمة، وتشتُّت الآراء،
والنَّزيف الدمويّ الذي يُراق، يتساءَلُ الجميع: ما المخرَج،
وما السبيلُ لإطفاء نار الفتن المُتأجِّجة، ووأد الشحناء المُتصاعِدة،
والسَّير بمُكتسَبات الأمة إلى بَرِّ الأمان.
قال الله تعالى:
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
[آل عمران: 103].
الاعتصامُ بالكتاب والسنَّة أعظمُ فرائض الإسلام، وأجلُّ أركانه،
وبهما تتحقَّقُ للأمة العصمةُ والنجاة،
كما يستمسِكُ الغريقُ إذا وجدَ ذلك الحبلَ وهو يخشَى الغرق.
الإسلامُ وحده هو الذي يجمعُ القلوبَ المُتنافِرة، ويُطفِئُ الشرارة المُلتهِبَة،
ويُزيلُ شحناءَ النفوس، قال الله تعالى:
{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ }
[ الأنفال: 63 ].
الاعتصامُ بحبل الله المتين أمانٌ من الزيغ والضلال، ويجمعُ الأمةَ تحت لواء
"لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله"
يُقوِّي اللُّحْمة، ويقتلُ الأطماع، ويُسقطُ الرايات الزائِفة، وبه نُواجِهُ مكرَ وكيدَ الأعداء.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إن الله يرضَى لكم ثلاثًا ويكرهُ لكم ثلاثًا، يرضَى لكم:
أن تعبدوه ولا تُشرِكوا به شيئًا، وأن تعتصِموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا،
وأن تُناصِحوا من ولاَّه الله أمرَكم.
ويكرهُ لكم: قيل وقال، وكثرةَ السؤال، وإضاعةَ المال )
أخرجه مسلم.
قال الله تعالى:
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }
[آل عمران: 103].
ظلَّت الحربُ مُستعِرةً بين الأوس والخزرَج مائةً وعشرين عامًا،
وأصلُ القبيلتين واحد، ولما جاء الإسلامُ هذَّب النفوس، وأزالَ لوثات الجاهلية ونعرَاتها،
وأصبحَ الجميعُ بنعمة الإسلام إخوانًا.
ولما خطبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأنصار بشأن غنائم حُنين،
قال لهم:
( يا معشر الأنصار! ألم أجِدكم ضُلاَّلاً فهداكم الله بي؟
وعالةً فأغناكم الله بي؟ ومُتفرِّقين فجمعَكم الله بي؟ )
كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسولُه أمنُّ.
ولهذا قال الله تعالى:
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ }
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -:
[ إن الرَّحِم لتُقطَع، وإن النعمةَ لتُكفَر،
وإن الله إذا قاربَ بين القلوب لم يُزحزِحها شيءٌ أبدًا ثم قرأ:
{ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ }
[الأنفال: 63] ]
قال رجلٌ لابن مسعود - رضي الله عنه -: كيف أصبَحتم ؟
قال: " أصبَحنا بنعمة الله إخوانًا "

رد مع اقتباس